تقسيم العراق
نشرت بواسطة:مـوقـع السكينة 21 يونيو, 2014
لا تبدو الأحداث الأخيرة مشجعة فيما يتعلق بقدرة العراق على الحفاظ على وحدته الترابية فالتقارير كثيرة بشأن تخلي القوات العراقية عن أماكنها وأسلحتها ومعداتها في الموصل.
ويقول السفير الأمريكي السابق في العراق جيمس جيفري إنّ “تدريبا ملائما للقوات العراقية وإسنادا جويا أكثر فعالية كان يمكن على الأقل أن يبطئ من تقدم داعش ولكن الآن من الواضح أن الجيش العراقي غير مدرب بكيفية ملائمة ويفتقد لقيادة جيدة ومن الواضح أنه غير كفء.”
وأضاف “من الواضح أنهم لا يستطيعون فتح النار أو المناورة كما أن قيادته في بغداد، لا تمنح القوات على الأرض الثقة المطلوبة في بعض الدوائر.”
وقد ذكر السفير الأمريكي في مقال سابق منذ عام تقريباً أن العراق على شفا هاوية …..لقراءة المقال ، فضلاً قم بزيارة الرابط التالي :
العراق على شفا الهاوية مرة أخرى
ووفقا لمارديني فإنّ علاقات الحكومة العراقية مع أي شخص غير شيعي سواء من السنة العرب أو السنة الأكراد تجعل من الصعب تشكيل جبهة موحدة للتحرك.
والأكثر إثارة للرعب هو أنّ الكثير من العراقيين باتوا يدينون بالولاء لجماعات وليس للدولة وهذا يذكر بمقال كتبه نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن قال فيه إنه من الأساليب التي تسمح بالحفاظ على وحدة العراق هو منح “كل جماعة عرقية أو تجمعها روابط دينية أو طائفية مجالا لإدارة نفسها بنفسها.”
وقد كانت احتجاجات الأنبار هي الشرارة التي هزت كرسي نوري المالكي ، لمعرفة تسلسل الأحداث في الأنبار ، فضلاً قم بزيارة الرابط التالي :
مسلسل أحداث الأنبار
مشروع بايدن لتقسيم العراق
ويعتبر “جو بايدن” نائب الرئيس الأمريكي، من أبرز دعاة تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم للسنة في الوسط والشيعة في الجنوب والأكراد في الشمال.
وكشف السناتور بايدن عن خطته لتقسيم العراق إلى اتحاد من مناطق سنية وشيعية وكردية تتمتع بحكم ذاتي في وقت كانت فيه أعمال القتل الطائفية في العراق خارج نطاق السيطرة وتزداد سوءا.
وقال في مايو/أيار 2006 في مقال شارك في كتابته في صحيفة نيويورك تايمز “الفكرة مثلما هو الحال في البوسنة هي الاحتفاظ بعراق موحد من خلال الغاء المركزية وإعطاء كل جماعة عرقية أو دينية كردية أو سنية أو شيعية مجالا لإدارة شؤونها”.
وقال بايدن “وستصبح الأقاليم الكردية والسنية والشيعية مسؤولة عن قوانينها المحلية وإدارتها وأمنها الداخلي. الحكومة المركزية تتولى السيطرة على الدفاع عن الحدود والشؤون الخارجية وإيرادات النفط”.
وفي 26/9/2007 اقر مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع بايدن بصورة غير ملزمة وقد صوت للقرار 75 شيخًا من أصل مائة، وصوت ضده 23.
وكشف الكاتب السعودي جاسر بن عبدالعزيز الجاسر عن خطة لتقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم تقسيما عرقيا وطائفياً ، للمزيد، اطلع على كامل المقال من خلال الرابط التالي:
تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم
ومن أبرز الدعاة إلى فكرة تقسيم العراق وفقاً للنموذج اليوغسلافي أيضاً المفكر الإستراتيجي ووزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر، ففي مارس/آذار 2006 قال إن المصير الذي ينتظر العراق سيكون مشابها لمصير يوغوسلافيا السابقة.
وفي فترة متقاربة أعلنت كذلك السيناتورة الجمهورية كيلي بايلي هوتجيسون عن رأيها في تقسيم العراق، معتبرة أنه “المخرج الوحيد أمام القوات الأميركية من المستنقع العراقي”.
وعلى المنوال نفسه نسج مركز سابان بمعهد بروكينغز للدراسات السياسية والإستراتيجية بواشنطن وجهة نظره، ففي دراسة له بعنوان “حالة التقسيم السهل للعراق” أعدها الباحث جوزيف إدوار ركز فيها على تحليل الصعوبات التي يرددها البعض عن فكرة تقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات مقترحا حلولا للتغلب على هذه الصعوبات.
