يصدرخمسة كتب في الخط العربي
صبحي صبري
الخطاط باسم ذنون، لم يستقر في خلده يوما ما، أن يكون خطاطا، قدر ما كان يطمح أن يكون عازفا موسيقيا أو رساما ينتمي إلى إحدى مدارس الرسم، بعد أن استطاع أن يصبح لاعبا جيدا لكرة القدم، وكان أيضا مؤهلا لكي يصبح كاتب قصة قصيرة فقد نشر عددا من قصصه القصيرة في الصحافة في الستينات، غير أن الإضاءة الأولى لفن الخط العربي التي جاءت إليه من الخطاط يوسف ذنون، حين التقاه أول مرة في معهد المعلمين بالموصل في العام 1965 وكان ذلك اللقاء كفيلا بأن تتربع هواية الخط فوق هذه الهوايات، ليتحول هذا الفن لديه إلى عشق كبير.ـ
في حوار معه ، قال:ــ
- (سلام قولا من رب رحيم)
كانت تلك أول لوحة أقوم بإنجازها وبخط الكوفي، حيث عرضت ضمن المعرض المشترك للفن التشكيلي الذي أقامته إدارة معهد المعلمين عام 1967 وفي حينها نالت إعجاب واستحسان الزوار كافة، وفي العام نفسه أتبعتها بلوحة أخرى، مضمونها لفظ الجلالة، على هيئة مثلث، ومن بعدها قمت بتحويلها إلى شكل سداسي
اللوحة ماذا تعني لك؟
- إن النتاج الإبداعي في مجال الخط، حاله حال أي عمل إبداعي فني آخر، فهو ولادة عسيرة ، لاسيما تلك اللوحة التي تعيش في ذهني منذ اللحظات الأولى لإنجازها.. وفي كل عمل أحاول أن أرى إضافة جديدة وبعيدة عن التقليد، هذا ما أسعى إليه ، وقد يعيش النموذج الخطي للوحة أشهرا عديدة في ذهني حتى يرى النور بشكل جميل
وأي من الخطوط تفضل إنجازها دائما؟
- لكل خط من الخطوط العربية ميزاته وخصائصه، والخطوط جميعها محببة للنفس، ومنها ما يبيح التشكيل والتكوين ومنها ما يأسرك ضمن قواعده ونمطيته، فخط النسخ ذلك الخط السهل الممتع هو من أحب الخطوط إلى نفسي، ففيه أجد عراقيتي وعشقي الصوفي للخط العربي، لأنه من الخطوط الأكثر انتشارا في كتابة المصاحف قديما وحديثا
ما هي المعارض التي شاركت فيها؟
شاركت في معظم معارض الخط العربي التي أقيمت داخل العراق وخارجه، إضافة إلى المسابقات التي أقيمت في بغداد وتركيا
وأعمالك الأخيرة ؟
صدر لي مؤخرا مجموعة من الكتب مثل ( الخط العربي .. رحلة التحسين والتجويد ) وقد تناولت فيه الجانب الفني لدى عباقرة الخط العربي ، اضافة الى تسليط الضوء على الخط والوهم الذي حصل في مسميات بعض الخطوط القديمة المشهورة وكتاب اخر بعنوان (تألق المزخرفات الموصليات ) وهو يوثق الاعمال الزخرفية بأبرز المزخرفات من النساء الموصليات المعاصرات وكتاب ( في ظلال فن الخط ) يتضمن دراسة فنية ونقدية للجانب التشكيلي في فن الخط ، اضافة الى احتوائه على اكثر من 100 نموذج للخطوط العربية لخطاطين بارزين من العراق ومن الدول العربية الاسلامية وكتاب ( الخط العربي في اضاءات موصلية ) الذي يؤرخ وبشكل دقيق الحركة الناهضة للخط العربي التي بدأت في الموصل عام 1969 ولمدة اربعة عقود من الزمن وكتاب ( قلم الخط على اديم الورق ) الذي صدر مؤخرا عن المكتبة العلمية في بيروت هذا العام وكما سيصدر لي قريبا ثلاثة كتب اخرى الاول عن منظمة ( ارسيكا ) في اسطنبول بعنوان ( سحر الحروب وسحر التكوين ) والثاني عنوانه (عبد الغني العالم مبدا ومبتكرا ومؤلفا) اما الكتاب الثالث فيحمل عنوان ( رواد الخط الكوفي المعاصرون في الموصل ) يضم دراسة شاملة لكل خطاط من هؤلاء الخطاطين الموصليين المعاصرين ..ـ
قبل ان انهي حوارنا مع الخطاط الباحث الموصلي باسم ذنون ، لا بد ان نشير الى انه ولد في مدينة الموصل في العام 1946 بمحلة شعبية اسمها ( عبدو خوب ) وتخرج من معهد المعلمين بالموصل عام 1967 وكان الاول على معاهد العراق وتتلمذ على يد الاستاذ والباحث الخطاط الموصلي الكبير المبدع يوسف ذنون واتقن الخطوط العربية كافة وحصل على اجازة للخط العربي من الخطاط التركي الشهير حامد الامدي في العام 1980 وعمل مشرفا فنيا ومسؤولا بقسم الخط العربي في مديرية النشاط المدرسي لتربية نينوى للفترة منذ عام 1975 ولغاية عام 1993 ومن ثم مشرفا تربويا في مديرية الاشراف التربوي ونسب في العام 1995 بدرجة مشرف تربوي الى معهد الفنون الجميلة للبنات بالموصل ليعمل مسؤولا عن قسم الخط العربي بالمعهد ، حيث تمكن من تخريج العديد من الطالبات المتميزات في خط النسخ ذلك الخط السهل الممتنع .. وهو احد المؤسسين لفرع جمعية الخطاطين العراقيين فرع نينوى وعضوا في هيئتها الادارية وشغل منصب نائب رئيس الجمعية ومن ثم رئيسها منذ تأسيسها في العام 1987 وحتى عام 2001 وشارك بشكل فاعل ومتميز بكل نشاطات الجمعية من المحلية والقطرية من خلال اقامة المعارض الخطية والقاء المحاضرات الثقافية والفنية والمهنية في كافة انواع الخطوط كالخط العربي ، ولعشقه الصوفي للخط العربي فقد اقام وبالتعاون مع زملائه في شعبة الخط العربي بمديرية النشاط المدرسي اكثر من ( 300 ) دورة في تعلم فن الخط العربي الصيفية المجانية وفي عام 1992 تم ايفاده من قبل مديرية تربية نينوى بصحبة احد زملائه الى مديرية تربية ميسان ليقيم هناك دورة للخط العربي لثلاثين مدرس ومشرف فني حيث استمرت الدورة بحدود 10 ايام وبشكل متواصل والقى دروسا في الخط العربي عبر شاشة التلفزيون التربوي في بغداد ، اضافة الى قيامه بإلقاء العديد من المحاضرات الفنية والثقافية خلال انعقاد المهرجانات الدولية للخط العربي التي اقيمت في الثمانينيات والتسعينيات من القرن المنصرم في العاصمة بغداد ، واكمل دراسته الجامعية في كلية التربية المفتوحة ( قسم التربية الفنية ) وتخرج منها في العام 2004 بدرجة امتياز. ـ
ـ ملحق لمشاهدة نماذج الخط بحجم كبير
للعودة إلى الصفحة الرئيسة