إسهامات العالم العربي والإسلامي في علم الفلك في فترة القرون الوسطى
حوار العلماء - برنامج يتحاور فيه الأستاذ الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، مع أحد العلماء حول إسهامات علمية وفكرية. هذه الحلقة مع الدكتور جورج صليبا ؛ الأستاذ بجامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، حول اكتشافات وإسهامات العالم العربي والإسلامي في علم الفلك في فترة القرون الوسطى قبيل النهضة الأوروبية. و عن علم الكوزمولوجيا . البرنامج من إنتاج إدارة الأستوديو بمكتبة الإسكندرية عام2011،ـ
حوار العلماء - برنامج يتحاور فيه الأستاذ الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، مع أحد العلماء حول إسهامات علمية وفكرية. هذه الحلقة مع الدكتور جورج صليبا ؛ الأستاذ بجامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، حول اكتشافات وإسهامات العالم العربي والإسلامي في علم الفلك في فترة القرون الوسطى قبيل النهضة الأوروبية. و عن علم الكوزمولوجيا . البرنامج من إنتاج إدارة الأستوديو بمكتبة الإسكندرية عام2011،ـ
الجزء الأول
الجزء الثاني
|
أستاذ بجامعة كولومبيا في مؤتمر الجمعية الدولية للقباب السماوية
جورج صليبا: حسابات العرب الفلكية أدق من اليونانية المصدر : جريدة الاتحاد ألقى الدكتور جورج صليبا أستاذ العلوم العربية والإسلامية بجامعة كولومبيا، محاضرة بعنوان “الفلك العربي الإسلامي من المنظور الأوروبي وتعدد الثقافات”، وذلك في إطار سلسلة محاضرات المؤتمر العشرين للجمعية الدولية للقباب السماوية، والذي نظمته مكتبة الإسكندرية تحت عنوان “الإسكندرية مهد علم الفلك”.ـ وقال الدكتور جورج صليبا إن المخطوطات العلمية والشواهد التاريخية تثبت بطريقة علمية مسندة أن العلماء العرب والمسلمين لم يبنوا نظرياتهم في علم الفلك على النظريات اليونانية، ولكنهم جددوا معايير الفلك، وقدموا حسابات أكثر دقة من الحسابات اليونانية، وهي الحسابات التي تستخدم حتى يومنا هذا، بل وقاموا بتحديد نواقص النظريات اليونانية وقدموا نقد للنظريات القديمة وصححوا الخاطئ منها.ـ وأكد أن النهضة الأوروبية لم تأت من فراغ، وأن العالم يدين للعلماء العرب والمسلمين بالفضل في التوصل إلى النهضة العلمية، فالإسهامات العربية والإسلامية في علوم الفلك قدمت لعلماء العالم منهج علمي سليم وحسابات دقيقة وضعها علماء مثل ابن الشاطر والطوسي، وهي الحسابات والنظريات التي ساهمت في النهضة الأوروبية، ومثلت استمرارية للفكر العلمي العربي الإسلامي الذي ربط بين المشاهدة والملاحظة والقياس.ـ وأوضح صليبا أن مصطلح العلم العربي الإسلامي لا يعني أن الإسهامات العلمية اقتصرت على العلماء العرب والمسلمين فقط، ولكنها ضمت مشاركات من علماء تجمعوا في إمبراطورية عظيمة ضمت العرب وغير العرب والمسلمين وغير المسلمين وأوجدت ثقافة كوزموبوليتانية من الصعب تحديدها. وأشار إلى أن مصطلح العلم العربي والإسلامي يأتي من فكرة أن معظم الإسهامات العلمية جاءت انطلاقاً من انتشار الثقافة الإسلامية والحاجة التي أوجدتها تلك الثقافة لتطوير نظريات علمية تتوافق مع متطلباتها، كما أن معظم النظريات العلمية كتبت باللغة العربية.ـ |
وأكد صليبا أنه لا يمكن أن نقول إن العلم محدد وخال من الثقافات، فعند انتقال العلم بين الحدود فإنه يتأثر بالثقافة التي يدخل عليها أو يقوم بتحويل الثقافة نفسها فمن الممكن أن تقوم الثقافة بتطويع العلم لخدمة احتياجاتها، والعكس صحيح. وأشار إلى أن الدليل على ذلك هو مدى اهتمام الدين الإسلامي بالعلم، وكيف أن متطلبات الدين الإسلامي قد أدت بالعلماء إلى استكشاف نظريات علمية جديدة ساهمت بشكل كبير في إرساء قواعد علم الفلك.
