العلاج بالهيموباثي أو الطاقة التماثلية
د. سعيد عبدالحليم: عندك اكتئاب أو برد أو حساسية؟ علاجك بالطاقة!ـ
المصدر:مجلة الشباب بقلم: رانيا نور - عن الاهرام الرقمي
كل يوم يفاجئنا العلم باكتشاف جديد خاصة في مجال الطب والصحة ولأن محنة المرض من أصعب المحن التي يتعرض لها الإنسان في حياته فقد سعي العلماء إلي اكتشاف ما يمكن أن يخفف من آلام تلك المحنة ومن هنا بدأت فكرة الطب التكميلي والذي يعد الآن من أهم الوسائل العلاجية التي يعتمد عليها الطب في العالم نظرا لكونه يتجنب آثار العلاج الدوائي ومن أحدث أساليب العلاج التي ظهرت في العالم وفي مصر مؤخرا هو العلاج بالطاقة التماثلية او "الهيموباثي" والذي تقوم فكرته علي تحفيز الطاقة الحيوية للشفاء في جسم الإنسان دون اللجوء الي العلاج الكيميائي. فما هي فكرة هذا الأسلوب ومتي ظهر وكيف يتم العلاج به؟ أسئلة توجهنا بها إلي البروفيسور المصري دكتور سعيد عبدالحليم أستاذ علم الفارماكولوجي بكلية الطب جامعة طنطا والعالم العربي الوحيد الحاصل علي الدكتوراه من جامعة " كارلوسكا " بالسويد وهي الجامعة التي تمنح جائزة نوبل وخبير علم الهيموباثي وأحد باحثيه البارزين بجامعة لندن ورئيس الجمعية العلمية المصرية للعلاج بالطاقة الحيوية.
- ماذا يعني العلاج بالهيموباثي أو الطاقة التماثلية بالضبط؟
أولا أود أن أؤكد أن هذا العلم ليس جديدا علي العالم فقد بدأ العلاج به في ألمانيا وأوروبا منذ أكثر من 250 سنة علي يد طبيب ألماني اسمه "هانيمان" ولكنه دخل مصر منذ 20 سنة فقط وعندما بدأ العلاج به في أوروبا لم يكن معروفا بعد العلاج بالمواد الكيميائية وإنما كان علاج جميع الأمراض يعتمد علي المواد الطبيعية التي يتم استخلاصها من النباتات وبدأت فكرته عندما لاحظ هذا العالم الألماني ان بعض المواد الطبيعية إن لم يكن اغلبها إذا ما تم إعطاؤها بجرعة معينة لعلاج مرض ما فإن المريض يشفي منه ولكن لو تم إعطاؤها لشخص آخر سليم فإنه يصاب بنفس الأعراض المرضية وبدأت تجربته علي مرضي الملاريا حيث إن نبات الكيفين هو الذي يستخدم في علاج هذا المرض وذلك شرط أن يستخدم بجرعات صغيرة ولكن إذا ما تناول شخص سليم نفس المادة بجرعة أكبر فإنه يصاب بنفس أعراض الملاريا وهنا توقف الطبيب الألماني أمام تلك الحالة وتساءل كيف يمكن لمادة معينة أن تعالج مرضا ما وفي نفس الوقت إذا ما تم تناولها بكمية اكبر تصيب بنفس المرض؟ فمعني ذلك أن العلاج ليس في المادة النباتية نفسها وإنما في درجة تركيز تلك المادة فضلا عن أن تلك المادة أيضا تحتوي علي نوع معين من الطاقة هو الذي يؤدي الي الشفاء ومن ثم بدأ تجاربه علي منقوع نبات "الكيفين" حيث وضع نقطة واحدة منه في زجاجة ماء كبيرة وبدأ يعرّض تلك الزجاجة لصدمات وهزات شديدة حتي تنتقل طاقة النبات لذرات الماء ثم أخذ يخفف الماء إلي أكثر من مائة مرة حتي تخلص تماما من الذرات الأصلية ولم يبق سوي طاقة الشفاء الموجودة في تلك الذرات والتي تم انتقالها للماء وعندما أعطي هذا الماء المخفف لمريض الملاريا وجد انه يشفي أفضل وأسرع من تناول ماء به مادة الكيفين وكرر الطبيب الألماني تلك التجربة علي مواد نباتية أخري نفس النتيجة ومن هنا وصل إلي أن كل مرض يصيب الإنسان بأعراض معينة يمكن علاجه بشكل أفضل إذا ما أخذنا المادة العلاجية له وتم تخفيفها بالماء لملايين المرات وهذا هو علم الهيموباثي وعندما نقسم الكلمة نجد ان هيمو تعني متجانس وباثي تعني مرض أي أن معناها هو العلاج المتجانس الذي يؤخذ من نفس مادة المرض لكن بنسبة مختلفة وظلت تلك الطريقة تتطور حتي وصلت لما نحن عليه الآن.
