ملحق : قصص الروائية غادة صديق رسول
روابط نقدية:ـ
غادة صديق رسول في رواية بياض الليل..سواد النهار
أطروحة الحب وفانتازيا الوجود
أنور عبدالعزيز
غادة صديق رسول قاصة وروائية موصلية
مدونة ا.د. ابراهيم العلاف
غادة صديق رسول تحتفي بالموت كالحياة
المدينة لا تخفي أسرارها
بقلم سعد الدين خضر
جريدة الزمان
**
مقتطفات مختارة
1
نص من مجموعة : رمادية
حملتني قدماي إلى الأحياء القديمة التي شهدت أيام الطفولة البيضاء. قطعت رصيف شارع رأس الكور المتعرج بخطاي المتمهلة التي يفقدها الخوف اتجاهات الأمان على القدمين ذاتهما اللتين طالما سرت بهما قفزًا فرحًا كأني ألاحق سرب فراشات من ضوء سحري لم يبصره بشر قبلي، نفقد حين نكبر أنفسنا فلا نعود نحن، فلا عجب أن تنكرنا المدن والأرصفة، حين ننكر أنفسنا للوهلة الأولى أمام مرآة الأعوام الرمادية"، وتقول: "كل شيء تغير، فلم تعد الأيام تبدو جميلة أو حميمية".
2
نص من رواية الموت للحياة
الاشجار لا تنمو في العتمة، والأرض الحكيمة قد ترضى بأن تربي الفاضل والداعر، البطل والخائن، لحكمة تعرفها هي وخالقها، لكنها بالتأكيد تذوي حين تكون الشاهد الخالد قرناً بعد آخر، على احتضار البراءة، واغتيال الطيبة في مهدها. الأغبياء فقط من يصدقون أن جلالة أمنا الأرض صامتة، وقلة يشعرون فيفهمون، أن لها قوة تحمل تفوق قوة تحمل أغلب المخلوقات، وأنها تعلن عن احتجاجها معربة عن قنوطها بطرق أخرى، فتتعاون معها السماء التي طالما عانقتها، وكل أبنائها من الزهر والشجر. أي كارثة تقع حين يقل سخاء الأرض، فتخفي جواهرها النادرة وتحرمنا أشياءها الأثيرة التي تعد على عدد أصابع اليد، يقال إن ثمة سبع أعاجيب، لكن لم يتم الإعلان حتى الآن عن المحلات السبعة العجيبة التي لا تزال تملك شيئاً من السحر، لم يبدده الظلم والوجع بعد ملايين السنين، التي تحملت فيها الأرض ويلات بني آدم وجرائمهم التي لا يخفونها إلا بين جسدها الترابي!
كل أبناء وبنات محلة رأس الكور كانوا يهمسون لبعضهم بعضاً، في تكتلاتهم الصغيرة، منكرين، متعجبين، وأعينهم مفتوحة على وسعها، وقلوبهم لا تريد التصديق، يرفعون أصواتهم بالحديث عن هذا الأمر بينهم، ويتحاشون ذكره بين الغرباء. كانوا يشبهون في خيبتهم، مجموعة من الأطفال عرفوا ليلة العيد أن العيد لن يأتي أبداً! وحتى إن غابت الأعياد فكيف تغادر الأرض موطنها؟ كيف فات كل هؤلاء البشر القاطنين وآبائهم وأجدادهم في هذا المكان، بأن الأرض ترحل على طريقتها؟
***
الصفحة الرئيسة
روابط نقدية:ـ
غادة صديق رسول في رواية بياض الليل..سواد النهار
أطروحة الحب وفانتازيا الوجود
أنور عبدالعزيز
غادة صديق رسول قاصة وروائية موصلية
مدونة ا.د. ابراهيم العلاف
غادة صديق رسول تحتفي بالموت كالحياة
المدينة لا تخفي أسرارها
بقلم سعد الدين خضر
جريدة الزمان
**
مقتطفات مختارة
1
نص من مجموعة : رمادية
حملتني قدماي إلى الأحياء القديمة التي شهدت أيام الطفولة البيضاء. قطعت رصيف شارع رأس الكور المتعرج بخطاي المتمهلة التي يفقدها الخوف اتجاهات الأمان على القدمين ذاتهما اللتين طالما سرت بهما قفزًا فرحًا كأني ألاحق سرب فراشات من ضوء سحري لم يبصره بشر قبلي، نفقد حين نكبر أنفسنا فلا نعود نحن، فلا عجب أن تنكرنا المدن والأرصفة، حين ننكر أنفسنا للوهلة الأولى أمام مرآة الأعوام الرمادية"، وتقول: "كل شيء تغير، فلم تعد الأيام تبدو جميلة أو حميمية".
2
نص من رواية الموت للحياة
الاشجار لا تنمو في العتمة، والأرض الحكيمة قد ترضى بأن تربي الفاضل والداعر، البطل والخائن، لحكمة تعرفها هي وخالقها، لكنها بالتأكيد تذوي حين تكون الشاهد الخالد قرناً بعد آخر، على احتضار البراءة، واغتيال الطيبة في مهدها. الأغبياء فقط من يصدقون أن جلالة أمنا الأرض صامتة، وقلة يشعرون فيفهمون، أن لها قوة تحمل تفوق قوة تحمل أغلب المخلوقات، وأنها تعلن عن احتجاجها معربة عن قنوطها بطرق أخرى، فتتعاون معها السماء التي طالما عانقتها، وكل أبنائها من الزهر والشجر. أي كارثة تقع حين يقل سخاء الأرض، فتخفي جواهرها النادرة وتحرمنا أشياءها الأثيرة التي تعد على عدد أصابع اليد، يقال إن ثمة سبع أعاجيب، لكن لم يتم الإعلان حتى الآن عن المحلات السبعة العجيبة التي لا تزال تملك شيئاً من السحر، لم يبدده الظلم والوجع بعد ملايين السنين، التي تحملت فيها الأرض ويلات بني آدم وجرائمهم التي لا يخفونها إلا بين جسدها الترابي!
كل أبناء وبنات محلة رأس الكور كانوا يهمسون لبعضهم بعضاً، في تكتلاتهم الصغيرة، منكرين، متعجبين، وأعينهم مفتوحة على وسعها، وقلوبهم لا تريد التصديق، يرفعون أصواتهم بالحديث عن هذا الأمر بينهم، ويتحاشون ذكره بين الغرباء. كانوا يشبهون في خيبتهم، مجموعة من الأطفال عرفوا ليلة العيد أن العيد لن يأتي أبداً! وحتى إن غابت الأعياد فكيف تغادر الأرض موطنها؟ كيف فات كل هؤلاء البشر القاطنين وآبائهم وأجدادهم في هذا المكان، بأن الأرض ترحل على طريقتها؟
***
الصفحة الرئيسة