فاجع هذا الرحيل
( بكائية عبد الله البدراني )
سيف الدين جميل
( بكائية عبد الله البدراني )
سيف الدين جميل
أيها الباكي ، وعيناكَ اشــتعالُ
تاجُكَ الحزنُ ، وما ترجو مُحالُ
أبطأتْ عبسُ، و ذبيانُ اكْفَهَـرَّتْ
والمدى قَحطٌ ، وما فينا احتِمالُ
ليت خيلَ الموتِ أكْدَتْ في رَحاها
حين دارَتْ ، فتخَطَّـتْكَ النِّبـالُ
فاجِعٌ هذا الرحيلُ المُـرُّ، يُدْمِـي
مُقْلَةَ الروحِ، ولن يُجدي اكتِحالُ
جالَ كَفُّ الموتِ في رَوضِ الأماني
وانتقى الأحلَى فما يُرجى احتيالُ
أشفَقَتْ مِنْ حملِ آلامي القوافي
وشكا الإعياءَ مِن يأسي المَقالُ
إنَّ عبدَ الله ، في عَيْنَيَّ يبكي
مثلما أبكي ، وفي الدمعِ اتصالُ
إنني أبكيهِ ، مِن بين ضلوعي
في دمي أبكي ويُضنيني السؤالُ
كيف أمشي وعلى مَتْنِيَ عِبْءٌ
باذخُ الثقلِ ، تُحاكيهِ الجبالُ
*
كان عبدُ اللهِ مثلي ، يعرُبيًّـا
صادِقَ السَّعْيِ إذا كلَّ الرِّجـالُ
كان يُخفي بينَ جَنبيهِ جِراحاً
ثَبَتَتْ فيها على عُمْقٍ، نِصـالُ
كانَ عبدُ الله حبلَ الوصلِ دوماً
بينَ أصحابٍ ، لَهُمْ فيهِ اكتِمالُ
إنَّ سَهْمَ الموتِ يُردينا ، فنَفْنَى
غيرَ أنَّ الشِّعْرِ يُحيِي، إذ يُقالُ
يذبُلُ الوردُ ، ويبقى منهُ عِطرٌ
رغمَ كُلِّ الموت ، حَيًّا ما يزالُ
**
للعودة إلى الصفحة الرئيسة