- وهل العلاج بتلك الطاقة التماثلية أو المتجانسة يصلح مع جميع الناس؟
كل إنسان أثناء تكوينه كجنين وبعد ولادته وحصوله علي غذاء شديد النقاء من أمه تولد معه طاقة معينة ولكن بمرور الوقت عندما يكبر ويبدأ في الاحتكاك بالحياة ومواجهة المجتمع يتعرض لأنواع مختلفة من الضغوط سواء كانت نفسية أو جسمانية تؤثر عليه وعلي طاقته وبالرغم من أن التكوين الجسدي لكل البشر واحد من الناحية التشريحية والكيميائية إلا أن طاقة هؤلاء البشر تختلف من شخص لآخر فمثلا قد تجد إنسانا يتعرض لحالة اكتئاب شديدة عندما يفقد شخصا عزيزا عليه في نفس الوقت الذي تجد فيه إنسانا آخر لا يتوقف طويلا أمام مثل هذا الموقف وتستمر حياته بشكل طبيعي جدا، وكل تلك المواقف تؤثر علي طاقتنا سواء بالإيجاب أو السلب ومن هنا يمرض الإنسان فمثلا تجد الشخص الذي عادة ما يتعرض لضربات قلب شديدة عندما يمر بمشكلة معينة غالبا ما يصاب في مرحلة مبكرة من حياته بأمراض الشرايين أو ارتفاع ضغط الدم أو القولون العصبي وربما أيضا مشاكل العظام والفقرات وتلك الأعراض هي التي يمكن علاجها بالطب الدوائي أو التقليدي إنما الأسباب التي أدت إلي الوصول إليها هي التي يمكن علاجها بالطب التماثلي أو المتجانس شرط أن نبدأ في الوقت المناسب قبل أن يصل الأمر إلي مشكلة حقيقية في احد أعضاء الجسم كانسداد شرايين القلب مثلا.
- معني ذلك أن المريض المصاب بمرض عضوي لا يمكن علاجه بالطاقة التماثلية؟
ليس بالضبط ولكن الطب العادي يعالج الجزء المادي في الجسم بمعني انك لو ذهبت إلي الطبيب تشكو حموضة في المعدة فإنه سيكتب لك دواء يحتوي علي مادة قلوية وبهذا تختفي الأعراض دون اختفاء المرض ومعني هذا أن الأدوية تعالج العرض ولا تشفي المرض لهذا فقد ظهر في الطب ما يسمي بمصطلح "الأمراض المزمنة" وهذا هو مفهوم الطب العادي، أما الهيموباثي فالعلاج به يقوم علي تحسين طاقة جسم المريض الحيوية حيث إنه يتم بمادة مستخلصة من نفس الطاقة الحيوية للمريض وعادة ما تزول الأعراض وتعود للمريض صحته لاننا نشحن طاقته مرة أخري.