وقال إن أول ما قام به علماء المسلمين لخدمة الإسلام هو محاولة إيجاد طريقة علمية جديدة لحساب توقيت الصلاة الوسطى (صلاة العصر) والتي كان يعتقد أنها تبدأ بظهور ظل الإنسان على الأرض بنفس طوله إلى أن يتحول الظل إلى ضعف طول الإنسان، وقد أدت الحسابات والنظريات المبدئية للعلماء المسلمين إلى تطويرهم لحساب المثلثات واثبات تغير حركة النجوم الثابتة وحساب محور الأرض.
وأشار إلى أن العلماء توصلوا إلى تلك النظريات بعد اكتشاف الأخطاء الكبيرة في الحسابات اليونانية وخاصة نظرية بطليموس حول تغير حركة النجوم الثابتة وحساب محور الأرض، حيث اثبتوا أن حركة الكواكب تكون بدرجة واحدة فقط كل 70 عاما وهو ما يتعارض مع نظرية بطليموس أن الحركة تتم كل 100 عام.
وأضاف أن العلماء المسلمين قاموا بملاحظة الأخطاء الكتابية عند ترجمة النظريات اليونانية إلى العربية، وساهم العالم الحجاج بن يوسف في إعادة كتابة النظريات إلى العربية بالحسابات السليمة. وأشار إلى أن العلماء المسلمين قاموا بحساب اتجاه القبلة وكتابة خرائط جديدة بها أمثلة مختلفة للقياس بحيث تكون مكة هي محور الأرض، وكانوا أول من يراعي أهمية تناغم الحسابات الرياضية والفيزيائية في نظرياتهم وهي طريقة لم تعتمد عليها الحسابات اليونانية من قبل.
وقدم صليبا عددا من الأدلة العلمية التي تثبت أن علماء النهضة الأوروبية قد اعتمدوا على الإسهام العربي والإسلامي في العلوم لتقديم نظريات قام علماء المسلمين بإثباتها قبلهم بأكثر من 200 عام. وأشار إلى أن عالم الفلك البولندي كوبرنيكوس قد اعتمد على نظريات الازدواجية للطوسي، بل وانه قام بنقل خاطئ لحروف النظرية بعد الخلط بين حرف الزين وحرف الفاء، وترجمته إلى حرف الـ F باللغة الإنجليزية بدلاً من حرف الـ Z.
وفي سياق متصل، أثبت صليبا أن العالم الشهير جاليليو، عالم الفلك والفيلسوف والفيزيائي الإيطالي، اعتمد على نظريات الطوسي في العمليات الحسابية لحساب مركز الأرض من الشمس. وأشار إلى أن معظم الكتابات الأولية لجاليليو والتي تناقش مشكلة الحركة تعتمد على نظريات كوبرنيكوس القائمة على نظرات الطوسي والخوارزمي، كما استخدم فيها الكسور العشرية التي تواجدت في العالم الإسلامي في القرن العاشر الميلادي، بالرغم من تشكيك البعض في اعتماد جاليليو عليها.
يذكر أن جورج صليبا هو لبناني الأصل ومقيم بالولايات المتحدة الأميركية، وهو أستاذ للعلوم العربية والإسلامية في جامعة كولومبيا، نيويورك، بالولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1979، وله عدة كتب وأبحاث حول تاريخ العلم العربي. حصل صليبا على درجة الماجستير في اللغات الشرقية والعلوم الإسلامية من جامعة كاليفورنيا، وحصد العديد من الجوائز، منها جائزة تاريخ العلوم من أكاديمية العالم الثالث للعلوم في عام 1993، وجائزة تاريخ الفلك في عام 1996 من مؤسسة الكويت لتنمية العلوم.
