ثلاث قصائد للشاعرة الجزائرية
لطيفة حساني
وصلنا من الشاعرة الجزائريه قصائد ثلاث اولاهما تعكس نبضات قلب الشاعرة تجاه الجزائر؛ البلد الحبيب الى القلوب، بلد المليون شهيد وثانيتهما تحمل وجدا وحزنا وحبا، ليحط في سموات بلاد الشام وفي حضن دمشق العزيزة وثالثتهما قصيدة بعنوان وجه من نخيل عقبة الفهري
*********
جزائر الروح
(1)
من قفرة اليأس أو من ديمَةِ الجَلَدِ
إليـك يحملنـي الإخلاصُ يا بـلدي
إليك كلُّ طقوسِ الكونِ تزرعُ بي
حبا سقيته من قلبي و من كبدي
كأنني في كفوف الأرض سنبلةٌ
حباتُها انْبَلَجَتْ من أمنياتِ غدِ
جزائرَ الحُبِّ يا غيما يهدهدني
حلما يسافر بين النار والبرَدِ
إن يغد عشقك نيرانا يُضَرّمُهَا
كيد العدى فأقل يامهجتي اتقدي
ذُبْنا بحبك والتاريخ ســـــيدتي
حتى غدونا بروح دونما جسدِ
أنتِ اخضرارُ حروفِ الوجدِ في شفتي
أنت الجزائر يا أنشودةَ الأبـــــــــــــدِ
للمجد أمٌّ وللــــــــتاريخ مَكْرُمَـــــة
يا جنة زرعت فـي الجَدِّ و الولدِ
*
2
آه ياشام
ياشام ألقيت السلام فرد دمع الياسمين
بصـمته ما فـي كـلامْ
الموت أسرعُ من ردود سلامكمْ
ياعُرْبُ متّم مثلما مات السلامْ
والطفل قبل النوم يسمع قصة الملك
الصغير مسافرا بين الغمامْ
فقد الصباح ضياءه و بهاءه
والعُرْبُ تلعن مايخلفه الظلامْ
كانت كمثل الشام أحلام الصبا
ضوءا يسافر في غد من إبتسامْ
في مثل هذا الموت كان شتاؤنا
الأبديُّ يا أعرابنا كان الختامْ
يا ذاهبا للشرق سلملي على
ماض توَسَّدَ قلبيَ الدامي ونامْ
سلم على كل الزهور وكل
قبر كان بشرى للمحبة والوئام
كان المكان معارجا للحسن
ياجمر الزمان فدع فؤادي في سلام
ياوالدي ماذا نقول إذا سألتَ
عن العروبة والمدائن والحمامْ
أ شام يحدونا الحنين إلى زمان
ليس يعرف مايســـميه الكلامْ
كنا صغارا يا أبي نصغي إليك
لما سردت عن انتماءات الكرامْ
يتأرجحُ القلب المُعَنّى بيـن
تصديق وتكذيب وكلَّ لا يلام
الصبح جاء كمثل قلبي واجما
يحصي شذور الحلم مابين الركامْ
وصبية نامت تؤنّسها الدمى
وصباحها بين المنية والرجام
الأمس يبكي ماتبقى من رجا
أحيا حِماما لا يعادله حـِمام
لاتجرحوا ذكرى الأثير بخافقي
فالطير مشتاق إلى سرب الغمامْ
تغريبتي الأولى تناسى أمسها
قلبي لأبحر في غيابي ألف عام
*
3
وجه من نخيل عقبة الفهري
يازنبق الحبِّ يالحناً يغنيهِ
حرف يبعثر قلبي في معانيهِ
أكلما يَمَّمَ الغِرِّيدُ نحو غد؟
أعاده الأمس والتذكار للتيهِ
مازال لي قَمَرٌ للشدو يعرفني
وللسكوت زمانٌ لست أحصيهِ
من أبجدية سر الماء يحملني
حلم يسافر في أقصى أقاصيهِ
يا ظلهم يامرايا الروح ما غدنا
إلا افتراضٌ غمام الوهم يسقيهِ
انا دموع المدى للحزن خارطة
أوشمعة ذرفت ضوءا تجلّيه
أهديتني زمنا لا شَكْلَ يغمره
وليس يعرف قلبي مايسميهِ
ياشاطئ الصبح لاتجزع فلي قبسٌ
لو ضل قاربنا بالضوء يهديهِ
نخلاتُ عُقبة وجهي من ملامحها
وكيف للرمل أن ينسى أهاليه ؟
.............................
للعودة الى الصفحة الرئيسة