عيدٌ بأية حالٍ عُدتَ يا عيدُ... وكل آت قريب
زوزان صالح اليوسفي
عاد العيد من جديد وما زال يتلقاه المسلمون بمشاعر شتى.. يكاد أن يكون الطابع الإنشطاري مدارها وإطارها..
نتأمل العيد وقت كان صورة جميلة في أذهان الأطفال قبل الكبار.. يحمل أفراح الدنيا إليهم ويوزعها بإنصاف على الفقراء والموسورين .. يوم كانت للحياة بهجتها .
نرى في المتنبي - عملاق الشعراء - حالة إنفعاله وساعة يأسه، وهو يتسلق سلم الغيبوبة مع تجربته النفسية في العيد الأسود المعفر بسخام كافور؛ حاكماً مستبدا، ومنهمكا في مسخ الإنسان وإبادة قيمته في ذهن المتنبي، جاعلاً من الإنسان طعاماً ووقوداً له، ومتخذاً من خيرات بلده أسباباً ومصادر بعيده الخاص ونزواته وجبروته! ... فهل نجد في المتنبي وتمزقه بين العيد وكافور أنَّ التاريخَ يعيدُ نفسه اليوم !!؟
نرى التمزق الذي كان يعيشه المتنبي في عصره مع الشعوب لا يزال يطغى على المنطقة الإسلامية ويسودها على وجه أكيد.
خيرات من البترول والمعادن والنعيم والمياه وموارد الخام وطاقات هائلة وإمكانات واسعة، وهذا ما ينطبق على عراقنا مثلاً، والشعوب تعيش تحت وبين هذه الخيرات في فقر مدقع وجهل مطبق وقلق يمزق ويفتت.. وطاقة تعجز عن الإنطلاق وخيال يتعطل عن التحرك.. وثروات وأموال تكتنز في مصارف عالمية.. وأرصدة يملكها أصناف متسلسلة من البشر، لا يزيدون على عدد السنين التي تحكم خلالها كافور في رقاب الناس !!!
كل هذا لم يعد كافور يتحمل وزره، وإنما يتحمله نظام أخطبوط، أسمه الأستعمار القديم.. والأستعمار الحديث.. والرجعية والفئات التي تنفذ سياسته وتجري وراءه وتركض بلا طائل وراء مجدها الزائل..
وكل هذا وقع ويقع ويتوسع.. وتزداد شعوب هذه المنطقة فقراً.. يستبد بها العوز والفقر والمرض والجهل.. وتعيش في ظل مقاسات القرون الوسطى.. تقرر مصيرها حفنة من الحاكمين تعبث بها وتعيث في حقوقها فسادا، وتنتزع الحكم ملغية ًجوهره وهويته.. وتلقى بالديمقراطية (عرض الحائط ) فتأمل..
ما زلنا نرى العيد كئيباً حسيراً، يبكي بلا دموع ريقه جافٌ .. بلا رضاب أو لعاب.. وترى الناسَ هم الناس!.. ولم يتغير من واقعهم شيئ .. أو يحصل في أعماقهم تحول ينطوي على إفراج للأزمة التي أستحكمت حلقاتها وظلوا مشدودين إليها؟!.. تتحكم في مقدراتهم.. وتقرر وتعطي للأعراف والأعياد والمناسبات لونها وطعمها.. أسود وحنظل.. زادته الأحداث العسيرة والخطيرة شدة وكثافة وحجما!!..
وفي هذا البحر من الجدب والتيه والتمزق تشرئب الأعناق وتتطلع النفوس وترنو العيون إلى الصبر والتفاؤل.. وإلى البحث عن غطاء للعمل والجدية.. بإخلاص وإيثار.. في زرع نكران الذات على أنقاض الذات، والعودة ( بنطاق أوسع وجدية ) إلى تصعيد الأخوّة بين البشرية جمعاء، والعزم والتصميم على إزالة كل المساوئ وصور التخلف والعجز والتقهقر التي تطبع المنطقة العربية بصورة خاصة والأسلامية بصورة عامة، وتحول دون سعادة أبنائها وشعوبها، وتقف حجر عثرة في طريق نهضتها وصمودها.
كم نحن بحاجة الى عزائم تعمل وتصمم من من اجل غدٍ تكونُ فيه الشعوبُ والقوميات كافة متحابّة ومتلاحمة تتعاون لخيرها وتتبادل المنافع وتعيش في كنف العيد، عيد الحرية والتنمية الصناعية والزراعية، عيد العمل والكفاءة والعدل والمساوة، عيد أزدهار الديمقراطية، والتعايش السلمي، عيد التآخي بين الشعوب والقوميات، عيد على مستوى شعوب الدنيا كافة.. فتنجلي الغمامة عن البشرية وأزمتها الطويلة.. ويتحول تاريخ نضال الشعوب وآلامها ووثائق الكفاح البطولي إلى متحف التاريخ وتأخذ قصيدة المتنبي ( عيد بأية حال عدت يا عيد ) مكانتها في التاريخ وتصون المعاناة وتحفظها من برودة مرور الزمان عليها..