- وما هي الأمراض التي ينجح الهيموباثي في شفائها؟
أمراض كثيرة جدا شرط ألا تكون وصلت للمراحل العضوية الخطيرة كما سبق أن قلت ومن أكثر الأمراض التي يستطيع الهيموباثي علاجها أمراض القولون العصبي والمعدة والتهاب الأمعاء وأمراض الحساسية والربو والتهابات الجهاز التنفسي والأذن الوسطي والحروق من الدرجة الأولي والاكتئاب والأرق وجميع التهابات المفاصل والعظام وأيضا تحسين حالة الطفل التوحدي وضعف الانتباه وقلة التركيز لدي الأطفال والبرد ولكن يبقي الاكتئاب والمشاكل النفسية من أكثر الأعراض التي يستطيع الهيموباثي شفاءها.
- وكيف يشخص الهيموباثي نوع المرض حتي يتم تحديد نوع الطاقة التي سيتم استخدامها في العلاج؟
يتم ذلك عن طريق تحديد "البورتريه" الخاص بشخصية كل مريض علي حدة خلال جلسة بين الطبيب والمريض يسأله فيها مجموعة أسئلة الغرض منها جمع أكبر كم من المعلومات عنه حتي يستطيع أن يحدد نوعية الطاقة الحيوية المناسبة لعلاجه حيث يسأل عن الألم الذي يشكو منه ودرجة إحساسه به ومواعيد زيادته وما هي نوعية الأدوية التي يشعر بالراحة عند تناولها فضلا عن سؤاله أيضا عن أي مشاكل عضوية حالية أو سابقة ونوعية العلاج الذي تناوله وأيضا تركيبة جسمه وتوزيع الدهون فيها والملامح البارزة في وجهه وشخصيته وأنواع الأطعمة التي يفضلها وعاداته في النوم وما إن كان عقلانيا أو عاطفيا، و هادئا أم سهل الاستثارة، انطوائيا أو اجتماعيا وماذا عن تأثير الصدمات والأزمات النفسية عليه؟ وبعد ذلك يتم تحليل هذه المعلومات كل صفة علي حدة باستخدام قاموس خاص بعلم الهيموباثي وبناء علي النتيجة يتم تحديد نوع الطاقة المطلوبة للشفاء والتي تمزج ذراتها بالماء عن طريق تغيير الرابط بين ذرات الهيدروجين والأكسجين، ثم يبدأ الطبيب في متابعة حالة المريض حتي يتم الوصول إلي درجة الشفاء المتوقعة والتي تحدث بناء علي تحسين الطاقة الحيوية للجسم.
- وما الفرق بين نتيجة الشفاء في العلاج الدوائي والعلاج بالطاقة المتجانسة للجسم؟
كما قلت فالأدوية تعالج الأعراض ولا تشفي الأمراض بالإضافة إلي أن آثارها الجانبية قد تضعف طاقة المريض بالتدريج، أما العلاج بالطاقة فيضمن نسبة شفاء قد تصل إلي مائة بالمائة دون الاعتماد علي أي مادة كيميائية.
- وهل هناك أمراض لا يستطيع الهيموباثي علاجها؟
نعم فالهيموباثي لا يستطيع علاج السرطان وأمراض القلب والشرايين عندما تصل إلي مرحلة متأخرة ولكنه يستطيع أن يخفف من حدة آلامها.
