ومدرسـة الشـيخ الرضـواني
في الموصـل
غانـم محمـد الحيّـو
باحث في تاريخ وتراث الموصل
وهو جد آل الرضواني ابن السيد عبد القادر بن السيد حسين بن السيد علي بن السيد حسين بن السيد أمسـيح الحسني رحمهم الله جميعاَ ، كان المرحوم السيد عبد الرزاق يتصف بالخلق الرفيع والآداب السامية والروحانية الملائكية البارزة والتقوى والصفاء والنقاء مما لقب بالرضواني تيمناَ بالملك رضوان خازن الجنان (عليه السلام ).ـ
كانت تقام في هذا المسـجد صلوات الصبح والمغرب والعشاء فقط ، ويحضرها الشيخ محمد الرضواني رحمه الله وجمع غفير .ـ
ـ ( البحث يتناول صفة المسجد والمدرسة في أوائل ومنتصف القرن الماضي ) ـ
مدخـل المسـجد ( الجامع ) ـ
كان باب المسجد من الخشب المغلف بالصفيح ، من ( سفاقتين )، وعند تجديد وتعمير البناء الأخير اسـتبدل بالحديد محاط بالمرمر الموصلي، قد كتب في أعلاه:ـ
بسم الله الرحمن الرحيم . إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر. وعلى القطعة التي تحتها : جامع ومدرسـة الإمام الرضواني.ـ
كان مدخل المسـجد كان ينزل اليه بدرجة ، بسبب تبليط الطريق العام ، وأمام الداخل فناء مكشوف ( الحوش ) مستطيل الشكل كان بأبعاد
ـ ( 11× 7 ) متر, وأرضيته مرصوفة بالحلان الأسـمر، وفي الزاوية البعيدة قرب درج السطح مكان صغير فيه مرافق واحدة وحنفية للوضوء ، نادراُ ما كانت تستعمل ، إذ كان المصلون يحضرون المسجد وهم على طهارة كاملة لقرب دورهم .ـ
على يمين الداخل يقع المصلى في وسطه باب من الخشب الصاج الثمين ، وشباكين على جانبي الباب ، ومساحة المصلى ( 9×7 ) متر ، وقد كتب على حجر من الحلان المحفورة موضوعة في أعلى باب المصلى :ـ
سـعى عبدُ رزاقٍ بتعـميـر مســـــجــد لنيـــــل ثواب و إكتســـاب لغـفــــران
وما جـاء فيه إنمـا يعمـــر امْـــــــرء مساجد رب العرش من فرط إيمـــــان
وجاهـد فــي تعـمـــيـــره رغـبـة لـه بنيـل رضـاء الله في خير عمــــــــران
عسـى الله يجـــــزيـه بجـنـة خلــــده مقابل هـذا خيــــــره كـل إحســـــان
فامـلاك بيت القـدس نادت وأرخــت جزا مســــجداَ احيـاه جَدّا برضـــوان
ــــــــــــــــــــــــ سنة 1210 هـ/ 1795 م
في وسط المصلى محراب بسيط من المرمر الموصلي خال من الكتابات والزخارف ، ولم يكن فيه منبـر ، ومفروش بالحصران وفوقه السجاد الجيد .ـ
ومعلق على جدران المسجد لوحات بخط الخطاط الموصلي المرحوم عبد الله بن حسن سنة 1340 هـ مكتوبة على قطع من الصفيح الجيد .ـ
بخط الخطاط الموصلي المرحوم عبد الله بن حسين سنة 1340 هـ مكتوبة على قطع من الصفيح
في الجانب الأيمن من المصلى يوجد مرقـد الشيخ عبد الرزاق
ـ ( الملقب بالرضواني) جد آل الرضواني. وهو باني مسجد الرضواني سنة 1210 هـ الموافق سنة 1795 م ، في غرفة شـبه مثلثة الشـكل بابها من زاوية المسجد ( انظر خارطة البناء ). وبابه من الخشب الذي جدد بالخشب المزخرف الجميل ، وعلى الباب سـتارة وقبره يزار من قبل أهل المحلة وغيرهم وله كرامات . وعلى القبـر الشريف صندوق خشبي مغلف بالقماش الأخضر الغامق والسميك