وحاولت الدراسة التعامل مع ما وصفته بالصعوبات التي ستواجه التقسيم وحددت أبرزها في:
-صعوبة تحقيق الفصل الجغرافي بسبب الزواج المختلط بين السنة والشيعة.
-الرفض القبلي من بعض عشائر العراق.
-رفض دول الجوار.
لكن المركز أقر بوجود فارق كبير بين تجربة البوسنة والوضع في العراق، مؤكدا أن جارا الأولى وهما صربيا وكرواتيا كان لهما هدف إستراتيجي واحد وهو التقسيم، مما سهل الأمر لوجود دعم إقليمي ودولي. أما العراق فيرى أن وضعه مختلف لأن دول الجوار ترفض تقسيما مماثلا مستشعرة تهديدا إستراتيجيا لها.
شارك في فكرة تقسيم العراق أيضا أكاديميون مشهورون منهم على سبيل المثال أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا بيركلي، والباحث في معهد أميركان إنتربرايز جون يو الذي كتب تحت عنوان “ما الهدف من توحيد العراق؟”، وتساءل عن الفائدة التي ستعود على العالم من الحفاظ على العراق موحدا، ورأى أن العراقيين قد يقتربون من الديمقراطية وأن الأميركيين ربما يحققون أهدافهم في الشرق الأوسط إذا ما تنازل الجميع عن فكرة العراق الموحد.
وأخذ أستاذ القانون الأميركي يسرد فوائد تقسيم العراق التي منها حسب رأيه:
-التقليل من الخلاف بين السنة والشيعة والكرد على سلطات حكوماتهم.
-التعجيل ببناء مؤسسات الدولة.
-إفساح المجال أمام كل فئة للتوصل إلى إجماع حيال قضايا الدين والقانون.
-تقويض قضية “المتمردين” والحد من قدرتهم على شن الهجمات، وبالتالي الإسهام في تعجيل انسحاب القوات الأميركية من العراق.
وكان لكتابات السياسي وأستاذ القانون ألان توبول عن تقسيم العراق أيضا وقع وتأثير مهمان، إذ كتب في الموقع الإلكتروني الرسمي للجيش الأميركي داعيا إلى فكرة التقسيم، وذكر أن عدد دول العالم بعد الحرب العالمية الثانية كان 74 دولة وقد وصل تعدادها الآن 193 بلدا فلا مانع –من وحهة نظره- في أن تزداد ثلاث دول إضافية إذا قسم العراق إلى ثلاثة بلدان.
قريبا من هذا النهج حاولت أيضا النائبة الجمهورية كاي بايلاي هوتشينسون الناشطة في الترويج لفكرة تقسيم العراق، تقليل هواجس المتخوفين بقولها إن فكرة التقسيم مستوحاة من اتفاقات دايتون بشأن البوسنة التي أقرت التقسيم بين المتخاصمين الصرب والكروات والبوسنيين وهي فكرة لا خوف منها لأنها مجربة من قبل.
وهناك بعض آخر مثل الباحثين ليام أندرسون وغاريث ستانسفيلد يطرح منح “حق تقرير المصير” لكل من أقاليم العراق الثلاث “باعتبار أن التقسيم أمر واقع حالياً، وأن البديل هو الحرب الأهلية”، ويبقى الخلاف هنا حول درجات التفكيك التي تقود الواحدة منها إلى الأخرى، وتوقيت حدوثها، وليس حول ديناميكية التفكيك النابعة منها بأية حال.
وفي هذا الإطار أيضا خصصت صحيفة لوس انجلوس الأمريكية فبراير 2007 افتتاحيتها تحت عنوان “مخاطر تقسيم العراق” لتقول إن من شأن التقسيم، في محاولة لوضع حد للعنف العرقي، أن يؤدي إلى مزيد من القتل والغم.
وقالت الصحيفة إن المأساة التي يعيشها العراق من قتل وتدمير وصراع طائفي ونزوح داخلي وخارجي دفع ببعض الأصوات إلى أن تنادي بنوع من تقسيم العراق، في محاولة لفصل السنة عن الشيعة قبل أن يحدثوا مزيدا من التمزيق لبلادهم.
غير أن تقسيم العراق -تقول الصحيفة- فكرة خطيرة لعدة أسباب، أولها أن العراقيين أنفسهم لا يرغبون في ذلك، وثانيا أن أكبر جائزة في الحروب العرقية هي تقسيم البلاد -بغداد- إلى أحياء معزولة.