- وما هي الشروط التي يجب توافرها في المريض حتي يمكن علاجه بالطاقة المتجانسة؟
لكي يستطيع علم الهيموباثي علاج أي مرض لابد من توافر عاملين الأول مرتبط بالطبيب المعالج ويعتمد علي أن الطاقة الحيوية التي يتم اختيارها للعلاج لابد أن تكون قريبة جدا من الطاقة الحيوية لجسم المريض حتي نضمن الوصول لنتيجة جيدة خاصة أننا لدينا أكثر من 3500 نوع من الطاقة تتماثل وتختلف في صفات كثيرة لأننا لو اخترنا نوع الطاقة الخطأ فلن يتم الشفاء، أما العامل الثاني فهو مرتبط بالمريض حيث إنه لابد أن يكون لدي المريض رصيد بسيط من الطاقة يعني مثلا لو أصيب شخص بكسر في ذراعه فإن الهيموباثي لن يستطيع أن يعالج هذا الكسر حيث انه لابد من وجود طاقة ميكانيكية وهي التجبيس لإعادة العظام إلي مكانها وبعد ذلك يأتي دور الهيموباثي في المساعدة علي التئام الجرح والكسر في وقت أقصر وبطريقة أفضل وكذلك مريض هشاشة العظام وآلام فقرات الظهر والرقبة يمكن علاجه بالطاقة دون تدخل دوائي ومريض الالتهاب الكبدي خاصة أن الكبد يكون قويا ويستطيع أن يقاوم الفيروس في مراحله الأولي وهنا يستطيع الهيموباثي أن يساعد الكبد علي المقاومة والشفاء تماما شرط ألا يكون قد وصل إلي مرحلة التليف.
- هل لابد أن يكون الطبيب المعالج بالطاقة متخصصا في الهيموباثي؟
لا طبعا، ليس بالضرورة فعلوم الطاقة كثيرة جدا وكل علم منها له فلسفته وأدواته كما أن هذه العلوم أقدم من الطب بكثير ولكن في المائة سنة الأخيرة بدأ الطب يهتم بهذه العلوم لما لها من فاعلية كبيرة ونتائج مؤكدة، ربما تكون أفضل من العلاج بالأدوية، لذلك بدأت منظمة الصحة العالمية والمركز الصحي القومي بأمريكا الاهتمام بدراسة هذه العلوم أملا في الاعتماد عليها بدلا من العلاج الكيميائي.
- الطاقة الحيوية للجسم هل تختلف من شخص لآخر؟
بالتأكيد وهذا الاختلاف يأتي علي حسب استجابته للضغوط والمؤثرات السلبية التي يتعرض لها فمثلا لو تعرض إنسان لضغوط شديدة جدا طبيعي انه سيفقد جزءا من الطاقة الحيوية لجسمه ولكن لو افترضنا أن تلك الطاقة من الأساس كانت جيدة فإنه لن يتأثر بالمؤثرات السلبية بشدة وسرعان ما يعود الي طبيعته ولكنه عندما يفقد جزءا من هذه الطاقة فإنه يفقد معها سلاحه الذي يواجه الحياة به ومن هنا قد يصاب بالمرض، فمثلا الشخص الذي يجتر أحزانه كثيرا غالبا ما يصاب بالاكتئاب والذي قد يصل به لأمراض عضوية كثيرة.
- هل يتم استخدام العلاج بالطاقة التماثلية الآن في مصر مثلما يستخدم في الخارج؟
نعم فمصر الآن تستخدم هذا الأسلوب بكفاءة عالية لا تقل أبدا عن كفاءته في أوروبا وأمريكا ولكنها في البداية تعرضت لما يمكن أن تتعرض له أي فكرة جديدة وخاصة إذا كانت مرتبطة بصحة الإنسان حيث إنها عادة ما تمر بثلاث مراحل الأولي وهي الرفض التام للفكرة أو مناقشتها، والثانية هي مقاومة أي جديد ولكنها في نفس الوقت تدل علي بداية الاعتراف به بدليل الانتباه إليه، والأخيرة هي اكتشاف هذا الجديد ومحاولة الاستفاده منه وتلك هي المرحلة التي نعيشها في مصر الآن.
- العلاج بالطاقة هل يعد نوعا من أنواع الطب البديل؟
أساسا لا يوجد شيء اسمه الطب البديل، مادامت العلوم والدراسات والأبحاث هي العامل الأساسي في اكتشافه، وهذا هو ما ينطبق علي العلاج بالطاقة التماثلية التي تحفز الطاقة الحيوية داخل جسم الإنسان عملا علي سرعة الشفاء لذلك فهو يدخل تحت مسمي الطب التكميلي الذي يعد مكملا للعلاج الدوائي وأحيانا قد يكون بديلا عنه.