أول من جـدد عمارة المسجد الشيخ محمد أفندي الرضواني المولود سنة 1269 هـ/ 1851 م فقد اشترى دوراَ ملاصقة وادخلها فيه و بنى فيه المدرسة الرضوانية سنة 1340 هـ/ 1921 م ، وصرف على ذلك من ماله الخاص مبلغاً كبيراً ولابتعاده عن السمعة لم يكتب اسمه على تجديد البناء وطمع أن يكتب في سجل الأبرار في عليين ، لما عرف عنه قوام أخلاقه وتواضعه الجّم وزهده في مسيرته الايمانية ، وقد ظل المغفور له الحاج محمد افندي الرضواني وفياً بقيامه على أعمال الخير حتى توفاه الله تعالى .ـ
تعميـر المسـجد سـنة 1406 هـ 1986 م
قام المتولي السيد أكرم رؤوف بشـير الرضواني سنة 1406هـ/1986م ، بتعمير الأماكن المهمة وخاصة التي كانت آيلة للسقوط مما حفظ المسجد من الإنهـدام وضياع معالم المسجد ، جزاه الله خير الجزاء .ـ
تعمير المسجد سنة 1426 هـ /2006 م وجعله جامعاً
سعى باعمار المسجد بشكل واسع وبمواد البناء الحديثة من الإسمنت المسلح والبلوك والمرمر والحلان والكاشـي إضافة إلى الجص والبياض وغيرها ، الشيخ المان محمد علي جاسم العبادي سـنة 1426 هـ /2006 م . بموافقة المتولي السيد أكرم رؤوف الرضواني وعلى نفقة المحسنين وجعله جامعاً لوجـه الله تعالى .ـ
تم ترميم المصلى وغلف متر ونصف بالمرمر الجيد ورصفت أرضيته بالكاشي وفرش بالسجاد ، وغلفت جدرانه الخارجية بالحلان ونصب شبابيك جديدة .ـ
المحراب والمنبـر
رمم المحراب القديم وغلف بالمرمر الجيد ووضعت فوق المحراب ، قطعة كبيرة من حجر الحلان المحفورة وهي مشابهه تماماُ للوحة الموجودة على باب المصلى وبنفس الأبيات والكتابة أي نسخة ثانية طبق الأصل .ـ
وأقيـم بجانبه منبر من ثلاث درجات من المرمر الجيد ، ونصـب في السطح مكبرات الصوت .وتقام به صلاتي المغرب والعشاء، على أمل أن تقام به الجمعة وبقية الصلوات إن شاء الله تعالى .ـ
في التعمير الأخير بني قرب المدرسة مسكن للإمام من غرفتين وفناء مكشوف والاستفادة من الايوان المجاور كملحق لمسكن الامام .ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المدرسـة الرضـوانية
رحم الله شـيخ مشـايخ الموصل الشـيخ الجليل محمـد أفندي الملقب ( محي الدين ) بن الحاج عبد الله بن السيد عبد الرزاق الملقب بالرضواني (رحمهم الله ) الذي أنشـأ المدرسة الرضوانية بناها ورعاها سنة 1340 هـ في جانب من مسـجد الرضواني ، والتي تركت آثاراَ محفورة في قلوب علماء وفقهاء الموصل الحدباء ، درس فيها وتخرج منها شيوخ أجلاء تركوا هم وتلامذتهم آثاراَ بارزة ليس في الموصل فحسب بل في العراق وخارجه. فقد كانت هذه المدرسة من المدارس المرموقة التي تشـد إليها الرحال ويؤخذ على شـيخها العلوم الدينية، وإنها أم المدارس الدينية الموصلية من بدايات القرن العشرين.ـ
موقـع المدرسة
تقع المدرسة في صدر فناء (حوش ) المسجد مقابل الباب وتتكون من قاعة أبعادها(40/9 × 40/4 ) متر تستخدم لأغراض التدريس. وأربع أواوين مقببة أمام المدرسة وغرفة ثانية مجاورة ، كانت لمكتبة المدرسة وحفظ الكتب والمخطوطات ، والسقوف كلها من العقادة المقببة على شكل نصف كروي .ـ
تمويل المدرسـة
