لمحة عن طبقات الشعراء في تراثنا العربي
أحمد معد
العرب أمة شعر وبيان، وقديما قالوا: (الشعر ديوان العرب) وصنفوا الشعراء حسب إبداعهم ومكانتهم إلى طبقات، فظهر أكثر من كتاب في تراثنا تحت عنوان (طبقات الشعراء) لأكثر من مؤلف، أشهرهم: ابن سلام الجمحي، وابن المعتز، وابن قتيبة. وقد اخترت هنا لمحة من الطبقات التي أشار إليها الباحثون العرب فصنفوا الشعراء إلى أربعة أصناف:
* فمما أشار إليه الجاحظ في البيان والتبيين أن الشعراء أربعة:
1- الفحل الخنذيذ، ( والخنذيذ هو التام المُجيد )
2- الشَّاعرُ المُفْلِقُ ( وهو المبدع الذي يأتي بالغرائب )
3- الشاعرُ ( فقط )
4- الشُّعْرُور
* أما أبو منصور محمد بن سهل بن المَرْزُبان الكرخي (ت نحو 330 هـ) فقد قال:
الشـعراءُ ، فاعْلَمَـنَّ ، أربعَـهْ
فشـاعرٌ يجري، و لا يُجرَى مَعَهْ
وشاعرٌ ، يُنشِدُ وَسْطَ المَعمَعَهْ
وشـاعرٌ ، مِن حَقِّهِ أنْ تَسمَعَهْ
وشـاعرٌ ، مِن حَقِّهِ أن تَصـفَعَهْ
* وفي الرواية التالية التي نقلناها لكم من كتب التراث حول تفنن عدد من فحول الشعراء في الألفاظ، نجد أن الشعراء في هذا الميدان هم أربعة أيضا:
قال الثعالبي: قال لي سهل بن المرزبان يوما: إن من الشعراء من شَلْشَل، ومنهم من سَلْسَل، ومنهم من قَلْقَل. فبَلْبِلْ أنت.
يريد بمن شلشل: الأعشى في قوله:
وقد أروح إلى الحانوت يتبعني ... شاوٍ مِشَلٌّ شَلولٌ شُلْشُلٌ شَوِلُ
وبمن سلسل: مسلم بن الوليد في قوله:
سُلَّتْ وسُلَّتْ ثم سُلَّ سَليلها ... فأتى سَليلُ سَليلِها مَسْلولا
وبمن قلقل: المتنبي في قوله:
فقَلْقَلْتُ بالهمِّ الذي قَلْقَل الحَشا ... قَلاقل عِيسٍ كلُّهُنَّ قَلاقِلُ
فقلت أخشى أن أكون رابع الشعراء (ويقصد الشعرور أو الذي يُصفَع)
ثم إنه قال بعد ذلك بحين:
وإذا البلابلُ أفصحَتْ بلُغاتِها ... فانْفِ البلابلَ باحتِساءِ بَلابِلِ
فكان، وقد بَلْبَلَ، رابعَ ثلاثة لهم القدَمُ الثابتة في الشعر، نعني الأعشى، ومسلم بن الوليد، والمتنبي.
للعودة إلى الصفحة الرئيسة