عودة الى الصفحة الرئيسية
د. سعيد عبدالحليم: عندك اكتئاب أو برد أو حساسية؟ علاجك بالطاقة!ـ
المصدر:مجلة الشباب بقلم: رانيا نور - عن الاهرام الرقمي
كل يوم يفاجئنا العلم باكتشاف جديد خاصة في مجال الطب والصحة ولأن محنة المرض من أصعب المحن التي يتعرض لها الإنسان في حياته فقد سعي العلماء إلي اكتشاف ما يمكن أن يخفف من آلام تلك المحنة ومن هنا بدأت فكرة الطب التكميلي والذي يعد الآن من أهم الوسائل العلاجية التي يعتمد عليها الطب في العالم نظرا لكونه يتجنب آثار العلاج الدوائي ومن أحدث أساليب العلاج التي ظهرت في العالم وفي مصر مؤخرا هو العلاج بالطاقة التماثلية او "الهيموباثي" والذي تقوم فكرته علي تحفيز الطاقة الحيوية للشفاء في جسم الإنسان دون اللجوء الي العلاج الكيميائي. فما هي فكرة هذا الأسلوب ومتي ظهر وكيف يتم العلاج به؟ أسئلة توجهنا بها إلي البروفيسور المصري دكتور سعيد عبدالحليم أستاذ علم الفارماكولوجي بكلية الطب جامعة طنطا والعالم العربي الوحيد الحاصل علي الدكتوراه من جامعة " كارلوسكا " بالسويد وهي الجامعة التي تمنح جائزة نوبل وخبير علم الهيموباثي وأحد باحثيه البارزين بجامعة لندن ورئيس الجمعية العلمية المصرية للعلاج بالطاقة الحيوية.
- ماذا يعني العلاج بالهيموباثي أو الطاقة التماثلية بالضبط؟
أولا أود أن أؤكد أن هذا العلم ليس جديدا علي العالم فقد بدأ العلاج به في ألمانيا وأوروبا منذ أكثر من 250 سنة علي يد طبيب ألماني اسمه "هانيمان" ولكنه دخل مصر منذ 20 سنة فقط وعندما بدأ العلاج به في أوروبا لم يكن معروفا بعد العلاج بالمواد الكيميائية وإنما كان علاج جميع الأمراض يعتمد علي المواد الطبيعية التي يتم استخلاصها من النباتات وبدأت فكرته عندما لاحظ هذا العالم الألماني ان بعض المواد الطبيعية إن لم يكن اغلبها إذا ما تم إعطاؤها بجرعة معينة لعلاج مرض ما فإن المريض يشفي منه ولكن لو تم إعطاؤها لشخص آخر سليم فإنه يصاب بنفس الأعراض المرضية وبدأت تجربته علي مرضي الملاريا حيث إن نبات الكيفين هو الذي يستخدم في علاج هذا المرض وذلك شرط أن يستخدم بجرعات صغيرة ولكن إذا ما تناول شخص سليم نفس المادة بجرعة أكبر فإنه يصاب بنفس أعراض الملاريا وهنا توقف الطبيب الألماني أمام تلك الحالة وتساءل كيف يمكن لمادة معينة أن تعالج مرضا ما وفي نفس الوقت إذا ما تم تناولها بكمية اكبر تصيب بنفس المرض؟ فمعني ذلك أن العلاج ليس في المادة النباتية نفسها وإنما في درجة تركيز تلك المادة فضلا عن أن تلك المادة أيضا تحتوي علي نوع معين من الطاقة هو الذي يؤدي الي الشفاء ومن ثم بدأ تجاربه علي منقوع نبات "الكيفين" حيث وضع نقطة واحدة منه في زجاجة ماء كبيرة وبدأ يعرّض تلك الزجاجة لصدمات وهزات شديدة حتي تنتقل طاقة النبات لذرات الماء ثم أخذ يخفف الماء إلي أكثر من مائة مرة حتي تخلص تماما من الذرات الأصلية ولم يبق سوي طاقة الشفاء الموجودة في تلك الذرات والتي تم انتقالها للماء وعندما أعطي هذا الماء المخفف لمريض الملاريا وجد انه يشفي أفضل وأسرع من تناول ماء به مادة الكيفين وكرر الطبيب الألماني تلك التجربة علي مواد نباتية أخري نفس النتيجة ومن هنا وصل إلي أن كل مرض يصيب الإنسان بأعراض معينة يمكن علاجه بشكل أفضل إذا ما أخذنا المادة العلاجية له وتم تخفيفها بالماء لملايين المرات وهذا هو علم الهيموباثي وعندما نقسم الكلمة نجد ان هيمو تعني متجانس وباثي تعني مرض أي أن معناها هو العلاج المتجانس الذي يؤخذ من نفس مادة المرض لكن بنسبة مختلفة وظلت تلك الطريقة تتطور حتي وصلت لما نحن عليه الآن.