الصفحة الرئيسة
زوزان صالح اليوسفي
عاد العيد من جديد وما زال يتلقاه المسلمون بمشاعر شتى.. يكاد أن يكون الطابع الإنشطاري مدارها وإطارها..
نتأمل العيد وقت كان صورة جميلة في أذهان الأطفال قبل الكبار.. يحمل أفراح الدنيا إليهم ويوزعها بإنصاف على الفقراء والموسورين .. يوم كانت للحياة بهجتها .
نرى في المتنبي - عملاق الشعراء - حالة إنفعاله وساعة يأسه، وهو يتسلق سلم الغيبوبة مع تجربته النفسية في العيد الأسود المعفر بسخام كافور؛ حاكماً مستبدا، ومنهمكا في مسخ الإنسان وإبادة قيمته في ذهن المتنبي، جاعلاً من الإنسان طعاماً ووقوداً له، ومتخذاً من خيرات بلده أسباباً ومصادر بعيده الخاص ونزواته وجبروته! ... فهل نجد في المتنبي وتمزقه بين العيد وكافور أنَّ التاريخَ يعيدُ نفسه اليوم !!؟
نرى التمزق الذي كان يعيشه المتنبي في عصره مع الشعوب لا يزال يطغى على المنطقة الإسلامية ويسودها على وجه أكيد.
خيرات من البترول والمعادن والنعيم والمياه وموارد الخام وطاقات هائلة وإمكانات واسعة، وهذا ما ينطبق على عراقنا مثلاً، والشعوب تعيش تحت وبين هذه الخيرات في فقر مدقع وجهل مطبق وقلق يمزق ويفتت.. وطاقة تعجز عن الإنطلاق وخيال يتعطل عن التحرك.. وثروات وأموال تكتنز في مصارف عالمية.. وأرصدة يملكها أصناف متسلسلة من البشر، لا يزيدون على عدد السنين التي تحكم خلالها كافور في رقاب الناس !!!
كل هذا لم يعد كافور يتحمل وزره، وإنما يتحمله نظام أخطبوط، أسمه الأستعمار القديم.. والأستعمار الحديث.. والرجعية والفئات التي تنفذ سياسته وتجري وراءه وتركض بلا طائل وراء مجدها الزائل..
وكل هذا وقع ويقع ويتوسع.. وتزداد شعوب هذه المنطقة فقراً.. يستبد بها العوز والفقر والمرض والجهل.. وتعيش في ظل مقاسات القرون الوسطى.. تقرر مصيرها حفنة من الحاكمين تعبث بها وتعيث في حقوقها فسادا، وتنتزع الحكم ملغية ًجوهره وهويته.. وتلقى بالديمقراطية (عرض الحائط ) فتأمل..
ما زلنا نرى العيد كئيباً حسيراً، يبكي بلا دموع ريقه جافٌ .. بلا رضاب أو لعاب.. وترى الناسَ هم الناس!.. ولم يتغير من واقعهم شيئ .. أو يحصل في أعماقهم تحول ينطوي على إفراج للأزمة التي أستحكمت حلقاتها وظلوا مشدودين إليها؟!.. تتحكم في مقدراتهم.. وتقرر وتعطي للأعراف والأعياد والمناسبات لونها وطعمها.. أسود وحنظل.. زادته الأحداث العسيرة والخطيرة شدة وكثافة وحجما!!..
وفي هذا البحر من الجدب والتيه والتمزق تشرئب الأعناق وتتطلع النفوس وترنو العيون إلى الصبر والتفاؤل.. وإلى البحث عن غطاء للعمل والجدية.. بإخلاص وإيثار.. في زرع نكران الذات على أنقاض الذات، والعودة ( بنطاق أوسع وجدية ) إلى تصعيد الأخوّة بين البشرية جمعاء، والعزم والتصميم على إزالة كل المساوئ وصور التخلف والعجز والتقهقر التي تطبع المنطقة العربية بصورة خاصة والأسلامية بصورة عامة، وتحول دون سعادة أبنائها وشعوبها، وتقف حجر عثرة في طريق نهضتها وصمودها.
كم نحن بحاجة الى عزائم تعمل وتصمم من من اجل غدٍ تكونُ فيه الشعوبُ والقوميات كافة متحابّة ومتلاحمة تتعاون لخيرها وتتبادل المنافع وتعيش في كنف العيد، عيد الحرية والتنمية الصناعية والزراعية، عيد العمل والكفاءة والعدل والمساوة، عيد أزدهار الديمقراطية، والتعايش السلمي، عيد التآخي بين الشعوب والقوميات، عيد على مستوى شعوب الدنيا كافة.. فتنجلي الغمامة عن البشرية وأزمتها الطويلة.. ويتحول تاريخ نضال الشعوب وآلامها ووثائق الكفاح البطولي إلى متحف التاريخ وتأخذ قصيدة المتنبي ( عيد بأية حال عدت يا عيد ) مكانتها في التاريخ وتصون المعاناة وتحفظها من برودة مرور الزمان عليها..
الصفحة الرئيسة