الموصل بين مطرقتين
بقلم : المحرر الاعلامي لبيت الموصل
بقلم : المحرر الاعلامي لبيت الموصل
كلما تأملت هذا الذي يجري في الموصل على صعيد الانسان والمجتمع والمؤسسات التراثية، وجدتني امام الصورة الابشع لعملية ذات بعدين ابتدءا مع الاحتلال البغيض سنة 2003م:
اولهما، تجزئة المجتمع العراقي وتشتيت ابنائه وتهيئتهم للدخول في أتون صراعات طائفية ومذهبية وقومية وثانيهما اغتيال التراث العراقي وسرقة آثاره، بيد ان ما جرى ويجري في الموصل، هو الحلقة الاخطر والاقسى في هذا المسلسل الرهيب.
ان ما قام به المسلحون الجدد في الموصل، لم يكن مجرد تخريب للتكوين الاجتماعي لمدينة تآخت فيها كل الاطياف عبر تاريخها الطويل، بل كان عاملا في نزوح معظم سكان المدينة التي يبلغ تعدادها مليوني نسمة وهم في حالة مأساوية ثم اعقب ذلك تهجيرماساوي واقصاء ظالم لابناء الموصل المسيحيين. كما تعرضت الأقليات الأخرى مثل الشبك الى القتل والتهجير ايضا.
لقد فجر المسلحون الطارئون على مدينتنا العزيزة آثارنا ومواضع ذكرياتنا وذكريات آبائنا واجدادنا وانتزعوا منا فعلا قلوبنا واذكوا احزاننا في محاولة لالغاء ذاكرتنا التاريخية ..
لم نكن نتخيل يوما ان يغيب جامع النبي يونس عن المشهد الموصلي ويحرم المسلمون من صلاة الجمعة وصلاة التروايح فيه في شهر رمضان الذي صادف مع الحدث الجلل، وان تاتي عليه يد الهدم والتفجير وان يكون النصيب ذاته لجامع النبي شيت وجامع قضيب البان وجامع النبي جرجيس ومقام يحيى ابي القاسم وحسينية
في حي گوگجلي شرقي الموصل وقبر الشاعر الموصلي الشهير ابي تمام وبقية الرموز التراثية، مثل نصب ملا عثمان الموصلي والسواس ...
ولم نكن نتخيل ان تؤول كنيسة مطرانية السريان الكاثوليك في الموصل والتي يبلغ عمرها أكثر من 1800 سنة الى اعمال التخريب وقد كانت رمزا للاخاء المسيحي الاسلامي منذ نشأتها وعبر عقود واجيال .
ان مدينة الموصل اليوم و مع إطلالة عيد الفطر المبارك، مدينة حزن كبير، وهي تامل الا يصدق ما يشاع من ان اهم رمز آثاري فيها والذي انشيء قبل ما يزيد على تسعمائة عام؛ وهو منارة الجامع الكبير مرشحة للتفجير والهدم .
ولعل من اكثر الامور غرابة ان يقف العالم شبه صامت تجاه هذا الحدث الجلل، إذ لم نسمع من المنظمات والدول الا عبارات تقع في اطار اداء الحد الادنى من الواجب الرسمي، ويكاد يكون رد فعل الحكومة المركزية مخجلا، فلقد شغلتها صراعاتها السياسية فاستنكرت ما حدث على استحياء ولم تقم بواجبها تجاه المهجرين وتركت اهل الموصل في زاوية وحدهم يواجهون قدرهم دون اكتراث، وكانهم هم من سلم المدينة الى المسلحين .. وبدلا من تضميد الجراح راحت الطائرات الحكومية تقصفهم فتقطع عنهم كل خدمة ممكنة من ماء وكهرباء وخدمات وأكثر من ذلك استهدفت بنية المدينة التحتية والمؤسسات مما ادى الى مزيد من الدمار والقتل والجراح.
وقد انعكس هذا الاسى الذي يطبق على قلوب الموصليين داخل المدينة وخارجها في تصريحات وعبارات مؤلمة كتبها موصليون وعراقيون على مواقع متعددة وصل بعضها الى بيت الموصل ومنها ما جاء على لسان موصلي مغترب مكلوم وهو السيد محمود ، حيث قال :
انها كارثة بكل المقاييس. انها بقدر هدم الكعبة في مكة لمن يؤمن، وبقدر ازالة برج ايفيل في باريس لمن لا يؤمن! .. للأسف لا اجيد شخصيا سوى البكاء والولولة بعد معاناة التغرب مايقارب الاربعين سنة. صدقوني مااتذكره من مدينتي هو كل تلك المعالم التي ازيلت الان! يالها من كارثة، وياله من ألم....
***
اولهما، تجزئة المجتمع العراقي وتشتيت ابنائه وتهيئتهم للدخول في أتون صراعات طائفية ومذهبية وقومية وثانيهما اغتيال التراث العراقي وسرقة آثاره، بيد ان ما جرى ويجري في الموصل، هو الحلقة الاخطر والاقسى في هذا المسلسل الرهيب.
ان ما قام به المسلحون الجدد في الموصل، لم يكن مجرد تخريب للتكوين الاجتماعي لمدينة تآخت فيها كل الاطياف عبر تاريخها الطويل، بل كان عاملا في نزوح معظم سكان المدينة التي يبلغ تعدادها مليوني نسمة وهم في حالة مأساوية ثم اعقب ذلك تهجيرماساوي واقصاء ظالم لابناء الموصل المسيحيين. كما تعرضت الأقليات الأخرى مثل الشبك الى القتل والتهجير ايضا.