- وهل العلاج بتلك الطاقة التماثلية أو المتجانسة يصلح مع جميع الناس؟
كل إنسان أثناء تكوينه كجنين وبعد ولادته وحصوله علي غذاء شديد النقاء من أمه تولد معه طاقة معينة ولكن بمرور الوقت عندما يكبر ويبدأ في الاحتكاك بالحياة ومواجهة المجتمع يتعرض لأنواع مختلفة من الضغوط سواء كانت نفسية أو جسمانية تؤثر عليه وعلي طاقته وبالرغم من أن التكوين الجسدي لكل البشر واحد من الناحية التشريحية والكيميائية إلا أن طاقة هؤلاء البشر تختلف من شخص لآخر فمثلا قد تجد إنسانا يتعرض لحالة اكتئاب شديدة عندما يفقد شخصا عزيزا عليه في نفس الوقت الذي تجد فيه إنسانا آخر لا يتوقف طويلا أمام مثل هذا الموقف وتستمر حياته بشكل طبيعي جدا، وكل تلك المواقف تؤثر علي طاقتنا سواء بالإيجاب أو السلب ومن هنا يمرض الإنسان فمثلا تجد الشخص الذي عادة ما يتعرض لضربات قلب شديدة عندما يمر بمشكلة معينة غالبا ما يصاب في مرحلة مبكرة من حياته بأمراض الشرايين أو ارتفاع ضغط الدم أو القولون العصبي وربما أيضا مشاكل العظام والفقرات وتلك الأعراض هي التي يمكن علاجها بالطب الدوائي أو التقليدي إنما الأسباب التي أدت إلي الوصول إليها هي التي يمكن علاجها بالطب التماثلي أو المتجانس شرط أن نبدأ في الوقت المناسب قبل أن يصل الأمر إلي مشكلة حقيقية في احد أعضاء الجسم كانسداد شرايين القلب مثلا.
- معني ذلك أن المريض المصاب بمرض عضوي لا يمكن علاجه بالطاقة التماثلية؟
ليس بالضبط ولكن الطب العادي يعالج الجزء المادي في الجسم بمعني انك لو ذهبت إلي الطبيب تشكو حموضة في المعدة فإنه سيكتب لك دواء يحتوي علي مادة قلوية وبهذا تختفي الأعراض دون اختفاء المرض ومعني هذا أن الأدوية تعالج العرض ولا تشفي المرض لهذا فقد ظهر في الطب ما يسمي بمصطلح "الأمراض المزمنة" وهذا هو مفهوم الطب العادي، أما الهيموباثي فالعلاج به يقوم علي تحسين طاقة جسم المريض الحيوية حيث إنه يتم بمادة مستخلصة من نفس الطاقة الحيوية للمريض وعادة ما تزول الأعراض وتعود للمريض صحته لاننا نشحن طاقته مرة أخري.
