حب تحت النار
نصار ألنعيمي
الحرب دمرت منازلهم ، والموت سلب اغلى احبابهم وفرق عوائلهم ولكن الحب لم تنطفئ شعلته ، رغم الفرقة وترك الاحباب والابتعاد الى منفى غير اختياري لكنهم لم يقطعوا الامل في لقاء يجمعهم ويعيد الروح الى الجسد .
جمعهم القدر مرة اخرى ولكن ليس في ضيعتهم ؛ منبع حبهم ولكن في صالة فندق بسيطة في ارض المهجر ، بعد تبادل السلام بين عوائلهم جلسوا كأغراب يتبادلون النظرات بعد اربعِ سنوات عجاف مرت على بلدهما شتت حبهما وفرقتهما عن بعضهما طيلة هذه الأعوام .
كانت امها تجلس قربها وهو جالس على الاريكة المقابلة بقرب اخته التي بقيت له من اصل عائلة من ستةِ افراد اكلت الحرب ثلثيها .
أخذ يترقب اباها وهو يهم بتسلم غرفة فندقية صغيرة تقيهما برد الشتاء بعد أن ضاقت الأنفاس وهي تتضرع الى السماء بحثا عن بصيص امل لحرب احرقت كل شيء.
بادلته نظرات عشق كادت الحرب ان تطفئ نيرانها وهي تتذكر اياما خلت كانا يتبادلان الهمس والفرح في ضوء شمس ساطعة .
اخته قالت لهم : تفضلوا واستريحوا في غرفتنا ريثما تجهز غرفتكم ، نهضت على مضض وهي تحاول ان تتشبث بتلك اللحظات بعد فراق طويل .
امها مشت ثم توقفت وقالت
- اذهبي انتِ يا هدى سأساعد اباكِ ثمّ سألحق بكِ .
مأمون تحرك بعد ان غادرته حبيبته ليقدم المساعدة ويرافق اباها الى الطابق العلوي وبفرح قال :
- اهلا بكم يا عم في مدينة ميرسين التركية الجميلة ...اهلها طيبون ولا يبخلون بالمساعدة وسنقضي أوقاتا طيبة .
أبوها
- يا بنيّ رغم طيبة الناس وتقديمهم للعون ولكن نبقى اغرابا عن بلدنا ونأمل ان يمنِّ الله علينا بعود قريب الى ارض الوطن .
ايام مضت والكل يحاول ان يظهر الفرح على وجهه ويترقب الأحداث ولكن ما زالت الايام تدور والوضع يزداد سوءاً .
ذات مساء تمعن الاب في منظر مأمون وهدى وهما يسترقان النظر الى بعضهما خلسة بين الحين والآخر وأشفق عليهما من طول الانتظار ، كما فكر بصحته التي تزداد سوءا وبعد تفكير عميق صاح
- مأمون وهدى هل انتما مستعدان للزواج في هذه الظروف ؟
ذهل مأمون من سؤال عمه ، اجاب بعد برهة
- نعم .
- وأنتِ يا هدى ، قال الأب ؟
- هدى اجابت بخجل : الامر لك يا أبي .
عندها قال الاب
- غدا نذهب ونعقد القران .
صباحاَ كان الجميع في ابهى حلة لديهم وهموا بالخروج ولكن الاب قال نحتاج الى شهود ؟
رجلان كانا يتبادلان الحديث مع مأمون وهما يمضيان السهرة في صالة الفندق الصغيرة سمعا كلام الرجل الكبير وقال احدهم :
- نحن الشهود يا عم سنذهب معكم ونشهد على عقدِ الِقران.
- عندها سأل الرجل الكبير مأمون من هؤلاء ؟
- مأمون هما شابان عراقيان يعملان في التجارة تعرضا الى تهديدات اجبرتهم الى ترك بلدهم.
ذهب الجميع الى بلدية مدينة ميرسين التركية وعقدوا القران حسب تقاليد الدولة المضيفة لهم .
بعد العودة اقام مأمون حفلا صغيرا حضره أغلب نزلاء الفندق وشاركهما مالك الفندق بتقديم بعض الحلوى وتهيئة فرقة موسيقية للعزف .
مأمون لهدى
- اتمنى ان تفهمي وضعي ، ويوم اكون مالكا للمال فسأقدم لك ما تشائين ويوم تكون الحياة معسرة معنا اتمنى ان تتحمليني .
هدى لمأمون
- علمتني امي وأبي ان نعيش دوما على الحلوةِ والمرة وسأكون عوناَ لك على الدهر مهما حييت .
في ليلة قدح الفرح فيها ، وأضاء سماء الفندق الصغيرة وصنع للعروسين امالا في عيش رغيد وعمر مديد رغم النار التي اطفأها الحب .
