بمناسبة مرور مئة عام
على افتتاح شارع نينوى
ماذا تعرف عن سليمان نظيف بيك؟
(1286-1346هـ \1868-1927م)
ترجمة و اعداد :عمر عبدالغفور القطان
ـ((ترجم هذا المقال عن النص الانكليزي المنشور في الموسوعة الحرة والذي هو مترجم اساسا عن اللغة التركية))ـ
قد يكون الكثير من الموصليين والعراقيين قد سمعوا بهذا الاسم فالرجل تولى ادارة ثلاث ولايات عثمانية هي ما تكون اليوم دولة العراق وهو من قام بإنشاء شارع نينوى في الموصل عام 1914,
يقول المؤرخ سعيد الديوه جي في تاريخ الموصل ج\2 ص 286
(هو اول شارع فتح في الموصل للسيارات والعربات فتحه والي الموصل سليمان نظيف سنة 1914 الى السرجخانه بعرض 20 مترا وأكمله الانكليز بعد احتلال الموصل سنة 1918 وقلصوا عرضه الى 12 مترا وكذلك فتح سليمان نظيف شارع النجفي وأكمل الانكليز الشارع).
فمن هو؟ ، انه سليمان نظيف بيك ابن الوالي الأديب سعيد باشا ، انه شاعر ومؤرخ تركي كبير ، من اهل ديار بكر، عرف بآرائه الحرة ونزعته الدستورية ، ودافع عن الأخوة التركية – العربية . أجاد العربية و الفارسية و الفرنسية اضافة الى اللغة التركية ، ولد سنة 1868 ونشأ في أوروبا ، امه السيدة عائشة ابنة زعيم قبلي في ديار بكر ، شقيقه الاكبر السياسي والشاعر التركي الشهير فايق علي. بدأ تعليمه في ديار بكر في عام 1879،ثم التحق بوالده وأخذ دروسا خاصة منه باللغة الفرنسية كما اخذها عن كاهن ارمني , اقام سليمان عند والده حتى وفاة والده في عام 1892.
عمل سليمان نظيف في العديد من المناصب الادارية في محافظة دياربكر. في عام 1896، تمت ترقيته فنقل للعمل فترة في الموصل.ثم انتقل إلى إسطنبول وذكر هو انه بدأ في كتابة مقالات متعاطفة مع أفكار وأهداف العثمانيين الشباب وضد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني . وقد هرب إلى باريس ، حيث مكث فيها ثمانية أشهر استمر خلالها في إرسال مقالات معارضة الى الصحف التركية .
عند عودته إلى وطنه، اضطر للعمل في وظيفة سكرتير في محافظة بورصا بين 1897 و 1908 ، ثم انتقل سليمان نظيف إلى اسطنبول مرة أخرى، انضم الى حزب الاتحاد والترقي، وعاد للعمل في الصحافة، فشارك في تأسيس صحيفة تسفار - افكار،وعمل جنبا الى جنب مع الصحفي الشهير بايزد توفيق. على الرغم من أن هذه الصحيفة اغلقت بعد فترة وجيزة ، لكنها جعلت منه كاتبا معروفا، وكان قد ساهم في مجلة ثروة المعرفة حتى تم ايقافها من قبل الحكومة العثمانية في عام 1901.
بعد ثورة تركيا الفتاة وبعد استعادة السلطان عبد الحميد الثاني الحكم الملكي الدستوري عام 1908 خدم سليمان نظيف كحاكم لولاية البصرة (1909)، كاستامونو (1910)، طرابزون (1911) الموصل (1913) وبغداد (1914-1915) لكن عهده لم يطل فيها ، إذ قررت الحكومة العثمانية توحيد الإدارتين العسكرية والمدنية وعين والٍ جديد عليها بدلا منه، فترك منصبه في 5 تموز 1915 ، واقفل عائدا إلى اسطنبول ، قرر في عام 1915 أن يترك الخدمة العامة والعودة إلى مهنته الأولى ككاتب.
في 23 \11\1918، نشر نظيف مقالا بعنوان (يوم أسود) نشر في صحيفة Hadisat ادان فيه قوات الاحتلال الفرنسية في اسطنبول. أدى المقال لإصدار حكم بالإعدام رميا عليه بالرصاص بأمر من القائد العام للقوات الفرنسية . ألغي بعدها هذا الحكم، نتيجة لكلمة ألقاها يوم 23 \1\ 1920 في اجتماع لإحياء ذكرى الكاتب الفرنسي بيار لوتي، الذي كان قد عاش فترة من الوقت في اسطنبول، واضطر سليمان نظيف ان يغادر باتجاه المنفى في مالطا اقام فيه حوالي عشرين شهرا، وقال انه كتب رواية كال كال كوبان.
بعد حرب الاستقلال التركية 1919 -1923 ، عاد إلى اسطنبول واستمر في كتابة المقالات التي تنمي الشعور القومي. وقد وضع مؤلفات كثيرة منها : نامق كمال ، فضولي ، فارق عراق ، جالنمش أولكه ، الشاه ناصر الدين والبابيّة ، بطارية أيله آتش ( المدفع والنار) ، تصوير الأفكار، محمد عاكف ، الإحضار، ضياء باشا، اثنين من أصدقاء (ضياء باشا ونامق كمال)// هل هذا عنوان؟، حقيقة الكافرين ، مجاهد المغرب عبد الكريم سجين، لبنان القصر الصيفي، ترجمة رواية بنوا للروائي الفرنسي بيير. كما كتب مقالات كثيرة في مجلة ثروت فنون
تضمن كتابه فراق عراق(Fırâk-ı Irak )(مغادرة العراق) فهو مجموعة من القصص القصيرة والقصائد الشعرية صدر عام 1918 عالج فيه عددا من الموضوعات التي عاشها الكاتب في العراق منها (الام- انا ودجلة –القلب الفضولي – بغداد – البصرة- الاديب احمد راسم بيك - الحسين المظلوم- وموضوعات اخرى)
كانت وفاته في اسطنبول نتيجة اصابته بالالتهاب الرئوي في 4 \1\ 1927، وكانت الصلاة على الجنازة في مسجد آيا صوفيا، دفن في مقبرة الشهداء إديرنكبي. دفن بجانبه صديقه المقرب الشاعر محمد عاكف.
احتفاء بذكراه اقيم له تمثال نصفي في مدينة دياربكر التركية.