محتويات مدونة الاستاذ الدكتور رياض حامد الدباغ
شجرة الداماس ما لها وماعليها الاستاذ الدكتور رياض حامد الدباغ مستشار – جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا كتب محرر ملف علوم في بيت الموصل يقول:ه
لا يحتاج العراق اليوم شيئاً قدر حاجته الى ان تستعيد الزراعة والبيئة عافيتهما بعد ما اصابهما من خراب جراء حروب اتت على الاخضر واليابس خلال سنوات طويلة عجاف . وتأتي كتابات الاستاذ الدكتور رياض الدباغ التي دأب على نشرها بين آونة واخرى غنية وعلمية وذات اهمية سنتولى نشرها اولا باول.ه في مقاله الذي خص به هذه الصفحة في موقعنا يتحدث مشكورا عن شجرة تكثر زراعتها في بلدان الخليج العربي والعراق وفي بلاد اخرى ، وقد احدثت هذه الشجرة المعروفة بسرعة انتشارها، جدلا بين من يقول انها مفيدة للارض وبين من يرى عكس ذلك تماما ويطالب باقتلاعها..ه انها شجرة الداماس التي يقول الدكتور رياض عنها :ه كثر الحديث عن شجرة الداماس، فالبعض يقول انها ضارة والبعض الاخر يؤكد فائدتها، والبعض يطالب بقلعها نهائيا وآخرون يطلبون التوسع في زراعتها ولكل وجهة نظر نحترمها.ه وحيث ان لكل شيئ في الحياة وجهان احدهما مضيئ والاخر معتم فلشجرة الداماس ايضا محاسنها ومساوؤه، وسنستعرض فوائدها ومساوئها تفصيلا ليستفيد منها القراء الاعزاء والمهتمون بهذه الشجر وصف عام لشجرة الداماس تنتمي شجرة الداماس إلى جنس الكونوكاربس ، وهي من الأشجار الدائمة الخضرة ، من ذوات الفلقتين كثيرة التفرع ، وقد يصل ارتفاعها إلى عشرين مترا ، وتتميز بطراوة أغصانها ذات اللون الأخضر أو اللون الأحمر. تكون أوراقها متبادلة ، قصيرة الأعناق ، رمحية الشكل، أما حافات الأوراق فتكون مستوية، في حين تكون قمتها حادة، وتتعرق ريشيا. أما النورات الزهرية فتكون ابطية ، أو طرفية ، وهي بيضاء اللون مائلة إلى الخضرة، وأحيانا تكون خضراء داكنة اللون. وتكون ثمارها مخروطية الشكل وتعود تسمية النبات في الأصل إلى الشكل المخروطي للثمرة ، وكذلك يطلق عليها اسم شجرة الدلب الغربي، علما أنها تنمو في مناطق كثيرة من المعمورة، ومنها أميركا الوسطى والجنوبية، وغرب أفريقيا الاستوائية، وجنوب ولاية فلوريدا، وهاواي، والهند، وباكستان ودول الخليج العربية كالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وغيرها. وأنها توفّر الغذاء والمأوى لمجموعة متنوّعة من الحيوانات، كما أن لها القدرة على مقاومة عوامل تعرية التربة والكثبان الرملية بكل كفاءة؛ لذا تُستخدم هذه الأشجار لردع الزحف الصحراوي، وتُستخدم كذلك كنباتات زينة على نطاق واسع.ه أصل أشجار الداماس أن اصل أشجار الداماس هو شواطئ وانهار الصومال وجيبوتي واليمن. فاليمنيون يسمونها (الداماس)، والخليجيون يسمونها (الدمس)، والصوماليون يسمونها (الغلاب)، وليس له اسم شائع في اللغة الانجليزية ه، لذا فان التسمية العربية الصحيحة ينبغي ان تكون يمنية اللفظ والنطق.ه ظروف وطريقة نمو اشجار الداماس لهذا النبات القدرة على النمو السريع ، ولا يضاهيه نبات آخر في سرعة النمو ، وخصوصا في المناطق الحارة، وله قدرات فائقة في مقاومة ملوحة التربة، وتتحمل الظروف الجوية القاسية ، لكن مقاومته للجفاف تعد نسبية ، لذا تراه ينمو ببطء حينما لا تتوفر له مياه السقي ، أما إذا خضع للعناية وسقي بشكل منتظم ، فانه يستمر بالنمو مكونا سيقانا مستقيمة ، وربما يصل طولها إلى (12) مترا ، بقطر (15) سنتمترا ، خلال سنوات ، وبخاصة عندما يزرع في مسافات متباعدة نوعا ما ، بحيث تتراوح بين متر ونصف إلى مترين، وبخلاف ذلك فان المنافسة ستكون شديدة بين المجاميع الجذرية، وينمو الداماس في ظروف الحرارة العالية، وله القدرة الكبيرة على تحمل الجفاف بعد اكتسابه درجة الثبات في التربة ، وهو من النباتات التي يمكن زراعتها في الصحاري ذات الأمطار الشحيحة ، ويتصف أيضا بقابليته على تحمل الغمر في المياه ، ومقاومته التربة المالحة.