الشاعر حارث معد
طرائدي كلماتي بعد ومضات في وقت متأخر
صبحي صبري
بعد أن اصدر الشاعر المتألق حارث معد مجموعته الشعرية البكر (ومضات في وقت متأخر) ونشره للعديد من القصائد الجميلة في الصحف العربية والعراقية، مثل (الزمان الدولية، الحدباء، عراقيون، صدى العراق، آفاق الموصل وسواها من الصحف، فضلا عما نشره في المواقع الالكترونية كموقع بيت الموصل، والديار اللندنية، وصحيفة المثقف، ومجلة معكم، وأدب فن .. وغيرها) ..ـ
صدرت له هذه الأيام عن مطبعة الديار في الموصل مجموعته الشعرية الثانية (طرائدي كلماتي) في كتاب أنيق من الحجم الوسط يقع في (120) صفحة، صمم غلافه أحمد معد، ويضم (36) قصيدة يقول عنها الشاعر حارث معد: (لقد اتسمت قصائد المجموعة بحساسية شعريّة خاصة، عبر صور وتشكيلات تنأى عن المألوف المتداول، وتجنح إلى الابتكار والمغايرة وهي تتسربل بغموض شفاف، وتدور بما يكتنفها من وجعٍ وأسى وانطواء على الذات، في فضاء تتسرب إليه حرائقُ الوضع العراقي والعربي الراهن).ـ
وحين سألته أين تضع هذه المجموعة أمام مجموعتك الأولى، أجاب
قائلا:ـ
ـ(مجموعتي الجديدة تشير إلى تواصلي وبحثي الدؤوب عن التفرد
والخصوصية، فمجموعتي الأولى ضمت العديد من النصوص ذات الطابع الذاتي والتجريبي، أما الثانية فقد انطوت نصوصها على نبض الواقع العراقي والعربي الراهن وفيها مسحة من الوجع والمعاناة ازاء ما يمر به بلدنا ووطننا الكبير من تجاذبات ومتغيرات)..ـ
ومما تجدر الإشارة إليه أن حارث معد، شاعر من مواليد الموصل عام 1972 دخل عالم النجومية والشهرة منذ أن صدرت مجموعته الشعرية الأولى عام 2011 فلفتت انتباه العديد من المتلقين شعراء وأدباء ونقاد ومهتمين، إلى نبض الإبداع والتجديد الذي يسري في مفرداتها وصورها الفريدة التي تنطوي على صوت شعري له ملامحه المتميزة، فأبدوا إعجاباً بها حفز الشاعر على مواصلة الكتابة والنشر، ثَمَّ أصدر مجموعته الشعرية الثانية (طرائدي كلماتي) والتي اخترنا منها هذه القصيدة:ـ
ـ* خذني من رصيف الألفية الثالثة
ـ أيها الصمتُ العميقُ،ـ
ـ كقاعِ المحيط ،ـ
ـ كالنوم
ـ خذني لمسارحِ بابلَ،ـ
ـ واحداً مِن الجمهور
ـ أو مصارعاً في حلباتِ روما
ـ خذني حاجِباً في مجالسِ المنصور
ـ أستمعُ إلى رواياتِ الأصمعي
ـ لا تتركني
ـ أنا وذقني الشائك،ـ
ـ وأوراقي البيضاء
ـ على خطوطِ الشوارعِ الفسفوريه..ـ
ـ بين العماراتِ،ـ
ـ وشبكة المواصلاتِ،ـ
ـ والإشاراتِ الضوئيه..ـ
ـ لستُ موظفاً دبلوماسيًّا
ـ يعيشُ بين الحقائب،ـ
ـ أو لاعبَ كُرَةٍ مشهور
ـ يظهرُ في إعلاناتِ الببسي
ـ لستُ سوى بائعِ أحذيةٍ،ـ
ـ يداهُ مُتَّسختانِ،ـ
ـ بالدهانِ الممغنط،ـ
ـ والأشرطةُ في عنقه
ـ وهو يعرضُ
ـ فضلاتِ ما يصدِّرُهُ الغربُ إلينا.ـ
ـ أيها الصمتُ الثقيلُ،ـ
ـ كساعاتِ الانتظار
ـ كأعوامِ الحِصار
ـ لا تتركني أقرأ صحيفةً،ـ
ـ تلو أخرى
ـ مثل متسوّلٍ ينهش كعكة،ـ
ـ ثم يصوِّرُ المجانينَ
ـ في شارعٍ قديم
ـ أغلِقتْ فيه الملاهي ودورُ العرض
ـ ويقذفُ الحجارةَ،ـ
ـ على الباعةِ الوقحين.ـ
ـ أيتها الكلماتُ المستعصيةُ،ـ
ـ اخرجي مِن فمي
ـ كالسُّعالِ في حنجرتي البائِسهْ..ـ
ـ كي أبصقَك،ـ
ـ على صفحاتِ أوراقي المدعوكة،ـ
ـ وأقدِّمَكِ للصحف