- وما هي الأمراض التي ينجح الهيموباثي في شفائها؟
أمراض كثيرة جدا شرط ألا تكون وصلت للمراحل العضوية الخطيرة كما سبق أن قلت ومن أكثر الأمراض التي يستطيع الهيموباثي علاجها أمراض القولون العصبي والمعدة والتهاب الأمعاء وأمراض الحساسية والربو والتهابات الجهاز التنفسي والأذن الوسطي والحروق من الدرجة الأولي والاكتئاب والأرق وجميع التهابات المفاصل والعظام وأيضا تحسين حالة الطفل التوحدي وضعف الانتباه وقلة التركيز لدي الأطفال والبرد ولكن يبقي الاكتئاب والمشاكل النفسية من أكثر الأعراض التي يستطيع الهيموباثي شفاءها.
- وكيف يشخص الهيموباثي نوع المرض حتي يتم تحديد نوع الطاقة التي سيتم استخدامها في العلاج؟
يتم ذلك عن طريق تحديد "البورتريه" الخاص بشخصية كل مريض علي حدة خلال جلسة بين الطبيب والمريض يسأله فيها مجموعة أسئلة الغرض منها جمع أكبر كم من المعلومات عنه حتي يستطيع أن يحدد نوعية الطاقة الحيوية المناسبة لعلاجه حيث يسأل عن الألم الذي يشكو منه ودرجة إحساسه به ومواعيد زيادته وما هي نوعية الأدوية التي يشعر بالراحة عند تناولها فضلا عن سؤاله أيضا عن أي مشاكل عضوية حالية أو سابقة ونوعية العلاج الذي تناوله وأيضا تركيبة جسمه وتوزيع الدهون فيها والملامح البارزة في وجهه وشخصيته وأنواع الأطعمة التي يفضلها وعاداته في النوم وما إن كان عقلانيا أو عاطفيا، و هادئا أم سهل الاستثارة، انطوائيا أو اجتماعيا وماذا عن تأثير الصدمات والأزمات النفسية عليه؟ وبعد ذلك يتم تحليل هذه المعلومات كل صفة علي حدة باستخدام قاموس خاص بعلم الهيموباثي وبناء علي النتيجة يتم تحديد نوع الطاقة المطلوبة للشفاء والتي تمزج ذراتها بالماء عن طريق تغيير الرابط بين ذرات الهيدروجين والأكسجين، ثم يبدأ الطبيب في متابعة حالة المريض حتي يتم الوصول إلي درجة الشفاء المتوقعة والتي تحدث بناء علي تحسين الطاقة الحيوية للجسم.
- وما الفرق بين نتيجة الشفاء في العلاج الدوائي والعلاج بالطاقة المتجانسة للجسم؟
كما قلت فالأدوية تعالج الأعراض ولا تشفي الأمراض بالإضافة إلي أن آثارها الجانبية قد تضعف طاقة المريض بالتدريج، أما العلاج بالطاقة فيضمن نسبة شفاء قد تصل إلي مائة بالمائة دون الاعتماد علي أي مادة كيميائية.
- وهل هناك أمراض لا يستطيع الهيموباثي علاجها؟
نعم فالهيموباثي لا يستطيع علاج السرطان وأمراض القلب والشرايين عندما تصل إلي مرحلة متأخرة ولكنه يستطيع أن يخفف من حدة آلامها.
