ملاعب الطفولة
قصيدة للشاعر الراحل محمد الحَسُّـو
يرسم فيها صور الحنين والشوق لايام الطفولة
و للدار التي ترعرع في ظلالها في مدينة الموصل.ـ
والقصيدة مهداة لكل من رحل عن موطنه و ذاق مرارة البعد والاغتراب.ـ
منطقة او محلة شهرسوق تأخذ اسمها من احد الاسواق القديمة المعروفة بأسم شهرسـوق في مدينة الموصل وهو مُحَرَّف من من اصل الاسم جهار سوق الذي يعني السوق الرابع او المربعة لكونه وسط اربع طرق تؤدي اليه. وعند ما تم شق طريق شارع الفاروق تغيرت ملامح شهرسوق الى محلات ودكاكين على جهتي الشارع وفقد السوق طابعه القديم. ويَجمع سكانَ المنطقة جامعُ شهرسوق او جامع عمر الاسود الذي شيد في عام 1093 هجري. كما تضم محلة شهرسوق اقدم كنيسة تعرف باسم مار بيثون تعود الى القرن الخامس الميلادي ويلاصق
حائط الكنيسة جزءا من جدار الجامع مما يشهد على تعايش الاسلام والمسيحية بأمان وسلام لقرون طويلة. ويقع دار الشاعر بين الجامع والكنيسة وقريبا من بيت اسرة الجليلي العريقة.ـ
___________________________
قصيدة ملاعب الطفولة
يا دارَنا في شَــهرَسُــوقَ تكلمـــي يا مُهـجتي هَلاّ عَرفــتِ فَتـــــــاكِ؟
هل تذكـــرينَ طُــفولَتي وملاعِـبـي؟ هل تذكــرين مســاربي بحِمــــاكِ؟
أيامَ ألـهو في الحِمـــى بطُــفولَتـي و القلــبُ نشــوانُّ بنفحِ شَــــــذاكِ
والغيـدُ تَمـرحُ في الدُروبِ طَلِيــــقةً من كُلِّ ســـاحرةٍ كطــيفِ مَــــلاكِ
هـل كانَ يَعلـــمُ طِـفلُـــــنـا أقــدارَه ُ ومصـــــيرَهُ من بَعـدِ عيـشٍ زاكِ
يا دارَنـا.. لو تعلمــــينَ ببعـضِ ما كَتـبَ الزمــانُ له مِن الأشــــــواكِ
لَوَهَبْتِــهِ دَفــقَ الحَنـــــانِ تَلطُّــــفاً ولكانَ ما قد مَسَّــــــهُ أبكـــــــاكِ
عَـبَرتْ به غِيَرُ الزمانِ عَصُـــــوفةً فإذا به يبـكـي على ذكــــــــــــراكِ
وإذا ذكرتُكِ في الخيــالِ تَصَدَّعـــت ْ كبـدٌ تَـنَــزَّى لوعـَـــــــةً بهَــــــواكِ
لم يبـقَ لـي إلاّ صَــــداك مُرَجَّــعا برحـابِ قلــبٍ عَالـِــــقٍ بـِــــرُؤاكِ
أهـفـو إلى حُلوِ التُـــــــــرابِ بدارنا في السطحِ في الغُرفاتِ في الشُباكِ
يا دارنا أين الطفــولةُ و الصِّبــــــا أين الزهـــورُ تَـفتــحتْ بـذُراك؟
يا زهــرةً نبتـت على درب الهـوى و تنـاثــرت فـي غـمـرة الأشــــواك
يا دارنا في شَــهرســوقَ تحدثـي يا حُـلوتــي هل تذكـــــرينَ فَـتــاكِ؟
أمسـى ضـباباً فوقَ بحـرٍ صَـاخب أو كالســــــحابِ بدورةِ الأفـلاكِ
يا دهرُ.. يا أفلاكْ.. أين طفولتــي؟ صَمَتَ الزمانْ وذاب صوتُ الشاكي
القصيدة مقروءة بصوت الدكتور احمد الحَسُّـو - شقيق الشاعر والفيديو يعرض صور الدار القديمة و يرسم لمحات من آلآم الشاعر وعمق حبه و حنينه لدار الطفولة
-
اقرأ المزيد: موقع الشاعر محمد الحَسُّـو
-
اقرأ المزيد: موقع الشاعر محمد الحَسُّـو