قصيدتان للموصل
د. بشرى البستاني
**
(1)
لماذا تأرقينَ سيدتي وحولك الرجالُ
ينامون برغدْ
**
آه ، كم أصبحتِ بعيدة .ـ
قبلك لم أكن أعرف أن الجغرافية مراوغة
قالت الجغرافيا بحزنِ متهمٍ بريء ..ـ
هو التاريخُ سيدتي
قال التاريخُ ، خطأٌ فادحْ ،ـ
إنها لعبتهم ، حتى لقد تركوني هائما ..ـ
**
يا جميلتي
وراء حزنك يبتكر الزمنُ فُلكينِ
واحدٌ للتوبة وآخرُ للمعصية
ونايٌ يتساءل من حوَّل العجلاتِ قطيعة
وزهرة البيبون قذيفة
والتواصلَ محنة
**
دجلة يخاصر المدى
دجلة الآتي من فردوس الله لفردوس رمالك
يقطفكِ نصفينِ
وسبعةَ أبوابٍ بلا مفاتيح
وسورةَ حبٍّ في حضرة النبوة
أيتها العروش تهدمي
أما سئمت الهجاءْ
(2) ** بيتي تطلع فيه الغزلانْ في الليل وتشتبك الحورياتُ مع الغربانْ ينثال الوردُ الأبيض في الشرفاتْ بيتي تشتعل الأقداحْ بأماسيهِ ويشربُ فيه الشهداءْ نخبَ القتل ونخبَ العدوانْ بيتي أجملُ بيت في الدنيا لكنْ لا أسوارَ تسوِّرهُ فاجتاحتهُ الذؤبانُ سيولٌ شتى ..ـ مطرٌ ، مطر ٌ ، من كلِّ مكانْ في بيتي سنبلةٌ خضراءْ تكبر ُ ، تكبرُ حين تفتِّحُ أعينَها ستطلُّ الألوانُ ..ـ الموصلُ أيقونة حزنٍ تغفو في جرحي وتراود ليلا تأسره الحيرةُ يا دجلتها الباذخ وسط النيرانْ خذني لربيعين ينامان بظل الدوحةِ خذني ،ـ خذني.ـ |