- وما هي الشروط التي يجب توافرها في المريض حتي يمكن علاجه بالطاقة المتجانسة؟
لكي يستطيع علم الهيموباثي علاج أي مرض لابد من توافر عاملين الأول مرتبط بالطبيب المعالج ويعتمد علي أن الطاقة الحيوية التي يتم اختيارها للعلاج لابد أن تكون قريبة جدا من الطاقة الحيوية لجسم المريض حتي نضمن الوصول لنتيجة جيدة خاصة أننا لدينا أكثر من 3500 نوع من الطاقة تتماثل وتختلف في صفات كثيرة لأننا لو اخترنا نوع الطاقة الخطأ فلن يتم الشفاء، أما العامل الثاني فهو مرتبط بالمريض حيث إنه لابد أن يكون لدي المريض رصيد بسيط من الطاقة يعني مثلا لو أصيب شخص بكسر في ذراعه فإن الهيموباثي لن يستطيع أن يعالج هذا الكسر حيث انه لابد من وجود طاقة ميكانيكية وهي التجبيس لإعادة العظام إلي مكانها وبعد ذلك يأتي دور الهيموباثي في المساعدة علي التئام الجرح والكسر في وقت أقصر وبطريقة أفضل وكذلك مريض هشاشة العظام وآلام فقرات الظهر والرقبة يمكن علاجه بالطاقة دون تدخل دوائي ومريض الالتهاب الكبدي خاصة أن الكبد يكون قويا ويستطيع أن يقاوم الفيروس في مراحله الأولي وهنا يستطيع الهيموباثي أن يساعد الكبد علي المقاومة والشفاء تماما شرط ألا يكون قد وصل إلي مرحلة التليف.
- هل لابد أن يكون الطبيب المعالج بالطاقة متخصصا في الهيموباثي؟
لا طبعا، ليس بالضرورة فعلوم الطاقة كثيرة جدا وكل علم منها له فلسفته وأدواته كما أن هذه العلوم أقدم من الطب بكثير ولكن في المائة سنة الأخيرة بدأ الطب يهتم بهذه العلوم لما لها من فاعلية كبيرة ونتائج مؤكدة، ربما تكون أفضل من العلاج بالأدوية، لذلك بدأت منظمة الصحة العالمية والمركز الصحي القومي بأمريكا الاهتمام بدراسة هذه العلوم أملا في الاعتماد عليها بدلا من العلاج الكيميائي.
- الطاقة الحيوية للجسم هل تختلف من شخص لآخر؟
بالتأكيد وهذا الاختلاف يأتي علي حسب استجابته للضغوط والمؤثرات السلبية التي يتعرض لها فمثلا لو تعرض إنسان لضغوط شديدة جدا طبيعي انه سيفقد جزءا من الطاقة الحيوية لجسمه ولكن لو افترضنا أن تلك الطاقة من الأساس كانت جيدة فإنه لن يتأثر بالمؤثرات السلبية بشدة وسرعان ما يعود الي طبيعته ولكنه عندما يفقد جزءا من هذه الطاقة فإنه يفقد معها سلاحه الذي يواجه الحياة به ومن هنا قد يصاب بالمرض، فمثلا الشخص الذي يجتر أحزانه كثيرا غالبا ما يصاب بالاكتئاب والذي قد يصل به لأمراض عضوية كثيرة.
- هل يتم استخدام العلاج بالطاقة التماثلية الآن في مصر مثلما يستخدم في الخارج؟
نعم فمصر الآن تستخدم هذا الأسلوب بكفاءة عالية لا تقل أبدا عن كفاءته في أوروبا وأمريكا ولكنها في البداية تعرضت لما يمكن أن تتعرض له أي فكرة جديدة وخاصة إذا كانت مرتبطة بصحة الإنسان حيث إنها عادة ما تمر بثلاث مراحل الأولي وهي الرفض التام للفكرة أو مناقشتها، والثانية هي مقاومة أي جديد ولكنها في نفس الوقت تدل علي بداية الاعتراف به بدليل الانتباه إليه، والأخيرة هي اكتشاف هذا الجديد ومحاولة الاستفاده منه وتلك هي المرحلة التي نعيشها في مصر الآن.
- العلاج بالطاقة هل يعد نوعا من أنواع الطب البديل؟
أساسا لا يوجد شيء اسمه الطب البديل، مادامت العلوم والدراسات والأبحاث هي العامل الأساسي في اكتشافه، وهذا هو ما ينطبق علي العلاج بالطاقة التماثلية التي تحفز الطاقة الحيوية داخل جسم الإنسان عملا علي سرعة الشفاء لذلك فهو يدخل تحت مسمي الطب التكميلي الذي يعد مكملا للعلاج الدوائي وأحيانا قد يكون بديلا عنه.
عودة الى الصفحة الرئيسية