شكرا للاستاذ نايف عبوش لارسال هذه الصورة الرائعة
و هل رأيتم عيوناً أجملُ من عيون بلادي ؟
سالم الحسو
أين مني مجلسٌ هناك على حافَّةِ النهرِ .. ـ
بين الشقائق والورودِ المتدفقةِ سحراً يملكُ القلبَ... ـ
و يثيرُ الشوقَ والحنين ... ، ـ
وهذه الدمعةُ تنسابُ فَرحاً .. وحزناً لاغترابي .. ـ
أنا تائهٌ بزرقةِ نهرِ الزابِ المتمايلِ بين الخضرةِ والرملِ والصَخَر .. ـ
ونسيمٍ عليلٍ يترنَّمُ بعطرِ أزهارِ الربيعِ ...ـ
ورِقَّةِ مياه النهر صافيةً تجري بهدوءٍ تزينهُ زُرقةٌ صامتةٌ
كعينَيّ حسناء تتهادى بين الورود
ـ
وأستيقظُ فجأة من هذا الحلم الجميل على دَويٍّ صاخبٍ غاضبٍ يثير الرعبَ و الموتَ والدمار في ميادين بغداد والموصل والنجف والبصرة و كركوك و كل أرجاء الوطن الجريح .. فيملؤني الحزن واليأس من جديد
و تتلاشى الزهورُ و يتوقف النهر عن الجريان ...ـ
وتتراءى امامي صور الشوارع و الازقةِ المحطمةِ الباكيةِ
على من استشهد او جُرح من أهلنا هناك..ـ
أهكذا نستقبل العيد كل عام ؟ .. من يزرع الموت كل يوم ؟ .. متى يتوقف الجنون والهذيان ؟ .. من أجازَ رُسُلَ التخريب والتحريف أن يعيثوا في البلاد فسادا ودمارا؟
متى تعود الطيور المهاجرة لتنعم بجمال الربيع وسحر الزاب و حنان دجلةَ وكبرياء الفرات ..؟ ،ـ
اسئلة على لسان كل من أحب وطنه وسعى لخيره و خَلاصِهِ من دوامة الرعب المحيطة به .. ، لعل النجاة قريبة و لعل ايام الأمان على الابواب ما دام في القلب حُبٌّ لا يطفئهُ دمارٌ و إن طالْ .. ،ـ
وليسمح لي شاعرنا الكبير معد الجبوري ان اختتم خاطرتي
باقتباس أبياتٍ من من قصيدته الرائعة
ولا يكتسحُ اليباب سواه
ـ مِنْ ألفِ بَطشٍ،ـ ـ منذُ أوَّلِ سُورِ قَهْرٍ،ـ ـ بين أوَّلِ عاشِقَينِ،ـ ـإلى زمَانٍ قد تهاوى فيه،ـ ـ سُورٌ خلفَ سُورِ..ـ ـوالحبُّ مثل البحرِ،ـ ـ سُلطانٌ ـإذا ما امتدَّ،ـ ـيكتسِحُ اليبابَ بمَوجِهِ،ـ ـ في الزَّمهَريرِ،ـ ـ وفي الهَجيرِ..ـ * من قصيدة " ولا يكتسح اليباب سواه" للشاعر الكبير معد الجبوري |