لم يكن للمدرسة أي تمويل سوى ما يقدمه الشيخ محمد الرضواني رحمه الله من ماله الخاص حسبة لوجه الله تعالى. وإضافة لذلك يقوم بمسـاعدة كثير من طلبة العلم في زمانه وعلى نفقته الخاصة .ـ
ومن الجدير بالذكر في أبان الاحتلال البريطاني للعراق ،عرض (لجمن) الذي كان الحاكم السياسي البريطاني في الموصل على الشيخ محمد الرضواني بان الحكومة البريطانية تود أن تشجع العلم في الموصل وتود صرف مبالغ كبيرة لتوسيع مدرسـة الرضواني بعد استملاك الدور المجاورة لها وهدمها وإعادة بنائها بشكل يضاهي الأزهر الشريف بما يتسع لعدد كبير من الطلاب وتعيين أساتذة ومدرسين بإمرة وإشراف الشيخ الرضواني ... فما كان من الشيخ إلا أن رفض هذه العروض المغرية بإباء قائلاَ له : أن المدرسة لا تحتاج إلى توسيع وعدد طلابها فيه الكفاية ، مما اسقط في يد لجمن .ـ
وقـت التدريـس فيهـا
كان الرضواني يبدأ الدرس فيها من الفجر بعد صلاة الصبح في مسجد المدرسة ويشتغل بالتدريس مدة لا تقل عن خمس ساعات متوالية كل يوم إلى الضحوة الكبرى ، لا يشغله عن ذلك أي شيء . مات له خمسة عشر ولداً، وكان كلما عاجلت المنية ولداُ من أولاده يتولى تجهيزه بنفسه في الليل ، ثم يذهب بعـد ذلك إلى مدرسته كعادته دون أن يظهر عليه شيء من إمارات الحزن أو مسـحة من تأثر خفي ، بعدها يشـيع ولده المتوفي من الليل .ـ
حلقـات التدريـس
كانت حلقته الدراسية من أوسع حلقات الدروس في الموصل ، تضم أعلام الرجال من العلماء وطلاب العلم وغيرهم ، فيهم العربي والكردي والتركي والإيراني ، قصده في هذه المدرسة من مختلف مدن العراق والشـام وفلسطين ومصر للإرتشاف من علمه الفياض ، وكان تدريسه مجاناُ لا يبتغي إلا وجه الله تعالى .ـ
طريقـة التدريـس فيهـا
كان للمرحوم محمد أفندي الرضواني طريقة خاصة في التدريس ومن كمال خلقه أنه يشـعر الطالب كأنه دونه في العلم والمعرفة وأنه يريد أن يسـتفيد من الطالب ، وعندما يعرض للبحث شيء من مشكلات المسائل ودقائق العلوم فيأخذ حينذاك طوراً آخر ويسلط على البحث نوراً من فيضه ، وهذا مع كل طالب من طلبته ، مما شـجع الإقبال عليه يزداد باستمرار ، ونبغ من طلابه علماء أعلام في النبوغ العلمي والشهرة العريضة .ـ
وكان يتكلم معهم باللغة العربية الفصحى وكان يقول : (العربية نصف العلم ) . وكانت جدران المدرسة مزدانة ببعض اللوحات المكتوبة على صفيح سميك . بخط الخطاط الموصلي المرحوم عبد الله بن حسين سنة 1340 هـ
عند تخرج أي من طلبته يقيم له الشيخ الرضواني حفلة تخرج وعلى حسابه الخاص يدعو إليها جمع من العلماء والوجهاء والأعيان والمتصرف وبعض موظفي الدولة . ويفتتـح الحفـل بتلاوة من الذكـر الحكيـم ، ثم الخطب الرنانة والقصائد العصماء .ـ
لما أراد الشيخ محمد الرضواني إجازة طالبيه سـعد الدين ومحمد رشـيد ولدي شـيخه صالح بن طـه الخطيب الموصلي ، وكعادته دعا لحفل الإجازة العلماء والأدباء والأعيان … أفتتح الحفل بتلاوة بعض آيات القرآن الكريم تقدم للقراءة في هذا الحفل المقريء المعروف الملا عثمان الموصلي المعروف بالفطنة والذكاء فابتـدر بالقراءة بعد الاستعاذة والتسمية بالاية 82 من سورة الكهف من قوله تعالى : ( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُـدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسـْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ....) ـ