ه إن عدة دول كالامارات العربية المتحدة و كالسعودية والعراق واليمن وباكستان والولايات المتحدة الأميركية والمكسيك وكوبا وغيرها قامت بزراعة أشجار الداماس على نطاق شاسع لأسباب مختلفة، أهمها قلة حساسية السكان لحبوب لقاحها، ومتانة أخشابها، وتحمّل هذه الأشجار الكبير للظروف المناخية الصعبة، لاسيّما ملوحة التربة والجفاف والحرارة، كذلك تتحمّل أشجار الداماس العوامل الحيوية كالبكتريا والحشرات وغيرها، وتُستخدم على نطاق واسع كذلك لتظليل الحدائق والشوارع ومواقف السيارات، كما يُعدّ خشبها مثالياً لبناء المنازل والسياج والأسوار والباحات والأسطح السيارات ، وقد ساعدت قوة تكّيف هذه الأشجار مع الرياح على جعلها المادة المثالية لبناء مصدّات الرياح وحواجزها.ه وتسهم زراعة أشجار الداماس في المناطق الصحراوية القاحلة بطريقة فعالة في صدّ الزحف الصحراوي كالحزام التي تنوي عددا م الدول الافريقية اقامته للحد من الزحف الصحراوي، وبالتالي ستسهم في جهود تشجير الكثبان للتخفيف من تأثير تغيّر المناخ في الأراضي الصحراوية.ه مجالات الاستفادة من زراعة اشجار الداماس اولا : الفوائد ه 1. يمكن استخدام اشجار الداماس على نطاق واسع كنبات زينة في واجهات المنازل والمجمعات السكنية ، لما يمتلكه من مزايا فريدة في التشكيل والتمظهر بإشكال مختلفة.ه ه2. يعد من نباتات الظل بسبب تشابك فروعة الكثيفة ، ويمكن الاستفادة من تحمله الظروف الجوية القاسية كمصدات للرياح.هه ه3. يساعد على تثبيت شواطئ الأنهار ومنعها من الانهيار والتآكل ، ويساعد أيضا في تثبيت رمال الصحراء بسبب كثافة جذوره.ه ه4. تعد فروعة الطرية من الأعلاف الحيوانية وبخاصة للماعز والإبل ، على الرغم من احتواءه على مادة (التانيين) القابضة.ه ه5. وفيما يتعلق بالخصائص الطبية للشجرة قال بلومولد في بحثة إن مُستخلص أوراق نبات الداماس القابل للذوبان في بعض البلدان يستخدم كنوع من أنواع العلاج الشعبي لعلاج فقر الدم والإسهال والحمى، وقد أظهرت دراسات بيوكيميائية أن لحاء شجر الداماس وأوراقها غنية بنسب مرتفعة من العفص (مادة نباتية) والمواد المضادة للأكسدة المستخدَمة لعلاج نزيف اللثة والنزيف المهبلي وتقرحات الجلد ، ومؤخراً تم تقييم كفاءة المذيبات العضوية المستخلصة من أجزاء مختلفة من نبات الداماس – المزروع في منطقة الطائف في المملكة العربية السعودية – كمركبات مضادة للأكسدة ومضادة للسرطان .ههه ه6. يمكن استخدام جذوعه المتينة لإنتاج الخشب ثانيا : الأضرار العامة تميل جذور النبات إلى النمو الأفقي الكثيف ، ولا تتعمق كثيرا في نموها الوتدي ، ما يسبب في اختراق أنابيب المياه العذبة ، ومواسير الصرف الصحي ، والقابلوات الكهربائية والهاتفية ، واختراق الصخور والخراسانات المسلحة ، بحثا عن المياه.ه ونتيجة لانتشار جذورها وتمددها بشكل أفقي على مساحات واسعة ، فانه ليس من المناسب زراعة نباتات أخرى بقربها.هه المشاكل التي تعاني منها دولة الامارات العربية المتحدة من الزراعة الكثيفة لهذه الشجرة:ه تعتبر المشكلة الرئيسية هي ان جذور هذه الاشجار صغيرة جدا وناعمة ولذا فهي تدخل في فتحات انابيب السقي المدفونة في التربة وتعمل على سدها وبذلك يتوقف الري وهذا يتطلب قلع منظومة الري واستبدالها بمنظومة جديدة. اضافة الى التساقط المستمر لاوراق الشجرة واثمارها وبشكل كبير وطيلة ايام السنة. والذي يؤدي الى تراكم الاوساخ في الشوارع وعلى الارصفة وعلى التربة. لهذه الاسباب تحاول بلدية دبي وبلدية الشارقة التخلص نهائيا من هذه الاشجار وقلعها واستبدالها باخرى ملاحظة: جزء من هذه المقالة منشور في جريدة الخليج الإمارتية بتاريخ 12/6/2013 في ضوء مقابلة اجريت مع الكاتب.ه للعودة للصفحة الرئيسة |
الأستاذ الدكتور
|