كما أن العنف الذي يعصف ببغداد لا ينحصر فقط بين السنة والشيعة سيما أن التيارات الشيعية نفسها تصارع من أجل السلطة، فضلا عن أن ثمة نزاعا عرقيا لم ينفجر بعد في الشمال.
وفي دراسة تحليلة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عام 2013 ،كشفت عن خريطة جديدة للعراق الذي يعانِي ، من نعرات طائفيَّة حادة غذَّاها الغزو الأمريكي، فمن المرجح، وفق الصحيفة الأمريكيَّة، أنْ يتحدَّ شماله مع شمال سوريَا، في دولة “الأكراد”، على أن يذهبَ الوسط “السنِي” إلى الوحدة مع سنة سوريَا، فيما سيبقى جنوب البلاد للشيعة.
الغارديان البريطانية
كتبت صحيفة “الغارديان” البريطانية يونيو 2014 تحت عنوان: “لماذا يجب فصل المناطق الشيعية عن المناطق السنية؟”:
أن اقتراح تقسيم العراق طائفياً وإثنياً هو اقتراح قديم لكن “لا بد أن يتم أخذه في الاعتبار الآن، وإلا ستسيطر المشكلة الطائفية على العراق لعقود مقبلة”. وتشير “الغارديان” إلى أنه، الآن، هناك ترحيب عام من الدول “العربية السنية المعتدلة بفكرة المناطق المستقلة ذاتياً، وأعلنت تلك الدول أنها أخطأت عندما عبأت مجتمعاتها ضد العراق الجديد عام 2003، وهو الامر الذي سمح بفوز المسلحين الآن”. وتعتبر أن الكرد “أثبتوا أن الحكم الذاتي ليس مرادفاً للتقسيم، ومن المفارقات أنه طالما سخر منهم شركائهم العرب بسبب استقلاليتها (مناطقهم)، ولكنهم الآن هم أكثر قوة موحدة في العراق”.
مركز دراسات أخرى
وحول تنامي دور داعش المتزايد مؤخراً ،قال مركز أبحاث دراسات الأمن القومى في بعض الدول بحث أعده ونشره على موقعه الالكتروني:إن سقوط مدن رئيسية في العراق بيد داعش، يؤدي إلى تأثيرات تتجاوز حدود تلك الدول، وفي العراق نفسه، سيتعزّز اتجاه التقسيم الفعلي للبلاد.
وأضاف أن الكيان المستقلّ لكردستان هو حقيقة ثابتة تعترف بها جميع الجهات الإقليمية وإنّ سيطرة العناصر السنّية على المناطق في وسط العراق قد تؤدّي، إنْ لم تتوقف، إلى إقامة كيان سنّي مستقل حتى الوسط، بحيث يسقط جنوب العراق كثمرة ناضجة في يد إيران، وفي هذه الحالة، سيتحوّل العراق إلى مصدّر للإرهاب حيث ستستغلّ التنظيمات المختلفة فيه ضعف سوريا لتوسعة نشاطها في الشرق الأوسط.
ويسمح الدستور العراقي الذي صيغ عام 2005 للمحافظات العراقية بإنشاء أقاليم تتمتع بقدر كبير من الاستقلال المالي والإداري عن السلطة المركزية كما يسمح الدستور لمحافظتين أو أكثر بإنشاء إقليم مشترك.
ويقول مشرعون ان الغاية من تبني هذا النظام هو تكريس نظام اللامركزية في الحكم وهو مبدأ أقر عام 2005 لضمان عدم العودة إلى الدكتاتورية والمركزية الشديدة في الحكم.
لمعرفة المزيد حول أحداث العراق ، فضلاً قم بزيارة الروابط التالية :
احتجاجات العراق.. ثورة أم اقتتال طائفي؟
سوريا والعراق وما بينهما
تخوفات من إعادة تنظيم القاعدة صفوفه في العراق
حتى نفهم خارطة القاعدة والجماعات المتطرفة في العراق والشام
********************
المصادر
-موقع السكينة
تقسيم العراق في الفكر الأمريكي (الجزيرة نت28/9/2007)
-خطة تقسيم العراق ..غير ملزمة ولكنها قادمة (الجزيرة نت 4/10/2007)
-تقسيم العراق فكرة خطيرة (الجزيرة نت 5/2/2007)
- 5تنبؤات تعود بقوة.. دولة الخلافة.. حل جيش صدام.. ندم أمريكا.. حرب سوريا وتقسيم العراق (سي إن إن 12 يونيو 2014
رابط الموضوع :
http://www.assakina.com/center/files/47085.html#ixzz35YkNPYZW