بيت من نور**
بقلم غانم العناز
-------------------------------------------------------------
أخيراً وبعد رحلة عمر طويلة
وغربة مديدة مريرة ثقيلة
حضيت بضالتي المنشودة
بيت اخلد الى أحضانه الودودة
بعيداً عن ضجيج الحياة
والتهافت على المتاع والفتات
***
بيت رحب عامر يطيب لي
الجلوس تحت ظلال اشجاره
والتجوال في فسيح رحابه
أقطف من ثماره العلمية وازهاره الفنية
وأستنشق من عطوره الأدبية الزكية
أعب من مناهله العذبة الثقافية
وأخوض في حضاراته الإنسانية
أتيه في جنباته في تقاليدنا العتيدة
وافخر في رحابه بتراث امتنا المجيدة
لأسترجع في شرفاته ذكريات لحياة جميلة
قضيتها في بلاد عريقة ومدينة عزيزة نبيلة
***
التقيت فيه بأعلام أفذاذ
وعلماء أجلاء عظام
وشعراء وادباء كرام
واساتذة ومفكرين فطاحل
ومؤرخين ومربّين افاضل
وحكماء وعقلاء مصلحين
وفنانين موهوبين بارعين
واقارب وأحباب نجباء
وأصدقاء طفولة أعزاء
وجيران ذوي مروءة وحياء
***
جلست اناجيه وأتحدث اليه
فصدح بما يخفيه بين جنبيه
ليهيج لي ذكريات جميلة سعيدة
عن إيمان عميق يعمر القلوب
ويشرح الصدور
فتؤمن بالقدر المحتوم
وتقنع بما هو مقسوم
عن عقيدة راسخةٍ ورضاً تامَين
***
وجوامع مباركة ومدارس عتيدة
غرست فينا الايمان والعقيدة
وعلمتنا مكارمَ الأخلاق
وأنبتت فينا الطيبة والمحبة والوفااق
***
ومآذن ومنائر متناثرة تدعو للصلاة
تتألق قناديلها في ليالي الصيام والزكاة
لتصدح قبل الفجربالتمجيد
فتدغدغ آذان النيام فوق السطوح
فيستفيقون على بركة الله
للسحور والوضوء والصلاة
***
وبيوتٍ متلاصقةٍ كالتوائمِ
يحضن بعضها البعض بدفئ وحنان
تعيش بمحبة ووئام
وتنام ملأ جفونها بسلام
***
وطرقات ضيقةٍ وادعة
عدت أمشيها من جديد
أشمُ فيها عبق الماضي السعيد
ودفء الأمن العتيد
وحرمة الجيرة المصونة
وبساطة الحياة الحنونة
***
وأسواق طاعنة في القدم
تتعانق بمحبة وحنان
يشد بعضها ازر بعض
صاخبة تعج بالحياة
من صناع وتجار وباعة
ما ان تهدأ عند المساء
لتغفو إغفاة قصيرة
الا لتستيقظ فجرأً
بحيويةٍ عفوية ونشاط
***
ونهرٍ مباركٍ ذو ماء عذبٍ رقراق
ترقص الشمس على سطحه بدلال
على ايقاعات النسيم المختال
قضينا فيه صيفاً هنيئاً
سباحة ولهواً بريئاً
***
وزروعٍ خضراء يانعة
وبيادر تنضح بالغلال عامرة
تدرسها جراجر خشبية ضامرة
تئن من دورانها المضني الطويل
تنتظر راحتها وقت الأصيل
تجرها حيوانات وادعة ساهية
بخطىً بطيئة وأبدان واهية
على نغمات انين الجراجر الرتيبة
***
وغاباتٍ ناضرة وادعة
تغفوعلي ضفاف نهرها الخالد
تنشر ظلالها الوارفة
وتشدو بطيورها المترفة
لتشيع الهدوء وتبث الوئام
وتوحي للشعراء بالإلهام
***
ذلك بيت من نور
يعلو على كل القصور
***
بارك الله في القائمين عليه
ورافديه بما يحتاج اليه
***
واتفورد – ضواحي لندن
أيلول 2013
** ذلك موقع بيت الموصل الإكتروني
www.baytalmosul.com
كتبت القصيدة رداً على من وصف بيت الموصل بذي الجدران الناصية