وقعت هذه القراءة موقعاَ عظيماَ من مسامع الحاضرين ونالت إعجابهم لحسـن الاختيار في الوقت والمكان المناسب . إذ أن الشيخ محمد صالح الخطيب المتوفي سنة 1306 هـ وهو والد المحتفى بمنحهما الإجازة العلمية ، كان شيخ محمد الرضواني وهو من أجازه ، وكأنه أراد أن يقول أن اليتيمين سعد الدين ورشيد ولدي صالح الخطيب ولم يبلغا الحلم بعد حفظ لهما كنزهما وهو العلم الشرعي لدى الشيخ الرضواني ، ولما أراد الله تعالى أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنوز العلم والمعرفة تم لهما ذلك ، والكنز هو العلم الذي أخذه الرضواني عن صالح وحفظه لهما وأداه اليهما عند بلوغهما مبلغ العلم والاسـتعداد .ـ
أنمـوذج من إجازاته العلمية
مما جاء في إجازة الشيخ سعد الدين بن صالح الخطيب :ـ
ـ ( أقول : لقد أجزت بجميع ما تقرر وتحرر وتبين وتسطر ، في هذه الإجازة الأخ التقي الألمعي النجيب النقي الأوحدي الأريب صاحب الفوائد في التي نظمت بنيان البيان فأخجلت دراري النجوم سـعد الدين أفنـدي إجازة عامـة متصلـة غير منفصلة ، وأجزتـه أن يجيـز كل من تردد اليـه وقرأ عليـه ورآه أهلاً لذلك ، وأوصيه بما أوصي به نفسـي من ملازمة التقوى في السـر والنجوى ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وحفظ الأمانة والتجنب عن الخيانة ، والوفاء بالعهود وبذل المجهـود في صيانة العلم عن كل ما يشـينه إبتغاء لمرضاة الله تعالى ورسوله ( صلى الله عليه وسلم ) كي يصونه الله سبحانه ، وعليه بالتمسـك بما يقرب إلى الجنة من قول وعمل و إعتقاد ويبعد عن النار ، فإن الأجسـام على حرها لا تقوى والحث على الاشتغال بالأسباب فإن من قصد باب الكريم ما خاب ، وأن لا يبخل بالإفادة ولا يتكبر على الاستفادة من كل إنسان ، وأن يحفظ الأعضاء واللسـان ، وأن يتجنب الرياء والمراءآة والجدال ، ولا يتهالك على حب الجاه والمال، وأن لا ينسـاني ووالديَ وأشـياخي من صالح دعواته في جميع أوقاته ، ويسـأل الله التوفيق وحسن الختام ، وأن يجعلنا ممن تعلم العلم للعمل لا للافتخار والخصام وأن يدخلنا جوار سـيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام ، وصلى الله على آله وصحبه الطيبين الطاهرين والحمد لله رب العالميـن .ـ
المجيز الفقير الحقير المعترف بالعجز والتقصير المذنب الحاج محمـد بن الحاج عثمان أفندي الرضواني ، عفا الله عنه وعن المسلمين ). ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( ختـم )ـ
وقد نظم الشاعر المرحوم فاضل حامد أل حديد (المعروف بفاضل الصيدلي) قصيدة أرخ فيها تاريخ منح الرضواني الاجازة العلمية للشيخ الحسو والديوه جي وشخص ثالث ، والابيات في مخطوط من تاليف المرحوم ميسر محمد صالح رحمه الله .ـ
تلاميـذ المدرسـة
