الشربات... على اسطح الذكريات
صبحي صبري
وفي الموصل مناطق خاصة لصناعة (الشربات) أشهرها منطقة الكوازين التي يوجد فيها بقايا الجامع الأموي الذي هو من أقدم الجوامع في العالم الإسلامي، ولها مناطق مخصصة لبيعها، أشهرها منطقة الميدان حيث يتفنن الحرفيون في صناعتها وتزويقها لتنال رضا المواطنين وإقبالهم، وعادة ما يقوم البائع بفحص (الشربة) قبل تسليمها للزبون وفي حالة كونها مشروخة يقوم بلحيمها بواسطة مسحوق ناعم من نفس مادة صنعها أشبه بالاسمنت.
وتشتهر (العمادية) بصناعة الشربات الرقيقة التي توفر تبريدا أكبر للمياه إلا أنها أكثر عرضة للانكسار خاصة عندما يتعامل الأطفال
معها.
وماء (الشربة) ماء بارد وعذب وصاف يجنِّب المرء مشاكل التهابات الحنجرة والأمعاء ويرويه من الحر دون أن يضره وهي بهذا الشكل إرث فولكلوري يتحدى التكنلوجيا ببساطته وفوائده.
ولها هذه الأيام مزايا مضافة خاصة في اعتماد جداول إطفاء التيار
الكهربائي حيث تتنحى مبردات المياه والثلاجات أمام هذا الوريث البسيط والمحدود والمحلي كليا.
وقد كانت للموصليين عادات وعلاقات حميمة مع (الشربة) فهي تتمتع بمكان خاص بها حينما تجلس العائلة.
وكانت الأمهات والأخوات يحملنها في مواكب العرس وهي فارغة ويقمن بكسرها على عتبة باب العريس قبل دخول العروس أول مرة إلى بيت زوجها طردا للشر وإبعاداً للشياطين والأذى.
الصور .. بعدسة رائد التصوير العراقي مراد الداغستاني