ـ التي ترفضُ معظمَ الأحيان،ـ
ـ كلماتي الخالية مِن الفبركةِ اللغوية،ـ
.ـ كلماتي المشاكِسهْ
للعودة إلى الصفحة الرئيسة
لأضافة التعقيبات او قراءتها، يرجى الضرب على كلمة
Comments
على يسار السطر التالي
صدرت له هذه الأيام عن مطبعة الديار في الموصل مجموعته الشعرية الثانية (طرائدي كلماتي) في كتاب أنيق من الحجم الوسط يقع في (120) صفحة، صمم غلافه أحمد معد، ويضم (36) قصيدة يقول عنها الشاعر حارث معد: (لقد اتسمت قصائد المجموعة بحساسية شعريّة خاصة، عبر صور وتشكيلات تنأى عن المألوف المتداول، وتجنح إلى الابتكار والمغايرة وهي تتسربل بغموض شفاف، وتدور بما يكتنفها من وجعٍ وأسى وانطواء على الذات، في فضاء تتسرب إليه حرائقُ الوضع العراقي والعربي الراهن).ـ
وحين سألته أين تضع هذه المجموعة أمام مجموعتك الأولى، أجاب
قائلا:ـ
ـ(مجموعتي الجديدة تشير إلى تواصلي وبحثي الدؤوب عن التفرد
والخصوصية، فمجموعتي الأولى ضمت العديد من النصوص ذات الطابع الذاتي والتجريبي، أما الثانية فقد انطوت نصوصها على نبض الواقع العراقي والعربي الراهن وفيها مسحة من الوجع والمعاناة ازاء ما يمر به بلدنا ووطننا الكبير من تجاذبات ومتغيرات)..ـ
ومما تجدر الإشارة إليه أن حارث معد، شاعر من مواليد الموصل عام 1972 دخل عالم النجومية والشهرة منذ أن صدرت مجموعته الشعرية الأولى عام 2011 فلفتت انتباه العديد من المتلقين شعراء وأدباء ونقاد ومهتمين، إلى نبض الإبداع والتجديد الذي يسري في مفرداتها وصورها الفريدة التي تنطوي على صوت شعري له ملامحه المتميزة، فأبدوا إعجاباً بها حفز الشاعر على مواصلة الكتابة والنشر، ثَمَّ أصدر مجموعته الشعرية الثانية (طرائدي كلماتي) والتي اخترنا منها هذه القصيدة:ـ
ـ* خذني من رصيف الألفية الثالثة
ـ أيها الصمتُ العميقُ،ـ
ـ كقاعِ المحيط ،ـ
ـ كالنوم
ـ خذني لمسارحِ بابلَ،ـ
ـ واحداً مِن الجمهور
ـ أو مصارعاً في حلباتِ روما
ـ خذني حاجِباً في مجالسِ المنصور
ـ أستمعُ إلى رواياتِ الأصمعي
ـ لا تتركني
ـ أنا وذقني الشائك،ـ
ـ وأوراقي البيضاء
ـ على خطوطِ الشوارعِ الفسفوريه..ـ
ـ بين العماراتِ،ـ
ـ وشبكة المواصلاتِ،ـ
ـ والإشاراتِ الضوئيه..ـ
ـ لستُ موظفاً دبلوماسيًّا
ـ يعيشُ بين الحقائب،ـ
ـ أو لاعبَ كُرَةٍ مشهور
ـ يظهرُ في إعلاناتِ الببسي
ـ لستُ سوى بائعِ أحذيةٍ،ـ
ـ يداهُ مُتَّسختانِ،ـ
ـ بالدهانِ الممغنط،ـ
ـ والأشرطةُ في عنقه
ـ وهو يعرضُ
ـ فضلاتِ ما يصدِّرُهُ الغربُ إلينا.ـ
ـ أيها الصمتُ الثقيلُ،ـ
ـ كساعاتِ الانتظار
ـ كأعوامِ الحِصار
ـ لا تتركني أقرأ صحيفةً،ـ
ـ تلو أخرى
ـ مثل متسوّلٍ ينهش كعكة،ـ
ـ ثم يصوِّرُ المجانينَ
ـ في شارعٍ قديم
ـ أغلِقتْ فيه الملاهي ودورُ العرض
ـ ويقذفُ الحجارةَ،ـ
ـ على الباعةِ الوقحين.ـ
ـ أيتها الكلماتُ المستعصيةُ،ـ
ـ اخرجي مِن فمي
ـ كالسُّعالِ في حنجرتي البائِسهْ..ـ
ـ كي أبصقَك،ـ
ـ على صفحاتِ أوراقي المدعوكة،ـ
ـ وأقدِّمَكِ للصحف
ـ التي ترفضُ معظمَ الأحيان،ـ
ـ كلماتي الخالية مِن الفبركةِ اللغوية،ـ
.ـ كلماتي المشاكِسهْ
للعودة إلى الصفحة الرئيسة
لأضافة التعقيبات او قراءتها، يرجى الضرب على كلمة
Comments
على يسار السطر التالي