نبغ من هذه المدرسة علماء أعلام كانوا من قادة الرأي ومن حاملي راية النهضة العلمية ولهم أثرهم وتأثيرهم في الموصل والعراق والعالم العربي والإسلامي. قال الشيخ عبد الله ناصر أغا البكري إن الشيخ محمد أفندي الرضواني قد أجاز خمسة وأربعين عالماً من علماء الموصل فقط عدا الذين درسـوا وأجيزوا من خارج الموصل، وممن أجيز أو درس ولم يكمل مراحل الاجازة لسبب أو آخر على سبيل المثال لا الحصر حيث لا يمكن حصرهم :ـ
الشيخ عبد الله النعمة ، المتوفي سنة 1369 هـ
الشيخ عبد الله الحسو ، المتوفي أواخر سنة 1959م
الشيخ احمد الجوادي ، المتوفي سنة 1377 هـ
الشيخ عثمان الديوه جي ، المتوفي سنة 1360 هـ
الشيخ احمد الديوه جي ، المتوفي سنة 1362هـ
الشيخ محمد صالح الجوادي ، المتوفي سنة 1393هـ
الشيخ فائق الدبوني ، المتوفي سنة 1381 هـ
الشيخ ، سعد الدين الخطيب المتوفي سنة 1376هـ
الشيخ عبد الغفورالحاج خضر الحبار ، المتوفي سنة 1379 هـ
الشيخ محمد الحاج خضر الحبار
الشيخ رشـيد الخطيب ، المتوفي سنة 1975 م
الشيخ إبراهيم حقي الحسيني
الشيخ أيوب عبد الرحيم الصمدي ، المتوفي سنة 1354 هـ
الشيخ بشـير العمري
الشيخ توفيق زين العابدين آل سـيد ميرزا
الشيخ عبد القادر عبد الرزاق الخطيب البغدادي
الحاج عبد الله بكـر التلعفـري
الحاج محمد سعيد مصطفى التلعفري
السـيد علي ياسـين النعيمي
الشيخ محمـد الحاج خطاب عبد الرحمن الدبـوني ،المتوفي سنة 1946 م
الشيخ محمـد ضياء الدين الشـعار
الشيخ محمد عبد الرحمن أفندي العمري ( والملقب بالصابر ) ـ
الشيخ محمد طاهر البريفكاني
الشيخ يونـس الحاج محمود محمد سعيد البكـري ، المتوفي سنة 1378 هـ
الشيخ إبراهيم عبد الرحمن سليم بك القزاز ، المتوفي سنة 1397 هـ
الشيخ أحمـد محمد الجـراح ، المتوفي سنة 1375 هـ
الشيخ أحمد حسين أغا الصباغ ، المتوفي سنة 1372 هـ
الملا أحمد حاج خضر الزهيري الأتروشـي
الشيخ أحمد الشيخ حامد الشيخ عثمان القلية جي ، المتوفي سنة 1352هـ
الشيخ أحمـد مصطفى الكزبري ، المتوفي سنة 1356 هـ
الشيخ عبد الله ناصر أغا البكري
الشيخ أحمد إبراهيم المفتـي
ملا بكـر مراد التلعفري
السيد حيـدر الجـوادي
الشيخ داؤود الملاح آل زيـادة
محمد طاهر التتنجي ، وملا جاسـم إيبــو
وغيرهم كثير ممن درس عليه سواء من أجازهم أم لم يجزهم ،رحم الله شـيخ مشايخ الموصل الحدباء بحـر في العلوم العقلية والنقلية وشيخ الزاهدين الذي يعجز القلم والبيان عن وصفه واللسان على ذكره .ـ
مخطوطات المدرسـة الرضوانيـة
أوقف الشيخ محمد أفندي الرضواني (رحمه الله) لها الأوقاف الكبيرة وجعل فيها خزانات كتب تحتوي على نفائس المخطوطات والكتب النفيسة في مختلف فروع العلوم والآداب واللغة والتفسير والحديث والعقائد والفقه وأصوله وفي القراءات ، منها :ـ
الكتب المطبوعة والتي يبلغ عددها أكثر من ( 800 ) مجلد و كتاب .ـ
وبهذا يكون مجموع المخطوطات والكتب المطبوعة لمكتبة مدرسة الرضواني أكثر من
ـ ( 1742 ) كتاب ما بين مخطوط ومجلد وكتاب .ـ
هذا ما استطاعت مديرية أوقاف الموصل نقله إلى مكتبة الأوقاف العامة في الموصل في ستينات من القرن الماضي ، من الكتب والمجلدات المخطوطة والمطبوعة والموجودة حالياً فيها ، ولها جناح خاص بالكتب المطبوعة باسم الرضواني يشـتمل على ثلاث عشرة خزانة مساحة كل منها 1× 2 متر.ـ
