مطلوب حملة دولية لفضح ..
سياسات التهجير والتطهير العرقي والتوزيع الطائفي في العراق
وليد العبيدي
المصدر : الحوار المتمدن - 8-10-2006
أسفرت الفوضى التي اجتاحت بلاد الرافدين منذ الغزو الأمريكي في نيسان 2003 عن الكشف عن سيناريو اللعبة الحقيقية عبر سياسة التطهير الطائفي المقيت، الوجه الآخر لعمليات الابادة الجماعية والعنصرية التي شهدتها البلاد في تاريخها المتقدم والمتأخر. وفي ممارسة ليست جديدة تم استخدام (السيف والخوف) لإلجام الوعي الوطني والرأي الحرّ لمصلحة قوى الظلام والتخلف، في ظل حالة رهيبة من غياب وتغييب العقل والضمير. ان معيارية أية قوة أو سلطة هو فيما تقدمه للانسان والحياة الانسانية وليس بما تجرد منه الانسان وتختزله من الحياة الانسانية. ان الانتلجنسيا العراقية والعربية والعالمية مدعوة للدفاع عن الهوية الرافدينية التعددية الأصيلة لهذه البقعة الجغرافية التي شهدت أحد أقدم صروح الحضارة الانسانية إلى جانب وادي النيل وأثينا والأنكا وغيرها. مدعوة للتساؤل عن مصير الأقوام الأصلية لبلاد الرافدين [الميسوبوتاميا] وسرّ الازاحات الجماعية والتصفيات العرقية المستمرة فيها تحت ستار السلم والحرب وذريعة الدين والسلطة، الدولة والارهاب على قدم سواء. وإذا كان الفكر الانساني يدين مبادئ العنصرية وسياسة التصفية والتطهير العرقي والطائفي [Ginocide] فلماذا جرى السكوت عما حدث ويحدث في أرض الرافدين؟. لقد شرخت هذه السياسات تاريخ الميزوبوتاميا ودمرت مناسيب الحياة فيه حتى جعلت الجحيم على الأرض. أن ما يجري في أعتاب القرن الحادي والعشرين، على مسمع ومرأى من الجميع وتحت أنظار شبكة الاتصالات الفضائية، يحمل جميع المنظمات الدولية والانسانية والثقافية مسؤوليتها إزاء ما يجري. بل أن منظمة الأمم المتحدة ، والحملات الدولية التي انتصرت ضدّ مجازر رواندا وكوسوفو في التسعينيات ودارفور في السنوات الأخيرة تلتزم الصمت المطبق إزاء ما يجري في العراق من تشويه لهوية البلاد وتشريد وتصفية الأقليات العرقية التاريخية التي أسست حضاراته القديمة فانقرض بعضها والبعض الآخر في طريقه للانقراض. ويدخل التطهير الطائفي على مستوى المدن والقصبات العراقية مرحلة دقيقة أخرى من تشويه التاريخ والجغرافيا وتزوير الهوية، التي ضحيتها الانسان والحياة الانسانية المؤجلة في بلاد الرافدين منذ سنين. ان قدر العراق الحديث منقسم بين ثلاث سياسات رئيسة مستمرة: التصفيات الجسدية والعرقية، حملات الهجرة الفردية والجماعية، برامج التطهير والتوزيع العرقي والطائفي المستمرة، ان اليأس هو لسان حال العراقيين في ظلّ استفرادهم أمام الغزاة، فهل ذلك هو ديدن الرأي العام العالمي ومؤسساته الدولية؟!.
*
الصفحة الرئيسية
سياسات التهجير والتطهير العرقي والتوزيع الطائفي في العراق
وليد العبيدي
المصدر : الحوار المتمدن - 8-10-2006
أسفرت الفوضى التي اجتاحت بلاد الرافدين منذ الغزو الأمريكي في نيسان 2003 عن الكشف عن سيناريو اللعبة الحقيقية عبر سياسة التطهير الطائفي المقيت، الوجه الآخر لعمليات الابادة الجماعية والعنصرية التي شهدتها البلاد في تاريخها المتقدم والمتأخر. وفي ممارسة ليست جديدة تم استخدام (السيف والخوف) لإلجام الوعي الوطني والرأي الحرّ لمصلحة قوى الظلام والتخلف، في ظل حالة رهيبة من غياب وتغييب العقل والضمير. ان معيارية أية قوة أو سلطة هو فيما تقدمه للانسان والحياة الانسانية وليس بما تجرد منه الانسان وتختزله من الحياة الانسانية. ان الانتلجنسيا العراقية والعربية والعالمية مدعوة للدفاع عن الهوية الرافدينية التعددية الأصيلة لهذه البقعة الجغرافية التي شهدت أحد أقدم صروح الحضارة الانسانية إلى جانب وادي النيل وأثينا والأنكا وغيرها. مدعوة للتساؤل عن مصير الأقوام الأصلية لبلاد الرافدين [الميسوبوتاميا] وسرّ الازاحات الجماعية والتصفيات العرقية المستمرة فيها تحت ستار السلم والحرب وذريعة الدين والسلطة، الدولة والارهاب على قدم سواء. وإذا كان الفكر الانساني يدين مبادئ العنصرية وسياسة التصفية والتطهير العرقي والطائفي [Ginocide] فلماذا جرى السكوت عما حدث ويحدث في أرض الرافدين؟. لقد شرخت هذه السياسات تاريخ الميزوبوتاميا ودمرت مناسيب الحياة فيه حتى جعلت الجحيم على الأرض. أن ما يجري في أعتاب القرن الحادي والعشرين، على مسمع ومرأى من الجميع وتحت أنظار شبكة الاتصالات الفضائية، يحمل جميع المنظمات الدولية والانسانية والثقافية مسؤوليتها إزاء ما يجري. بل أن منظمة الأمم المتحدة ، والحملات الدولية التي انتصرت ضدّ مجازر رواندا وكوسوفو في التسعينيات ودارفور في السنوات الأخيرة تلتزم الصمت المطبق إزاء ما يجري في العراق من تشويه لهوية البلاد وتشريد وتصفية الأقليات العرقية التاريخية التي أسست حضاراته القديمة فانقرض بعضها والبعض الآخر في طريقه للانقراض. ويدخل التطهير الطائفي على مستوى المدن والقصبات العراقية مرحلة دقيقة أخرى من تشويه التاريخ والجغرافيا وتزوير الهوية، التي ضحيتها الانسان والحياة الانسانية المؤجلة في بلاد الرافدين منذ سنين. ان قدر العراق الحديث منقسم بين ثلاث سياسات رئيسة مستمرة: التصفيات الجسدية والعرقية، حملات الهجرة الفردية والجماعية، برامج التطهير والتوزيع العرقي والطائفي المستمرة، ان اليأس هو لسان حال العراقيين في ظلّ استفرادهم أمام الغزاة، فهل ذلك هو ديدن الرأي العام العالمي ومؤسساته الدولية؟!.
*
الصفحة الرئيسية