للعودة إلى الصفحة الرئيسة
نصار ألنعيمي
الحرب دمرت منازلهم ، والموت سلب اغلى احبابهم وفرق عوائلهم ولكن الحب لم تنطفئ شعلته ، رغم الفرقة وترك الاحباب والابتعاد الى منفى غير اختياري لكنهم لم يقطعوا الامل في لقاء يجمعهم ويعيد الروح الى الجسد .
جمعهم القدر مرة اخرى ولكن ليس في ضيعتهم ؛ منبع حبهم ولكن في صالة فندق بسيطة في ارض المهجر ، بعد تبادل السلام بين عوائلهم جلسوا كأغراب يتبادلون النظرات بعد اربعِ سنوات عجاف مرت على بلدهما شتت حبهما وفرقتهما عن بعضهما طيلة هذه الأعوام .
كانت امها تجلس قربها وهو جالس على الاريكة المقابلة بقرب اخته التي بقيت له من اصل عائلة من ستةِ افراد اكلت الحرب ثلثيها .
أخذ يترقب اباها وهو يهم بتسلم غرفة فندقية صغيرة تقيهما برد الشتاء بعد أن ضاقت الأنفاس وهي تتضرع الى السماء بحثا عن بصيص امل لحرب احرقت كل شيء.
بادلته نظرات عشق كادت الحرب ان تطفئ نيرانها وهي تتذكر اياما خلت كانا يتبادلان الهمس والفرح في ضوء شمس ساطعة .
اخته قالت لهم : تفضلوا واستريحوا في غرفتنا ريثما تجهز غرفتكم ، نهضت على مضض وهي تحاول ان تتشبث بتلك اللحظات بعد فراق طويل .
امها مشت ثم توقفت وقالت
- اذهبي انتِ يا هدى سأساعد اباكِ ثمّ سألحق بكِ .
مأمون تحرك بعد ان غادرته حبيبته ليقدم المساعدة ويرافق اباها الى الطابق العلوي وبفرح قال :
- اهلا بكم يا عم في مدينة ميرسين التركية الجميلة ...اهلها طيبون ولا يبخلون بالمساعدة وسنقضي أوقاتا طيبة .
أبوها
- يا بنيّ رغم طيبة الناس وتقديمهم للعون ولكن نبقى اغرابا عن بلدنا ونأمل ان يمنِّ الله علينا بعود قريب الى ارض الوطن .
ايام مضت والكل يحاول ان يظهر الفرح على وجهه ويترقب الأحداث ولكن ما زالت الايام تدور والوضع يزداد سوءاً .
ذات مساء تمعن الاب في منظر مأمون وهدى وهما يسترقان النظر الى بعضهما خلسة بين الحين والآخر وأشفق عليهما من طول الانتظار ، كما فكر بصحته التي تزداد سوءا وبعد تفكير عميق صاح
- مأمون وهدى هل انتما مستعدان للزواج في هذه الظروف ؟
ذهل مأمون من سؤال عمه ، اجاب بعد برهة
- نعم .
- وأنتِ يا هدى ، قال الأب ؟
- هدى اجابت بخجل : الامر لك يا أبي .
عندها قال الاب
- غدا نذهب ونعقد القران .
صباحاَ كان الجميع في ابهى حلة لديهم وهموا بالخروج ولكن الاب قال نحتاج الى شهود ؟
رجلان كانا يتبادلان الحديث مع مأمون وهما يمضيان السهرة في صالة الفندق الصغيرة سمعا كلام الرجل الكبير وقال احدهم :
- نحن الشهود يا عم سنذهب معكم ونشهد على عقدِ الِقران.
- عندها سأل الرجل الكبير مأمون من هؤلاء ؟
- مأمون هما شابان عراقيان يعملان في التجارة تعرضا الى تهديدات اجبرتهم الى ترك بلدهم.
ذهب الجميع الى بلدية مدينة ميرسين التركية وعقدوا القران حسب تقاليد الدولة المضيفة لهم .
بعد العودة اقام مأمون حفلا صغيرا حضره أغلب نزلاء الفندق وشاركهما مالك الفندق بتقديم بعض الحلوى وتهيئة فرقة موسيقية للعزف .
مأمون لهدى
- اتمنى ان تفهمي وضعي ، ويوم اكون مالكا للمال فسأقدم لك ما تشائين ويوم تكون الحياة معسرة معنا اتمنى ان تتحمليني .
هدى لمأمون
- علمتني امي وأبي ان نعيش دوما على الحلوةِ والمرة وسأكون عوناَ لك على الدهر مهما حييت .
في ليلة قدح الفرح فيها ، وأضاء سماء الفندق الصغيرة وصنع للعروسين امالا في عيش رغيد وعمر مديد رغم النار التي اطفأها الحب .
للعودة إلى الصفحة الرئيسة