وفي تقييم أنواع هذه المخطوطات أنها على درجة عالية من الندرة ، الأمر الذي يجعلها في مصاف المكتبات المتميزة ، والتي يظهر أنها كانت مكتبة جامعة شاملة لكافة العلوم ذات العلاقة بالحياة الدينية والإنسانية ، وهي بعض ما تم شراؤه عند بيع كتب المكتبة العامرة في إسـتانبول بعد تطبيق سياسة التتريك ، فقد أرسل الشيخ محمد الرضواني ثمن هذه الكتب ومن يأتي بها إلى الموصل . ـ
إضافة إلى الكتب المطبوعة والتي يبلغ عددها أكثر من ( 800) مجلد وكتاب.ـ
مساعد الشيخ في التدريس
لقد انفرد الشيخ محمد افندي الرضواني بالتدريس في مدرسته الا انه اختار في السنوات الاخيرة من حياته احد طلبته الذين تخرجوا على يده وهو الشيخ عبد الله بن محمد الحسو ليقوم بالتدريس الى جانبه سنة 1931 أو قبلها ، وقد كان كل منهما يدرس في زاوية من زوايا المدرسة وقد صدرت بذلك إرادة ملكية سنة 1931 م بذلك .ـ
ــــــــــــــــ (وثيقة توجه التدريس في المدرسة الرضوانية للشيخ عبد الله الحسو رحمه الله) ـ
مواصلة التدريس في المدرسة بعد وفاة الشيخ الرضواني (ر) ـ
بعد أن لبى الشيخ محمد أفندي الرضواني نـداء ربـه رحمه الله يوم الثلاثاء الموافق 7/5/1357 هـ / 1933 م ، ودفن في مقبرة آل الرضواني رحمهم الله جميعاَ في مقابر العناز، والتي أنشـأ عليها فيما بعد جامع الرضواني سنة ( 2000 م) وهو غير المسجد موضوع البحث .ـ
انفرد الشيخ الحسو في التدريس بمدرسة ال الرضواني يومياً بعد صلاة الفجر حتى اواسط خمسينات القرن الماضي لإكمال المسيرة العلمية الرائدة في هذه المدرسة المباركة .ـ
ومن الذين درسوا في المدرسة على يد الشيخ الحسو: الشيخ محمد قاسم مصطفى علي حاج حبيب (المعروف بمحمد المصحف) ( كان له محل في شارع النجفي للتصحيف مقابل جامع العباس) والشاعر الأزهري محمد الحسو والشهيد هاشم عبد السلام والشيخ عبد الله الاربيللي والشيخ محمد ياسين والشيخ عبد الله الدملوجي والشيخ عبد الوهاب الشماع وغيرهم . وواصل كثير من تلامذتـه إكمال مسيرة شـيخهم العلمية في مساجد ومدارس أخرى .ـ
وفي خمسينات القرن الماضي جعل أمام المسجد الملا محمد التقشبندي من المسجد كتاب
ـ ( الملا ) لتعليم الأطفال قراءة القرآن الكريم .ـ
مكانة المدرسة العلمية
تمتع طلبة المدرسة بمكانة علمية كانت موضع تقدير المؤسسات العلمية وقد كان خريجوها يقبلون في المدرسة الفيصلية الدينية ومن ثم يلتحقون بالازهر الشريف .ـ
ضرورة إعادة فتـح المدرسة الرضوانية
ـ * ليس من الوفاء بقاء إطفاء شـعلة المدرسة الرضوانية ، ويحبذ إستئناف مسيرتها العلمية الرصينة ، وعودة هذا الصرح العلمي الشامخ والخالد ، وذلك بإعادة فتحها وتجنيد نخبة من علماء الموصل الأفاضل خاصة ممن تتصل إجازاتهم العلمية بالشـيخ الرضواني رحمه الله وغيرهم .ـ
ـ * تشـكيل هيئـة علمية لوضع مناهج التدريس فيها ولكافة العلوم العقليـة والنقليـة ، بمراحل دراسية رصينة . ويكون التدريس فيها حسـبة لوجـه الله تعالى ، كما كانت عليه ، ومنح الإجازات العلمية للطلبة بعد إكمال مراحل الدراسة المقررة ، وتشكيل لجنة إدارية لتسيير أمور المدرسة الإدارية ، وفق نظام داخلي يقرر للمدرسة .ـ