المصدر : جريدة الاتحاد
وقال إن أول ما قام به علماء المسلمين لخدمة الإسلام هو محاولة إيجاد طريقة علمية جديدة لحساب توقيت الصلاة الوسطى (صلاة العصر) والتي كان يعتقد أنها تبدأ بظهور ظل الإنسان على الأرض بنفس طوله إلى أن يتحول الظل إلى ضعف طول الإنسان، وقد أدت الحسابات والنظريات المبدئية للعلماء المسلمين إلى تطويرهم لحساب المثلثات واثبات تغير حركة النجوم الثابتة وحساب محور الأرض.
وأشار إلى أن العلماء توصلوا إلى تلك النظريات بعد اكتشاف الأخطاء الكبيرة في الحسابات اليونانية وخاصة نظرية بطليموس حول تغير حركة النجوم الثابتة وحساب محور الأرض، حيث اثبتوا أن حركة الكواكب تكون بدرجة واحدة فقط كل 70 عاما وهو ما يتعارض مع نظرية بطليموس أن الحركة تتم كل 100 عام.
وأضاف أن العلماء المسلمين قاموا بملاحظة الأخطاء الكتابية عند ترجمة النظريات اليونانية إلى العربية، وساهم العالم الحجاج بن يوسف في إعادة كتابة النظريات إلى العربية بالحسابات السليمة. وأشار إلى أن العلماء المسلمين قاموا بحساب اتجاه القبلة وكتابة خرائط جديدة بها أمثلة مختلفة للقياس بحيث تكون مكة هي محور الأرض، وكانوا أول من يراعي أهمية تناغم الحسابات الرياضية والفيزيائية في نظرياتهم وهي طريقة لم تعتمد عليها الحسابات اليونانية من قبل.
وقدم صليبا عددا من الأدلة العلمية التي تثبت أن علماء النهضة الأوروبية قد اعتمدوا على الإسهام العربي والإسلامي في العلوم لتقديم نظريات قام علماء المسلمين بإثباتها قبلهم بأكثر من 200 عام. وأشار إلى أن عالم الفلك البولندي كوبرنيكوس قد اعتمد على نظريات الازدواجية للطوسي، بل وانه قام بنقل خاطئ لحروف النظرية بعد الخلط بين حرف الزين وحرف الفاء، وترجمته إلى حرف الـ F باللغة الإنجليزية بدلاً من حرف الـ Z.
وفي سياق متصل، أثبت صليبا أن العالم الشهير جاليليو، عالم الفلك والفيلسوف والفيزيائي الإيطالي، اعتمد على نظريات الطوسي في العمليات الحسابية لحساب مركز الأرض من الشمس. وأشار إلى أن معظم الكتابات الأولية لجاليليو والتي تناقش مشكلة الحركة تعتمد على نظريات كوبرنيكوس القائمة على نظرات الطوسي والخوارزمي، كما استخدم فيها الكسور العشرية التي تواجدت في العالم الإسلامي في القرن العاشر الميلادي، بالرغم من تشكيك البعض في اعتماد جاليليو عليها.
يذكر أن جورج صليبا هو لبناني الأصل ومقيم بالولايات المتحدة الأميركية، وهو أستاذ للعلوم العربية والإسلامية في جامعة كولومبيا، نيويورك، بالولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1979، وله عدة كتب وأبحاث حول تاريخ العلم العربي. حصل صليبا على درجة الماجستير في اللغات الشرقية والعلوم الإسلامية من جامعة كاليفورنيا، وحصد العديد من الجوائز، منها جائزة تاريخ العلوم من أكاديمية العالم الثالث للعلوم في عام 1993، وجائزة تاريخ الفلك في عام 1996 من مؤسسة الكويت لتنمية العلوم.
المصدر : جريدة الاتحاد