المقاهي وذكرياتها
عبد الجبار الجبوري
عبد الجبار الجبوري
المقاهي اماكن يرتادها الناس لقضاء اوقات جميلة فيها، وخاصة في اوقات العطل الرسمية، ولكل مقهى لها روادها ،فهذه مقهى لعمال البناء، وتلك مقهى للادباء، واخرى للفنانين والصحفيين وهكذا ، وقد خلد الادباء المقاهي التي كانوا يرتادونها، ويعتبرونها بيتهم الثاني ، مثل مقهى ريش التي يرتادها الروائي العالمي نجيب محفوظ ، ومقهى البرلمان او الاداب او الشابندر او حسن عجمي التي خلدها اغلب الادباء والفنانين والصحفيين والمفكرين العراقيين وهكذا بقية المقاهي الاخرى في العالم ، وفيما يخصنا نحن ادباء وفناني ومثقفي وصحفيي نينوى، فكنا نرتاد اكثر من مقهى نجتمع فيها، ونلتقي ايام الجمع ومنها مقهى البجاري قرب المتحف، ومقهى الكرم في المجموعة الثقافية ، والان (مقهى فادي) قرب حديقة الشهداء وصاحبها فادي، وهناك مقاه اخرى ايضا يرتادها الادباء والاعلاميين والمثقفين غير هذه المقاهي، ولكن انا اتحدث عن مقاه ارتادها انا واصدقائي ومنهم الشاعر والناقد والروائي كمال عبد الرحمن والصحفي الرائد صباح الاطرش والشاعر الدكتور فيصل القصيري والدكتور حميد الصوفي والشاعر عمر حماد هلال والاساتذة شامل الشبلي وعصام العبيد والقاص الكبير انور عبد العزيز والقاص عبد المنان اسماعيل والمعتصم عبد الهادي والصحفي فاضل حسكو والدكتور نجمان ياسين والاستاذ عضيد طارق، وحشد كبير من الادباء يجيئون الى المقهى بشكل غير منتظم ، وهكذا اليوم تمثل المقاهي ملاذا حقيقيا للادباء والصحفيين، فعندما يكون فادي في دوامه الرسمي تكون المقهى مغلقة، ونضطر ان نجلس في مقهى الشرق، ولكن لا نستطيع الجلوس فيها اكثر من ساعة، في حين نبقى جالسين في مقهى فادي لساعات طويلة دون ان نشعر بالوقت، لان الراحة الحقيقية هي مقهى فادي ولا نستمتع في غيرها ابدا الا اضطرارا ، وهذا يؤكد التصاقنا بالمكان كمكان يمنحنا الراحة والمتعة معا، انا انظر الى المقهى هي المعادل الموضوعي لحياتي ، حيث امارس مع الاصدقاء لعبة الدومينو ونتحاور في الصحافة والشعر والفن وامور الحياة ..تلك هي مقهى فادي بيتي الثاني التي ارتادها اسبوعيا، والتقي من احب من اصدقائي، وفادي هو صاحب المقهى انيق ونظيف ودمث الاخلاق، لا يوجد ما تريده الا ويحقق لك ما تريد، مثلا تطلب ورقة كلينكس حاضر، تطلب عود لتنضيف الاسنان يجلب لك فورا وتطلب اي نوع من المشروبات الساخنة شاي قهوة حليب وكاكاو ونومي حامض، او تطلب كارت ابو الخمسة او العشرة موجود ، لايوجد شيء تحتاجه الا ويجلبه لك فورا ، اضافة الى روح فادي المرحة الودودة المسالمة، التي لا تعرف غير الحب والتسامح ...المقاهي هي بيت الشاعر والقاص والروائي لانها تعطيه فسحة للتامل والابداع ففي المقاهي حياة كاملة للبشر يجب ان يكتبها الاديب في ادبه ويحول حياة الاخرين الى الورق .............
للعودة إلى الصفحة الرئيسة