ـ * يمنح الطالب بعد إكماله مراحل الدراسة المقررة إجازة علمية في العلوم العقلية والنقلية من قبل المجلس العلمي للمدرسة المكون من مشائخ المدرسة الأفاضل، والله ولي التوفيق.ـ
ـــــــــــ
( المعلومات التاريخية عن البحث مستقاة من كتاب الكتابات المحررة لنقولا سيوفي تحقيق الأستاذ سعيد الديوةجي ، وكتاب الرضواني للشيخ محفوظ العباسي ، وصور ومعلومات التعمير الأخير من السيد المان العبادي، ورسالة الاستاذ الدكتور احمد عبد الله الحسو لي في 7/8/ 2013 عن المرحوم والده ومعلومات أخرى والوثائق التي اثرت الموضوع فجزاه الله خيراً، إضافة إلى معلوماتي ومشاهداتي الشخصية ).ـ
***********
تعقيب من الاستاذ الدكتور سمير بشير حديد ، ننشره أدناه لتعذر نشره كمداخلة.ـ
إلى الأخ العزيز المؤرخ التراثي غانم الحيو الموقر
شكرا جزيلاً لهذه المقالة الرائعة، واود ان اقتطف بضع فقرات من كتابي "الموصل قبل نصف قرن...مشاهد وذكريات"، حيث تناولت هذه المدرسة ومما ذكرته:ـ
تعد مدرسة آل رضواني من أشهر المدارس الدينة في أوائل القرن الماضي، وقد تخرج منها كبار علماء الموصل، والتي تولى التدريس فيها شيخ هذه الأسرة الكريمة الشيخ محمد افندي الرضواني (رحمه الله). ومن أبرز السمات التى غرسها الرضواني في منهجية مدرسته الشهيرة، انفتاحها على المعرفة، فقد وفر لطلبتها مكتبة احتوت على كل جديد في مجال الدراسات الإسلامية على اختلاف توجهاتها، أما الصفة البارزة الأخرى فتتمثل بروح التسامح واحترام الآخر التي اشاعها هذا الشيخ الجليل بين طلبته. وقد كان لمنهجه القويم هذا أثره الكبير عندما نشأ في الموصل تيار ديني إصلاحي جديد إلى جانب التيار الصوفي المحافظ الذي كان هو على رأسه بل كان رمزا له، فقد استطاع احتواء التيارين جنبا إلى جنب، في اطار من الاحترام المتبادل والعلاقات الطيّبة. ثم تلاه في تولي إدارة المدرسة والتدريس فيها أكثر من ربع قرن الشيخ عبد الله الحسو (رحمه الله).ـ
ويعد الشيخ عبد الله الحسو أحد أكابر العلماء في مدينة الموصل، وهو من مواليد الموصل في حدود عام 1890م ودرس في كتاتيب مدينته على عدد من شيوخ عصره، ثم ارتبط ارتباطا كليا بأستاذه الشيخ محمد الرضواني الذي اخذ عنه الإجازة العلمية.ـ
لقد لعب الشيخ الحسو دوراً مهماً في ترسيخ الحركة الفكرية في الموصل في النصف الأول من القرن العشرين متأثراً بشيخه الرضواني وباسلوبه ومنهجه الوسطي في إيصال افكاره متخذاً من الحوار المتزن سبيله الوحيد. استمر الحسو في ادائه لمهامه مدرساً في مدرسة آل الرضواني منذ عشرينات القرن العشرين حتى صدور قرار مديرية اوقاف الموصل في الخمسينات بوقف التدريس في مدرسة الرضواني، بعد مرور أكثر من عشرين عاماً على تدريسه فيها ونقله للتدريس في مدرسة الرابعية وهو قرار تقبله بمرارة، فقد كانت صلته بهذه المدرسة ذات جذور عميقة في حياته.ـ
أكرر شكري وتقديري إلى الأستاذ غانم الحيو لما يقدمه من مقالات رائعة تعنى بالموصل وتراثها، ومن الله التوفيق.... سمير بشير حديد
عودة الى الصفحة الرئيســة