بقلم غانم العناز
-------------------------------------------------------------
أخيراً وبعد رحلة عمر طويلة
وغربة مديدة مريرة ثقيلة
حضيت بضالتي المنشودة
بيت اخلد الى أحضانه الودودة
بعيداً عن ضجيج الحياة
والتهافت على المتاع والفتات
***
بيت رحب عامر يطيب لي
الجلوس تحت ظلال اشجاره
والتجوال في فسيح رحابه
أقطف من ثماره العلمية وازهاره الفنية
وأستنشق من عطوره الأدبية الزكية
أعب من مناهله العذبة الثقافية
وأخوض في حضاراته الإنسانية
أتيه في جنباته في تقاليدنا العتيدة
وافخر في رحابه بتراث امتنا المجيدة
لأسترجع في شرفاته ذكريات لحياة جميلة
قضيتها في بلاد عريقة ومدينة عزيزة نبيلة
***
التقيت فيه بأعلام أفذاذ
وعلماء أجلاء عظام
وشعراء وادباء كرام
واساتذة ومفكرين فطاحل
ومؤرخين ومربّين افاضل
وحكماء وعقلاء مصلحين
وفنانين موهوبين بارعين
واقارب وأحباب نجباء
وأصدقاء طفولة أعزاء
وجيران ذوي مروءة وحياء
***
جلست اناجيه وأتحدث اليه
فصدح بما يخفيه بين جنبيه
ليهيج لي ذكريات جميلة سعيدة
عن إيمان عميق يعمر القلوب
ويشرح الصدور
فتؤمن بالقدر المحتوم
وتقنع بما هو مقسوم
عن عقيدة راسخةٍ ورضاً تامَين
***
وجوامع مباركة ومدارس عتيدة
غرست فينا الايمان والعقيدة
وعلمتنا مكارمَ الأخلاق
وأنبتت فينا الطيبة والمحبة والوفااق
***
ومآذن ومنائر متناثرة تدعو للصلاة
تتألق قناديلها في ليالي الصيام والزكاة
لتصدح قبل الفجربالتمجيد
فتدغدغ آذان النيام فوق السطوح
فيستفيقون على بركة الله
للسحور والوضوء والصلاة
***
وبيوتٍ متلاصقةٍ كالتوائمِ
يحضن بعضها البعض بدفئ وحنان
تعيش بمحبة ووئام
وتنام ملأ جفونها بسلام
***
وطرقات ضيقةٍ وادعة
عدت أمشيها من جديد
أشمُ فيها عبق الماضي السعيد
ودفء الأمن العتيد
وحرمة الجيرة المصونة
وبساطة الحياة الحنونة
***
وأسواق طاعنة في القدم
تتعانق بمحبة وحنان
يشد بعضها ازر بعض
صاخبة تعج بالحياة
من صناع وتجار وباعة
ما ان تهدأ عند المساء
لتغفو إغفاة قصيرة
الا لتستيقظ فجرأً
بحيويةٍ عفوية ونشاط
***
ونهرٍ مباركٍ ذو ماء عذبٍ رقراق
ترقص الشمس على سطحه بدلال
على ايقاعات النسيم المختال
قضينا فيه صيفاً هنيئاً
سباحة ولهواً بريئاً
***
وزروعٍ خضراء يانعة
وبيادر تنضح بالغلال عامرة
تدرسها جراجر خشبية ضامرة
تئن من دورانها المضني الطويل
تنتظر راحتها وقت الأصيل
تجرها حيوانات وادعة ساهية
بخطىً بطيئة وأبدان واهية
على نغمات انين الجراجر الرتيبة
***
وغاباتٍ ناضرة وادعة
تغفوعلي ضفاف نهرها الخالد
تنشر ظلالها الوارفة
وتشدو بطيورها المترفة
لتشيع الهدوء وتبث الوئام
وتوحي للشعراء بالإلهام
***
ذلك بيت من نور
يعلو على كل القصور
***
بارك الله في القائمين عليه
ورافديه بما يحتاج اليه
***
واتفورد – ضواحي لندن
أيلول 2013
** ذلك موقع بيت الموصل الإكتروني
www.baytalmosul.com
كتبت القصيدة رداً على من وصف بيت الموصل بذي الجدران الناصية