لقد فجر المسلحون الطارئون على مدينتنا العزيزة آثارنا ومواضع ذكرياتنا وذكريات آبائنا واجدادنا وانتزعوا منا فعلا قلوبنا واذكوا احزاننا في محاولة لالغاء ذاكرتنا التاريخية ..
لم نكن نتخيل يوما ان يغيب جامع النبي يونس عن المشهد الموصلي ويحرم المسلمون من صلاة الجمعة وصلاة التروايح فيه في شهر رمضان الذي صادف مع الحدث الجلل، وان تاتي عليه يد الهدم والتفجير وان يكون النصيب ذاته لجامع النبي شيت وجامع قضيب البان وجامع النبي جرجيس ومقام يحيى ابي القاسم وحسينية
في حي گوگجلي شرقي الموصل وقبر الشاعر الموصلي الشهير ابي تمام وبقية الرموز التراثية، مثل نصب ملا عثمان الموصلي والسواس ...
ولم نكن نتخيل ان تؤول كنيسة مطرانية السريان الكاثوليك في الموصل والتي يبلغ عمرها أكثر من 1800 سنة الى اعمال التخريب وقد كانت رمزا للاخاء المسيحي الاسلامي منذ نشأتها وعبر عقود واجيال .
ان مدينة الموصل اليوم و مع إطلالة عيد الفطر المبارك، مدينة حزن كبير، وهي تامل الا يصدق ما يشاع من ان اهم رمز آثاري فيها والذي انشيء قبل ما يزيد على تسعمائة عام؛ وهو منارة الجامع الكبير مرشحة للتفجير والهدم .
ولعل من اكثر الامور غرابة ان يقف العالم شبه صامت تجاه هذا الحدث الجلل، إذ لم نسمع من المنظمات والدول الا عبارات تقع في اطار اداء الحد الادنى من الواجب الرسمي، ويكاد يكون رد فعل الحكومة المركزية مخجلا، فلقد شغلتها صراعاتها السياسية فاستنكرت ما حدث على استحياء ولم تقم بواجبها تجاه المهجرين وتركت اهل الموصل في زاوية وحدهم يواجهون قدرهم دون اكتراث، وكانهم هم من سلم المدينة الى المسلحين .. وبدلا من تضميد الجراح راحت الطائرات الحكومية تقصفهم فتقطع عنهم كل خدمة ممكنة من ماء وكهرباء وخدمات وأكثر من ذلك استهدفت بنية المدينة التحتية والمؤسسات مما ادى الى مزيد من الدمار والقتل والجراح.
وقد انعكس هذا الاسى الذي يطبق على قلوب الموصليين داخل المدينة وخارجها في تصريحات وعبارات مؤلمة كتبها موصليون وعراقيون على مواقع متعددة وصل بعضها الى بيت الموصل ومنها ما جاء على لسان موصلي مغترب مكلوم وهو السيد محمود ، حيث قال :
انها كارثة بكل المقاييس. انها بقدر هدم الكعبة في مكة لمن يؤمن، وبقدر ازالة برج ايفيل في باريس لمن لا يؤمن! .. للأسف لا اجيد شخصيا سوى البكاء والولولة بعد معاناة التغرب مايقارب الاربعين سنة. صدقوني مااتذكره من مدينتي هو كل تلك المعالم التي ازيلت الان! يالها من كارثة، وياله من ألم....
***
احزان و غضب .. في الموصل الحدباء
مراكز عبادة من جوامع و كنائس و معالم تاريخية.. يتم هدمها بأمر من تنظيم الدولة الأسلامية في الموصل ، وسط حزن و ذهول وسخط و غضب في قلوب اهل الموصل المغلوبين على امرهم . ـ
****
ملاحظة : يدعي تنظيم "الدولة الاسلامية" ان الأسلام يؤكد على هدم الاضرحة "حتى تُسوى بالارض
*
هنالك اجتهادات واراء فقهية لا تتفق مع التسرع في هدم المساجد التي تحتوي قبورا بداخلها : انظر الرابط التالي
حكم هدم الأضرحة والقِباب المبنية على القبور
وقد ورد في المقال النص التالي
والناظر لحال البلادِ التي تنتشرُ فيها تلك القباب والأضرحة يُدرك أن في الاستعجال بهدمها مفاسد عظيمة، فطوائف من الناس متعلقون بها أشدَّ التعلُّق، ويرون تعظيمها من الدين، فهدمها قبل تبيين أمرها سيزيد من التعلُّق بها والتعصب لها
عودة الى الصفحة الرئيسية
مراكز عبادة من جوامع و كنائس و معالم تاريخية.. يتم هدمها بأمر من تنظيم الدولة الأسلامية في الموصل ، وسط حزن و ذهول وسخط و غضب في قلوب اهل الموصل المغلوبين على امرهم . ـ
****
ملاحظة : يدعي تنظيم "الدولة الاسلامية" ان الأسلام يؤكد على هدم الاضرحة "حتى تُسوى بالارض
*
هنالك اجتهادات واراء فقهية لا تتفق مع التسرع في هدم المساجد التي تحتوي قبورا بداخلها : انظر الرابط التالي
حكم هدم الأضرحة والقِباب المبنية على القبور
وقد ورد في المقال النص التالي
والناظر لحال البلادِ التي تنتشرُ فيها تلك القباب والأضرحة يُدرك أن في الاستعجال بهدمها مفاسد عظيمة، فطوائف من الناس متعلقون بها أشدَّ التعلُّق، ويرون تعظيمها من الدين، فهدمها قبل تبيين أمرها سيزيد من التعلُّق بها والتعصب لها
عودة الى الصفحة الرئيسية