مسرح الربيع يعود الى الحياة بأوركسترا موصلية
نصار النعيمي
نصار النعيمي
ـ
للموصل قصة تاريخ وحضارة مع الفن والثقافة، شريانها الشباب وعمودها القامات الموصلية. ـ
شباب مدينة الموصل في العراق يعمل بصمت من أجل انتشال مدينته من الدمار والخراب وبقايا التفكير الظلامي، رمز الفن والثقافة والادب ، مسرح الربيع في الموصل الذي تأسس عام 1969، وتحول بعد سيطرة داعش على المدينة إلى مكان مهجور. والذي ارتبط اسمه بكل ما عرف عن تأريخ المدينة وحضارتها وفنها ومسرحها، عُرض على خشبته العديد من الاوبريتات والمسرحيات والعروض الفنية وصدحت بالغناء فوقه أصوات عربية وأجنبية ومحلية، غاب عن أذهان الكثير من العراقيين والموصليين وخاصة فئة الشباب. ـ
حاربه الظلاميون بقوانينهم ودمره وسرقه الجهلاء والمتخلفون، وركن في زاوية عميقة وعلا فوقه التراب، حتى بدء جمع من الشباب يأخذ على عاتقه إعادة شأنه من جديد ومع تأسيس فرقة أوركسترا وتر من جميع اطياف نينوى وألوانها بدعم راديو الغد الفتي بعمره والعريق بخطاه، أخذت الفرقة على عاتقها، أن تخرج في عرضها الاول من على خشبة مسرح الربيع، من أجل ان يعود من سباته الى ربيع عروضه الفنية، ولعل الحكومة المركزية والمحلية ونقابة الفنانيين العراقيين تلتفت اليه من جديد. حيث مازالت مدينة أم الربيعين خالية من مسرح يقدم أعمالا فنية وينتظر ان يشفق عليه أصحاب القرار. ـ
في الثامن من نيسان الجاري تدفقت أنغام موسيقى أوركسترا وتر من على خشبة هذا المسرح لتصرخ بأعلى صوتها معلنة عودة الروح الى الجسد وتداوي جراح مدينة يقطنها، اكثر من مليوني انسان تعرضت لأسوء حقبة عبر تأريخها الحديث، حضر الحفل شخصيات من مختلف الاديان والطوائف يجمعهم حب مدينتهم، وحدث العرض بغياب المظاهر المسلحة والوجوه السياسية والبرلمانية والادارية مما أعطى مظهراً فنياً وإنسانياً وثقافياً رائعاً، كان العرض يهدف للفت الأنظار إلى ضرورة إعادة إعمار المسرح وكل مفاصل الحياة بالموصل. ـ
القاعة المهجورة رغم الاهمال والخراب احتضنت أكثر من ثمانمائة من الحضور، حضروا متعطشين للفن والثقافة والادب ، تعددت اعمارهم بين، كبار السن من مثقفين وفنانين وكتاب وأدباء وغيرهم، استذكروا عظمة الموصل وفنها وأرثها الثقافي، حضروا، تأييداً لهذا العرض الرائع، حضروا، ليؤكدوا أن الموصل مازالت مدينة الفن والثقافة والادب، أما فئة الشباب الذين لم يعهدوا هذه الكرنفالات والاحتفالات والعروض خلال اعمارهم الفتية منذ أن ولدو، حيث مرت مدينتهم بفترات عصيبة وحروب وكوراث عديدة، تفاجأوا، بهذا العرض الرائع من فرقة فنية فتية مثلت نينوى والموصل بكل اطيافها والوانها وأجناسها وأعمارها. ـ
الجمهور الموصلي أبدى التزاماً رائعاً هو الاخر بتعليمات الوقاية من فايروس كورنا ، ومن خلال تفاعله مع فرقة اوركسترا وتر كأنه جمهور عهد مشاهدة العروض الفنية منذ مئات السنين.
القوات الأمنية التي تبنت حماية المكان كانت بقمة الاحترافية والمهنية وحرصت على ان تظهر للعالم أن الموصل آمنة وقد غادرت المظاهر المسلحة. ـ
أما الفرق التطوعية التي حضرت وساهمت بتنظيم الدخول والجلوس والضيافة كانت من خيرة شباب الموصل التي تحب ان تخدم أهلها في كل الظروف. وكذلك نقابة فناني نينوى قدت كل ما تستطيع من أجل انجاح العرض ومن أجل ان تعود الحياة للمسرح وبيتها الفني. ـ
يومُ بعد يوم يثبت الموصليون أن حضارتهم باقية وثقافتهم رائدة وشبابهم واعي يحب ان ينهض بمدينتهم. تأخر الاعمار ومازالت مظاهر الدمار جاثمة في بعض نواحي الحياة، ولكن بجهود شباب الموصل واهلها ستنهض المدينة من دمارها وسيعضد الفنان والكاتب، العامل والفلاح والمهندس من اجل ان تشمخ الحدباء من جديد. ـ
نصار النعيمي
العراق\ الموصل
15 نيسان
التعليق على صفحة فيسبوك
عودة الى الصفحة الرئيسية
للموصل قصة تاريخ وحضارة مع الفن والثقافة، شريانها الشباب وعمودها القامات الموصلية. ـ
شباب مدينة الموصل في العراق يعمل بصمت من أجل انتشال مدينته من الدمار والخراب وبقايا التفكير الظلامي، رمز الفن والثقافة والادب ، مسرح الربيع في الموصل الذي تأسس عام 1969، وتحول بعد سيطرة داعش على المدينة إلى مكان مهجور. والذي ارتبط اسمه بكل ما عرف عن تأريخ المدينة وحضارتها وفنها ومسرحها، عُرض على خشبته العديد من الاوبريتات والمسرحيات والعروض الفنية وصدحت بالغناء فوقه أصوات عربية وأجنبية ومحلية، غاب عن أذهان الكثير من العراقيين والموصليين وخاصة فئة الشباب. ـ
حاربه الظلاميون بقوانينهم ودمره وسرقه الجهلاء والمتخلفون، وركن في زاوية عميقة وعلا فوقه التراب، حتى بدء جمع من الشباب يأخذ على عاتقه إعادة شأنه من جديد ومع تأسيس فرقة أوركسترا وتر من جميع اطياف نينوى وألوانها بدعم راديو الغد الفتي بعمره والعريق بخطاه، أخذت الفرقة على عاتقها، أن تخرج في عرضها الاول من على خشبة مسرح الربيع، من أجل ان يعود من سباته الى ربيع عروضه الفنية، ولعل الحكومة المركزية والمحلية ونقابة الفنانيين العراقيين تلتفت اليه من جديد. حيث مازالت مدينة أم الربيعين خالية من مسرح يقدم أعمالا فنية وينتظر ان يشفق عليه أصحاب القرار. ـ
في الثامن من نيسان الجاري تدفقت أنغام موسيقى أوركسترا وتر من على خشبة هذا المسرح لتصرخ بأعلى صوتها معلنة عودة الروح الى الجسد وتداوي جراح مدينة يقطنها، اكثر من مليوني انسان تعرضت لأسوء حقبة عبر تأريخها الحديث، حضر الحفل شخصيات من مختلف الاديان والطوائف يجمعهم حب مدينتهم، وحدث العرض بغياب المظاهر المسلحة والوجوه السياسية والبرلمانية والادارية مما أعطى مظهراً فنياً وإنسانياً وثقافياً رائعاً، كان العرض يهدف للفت الأنظار إلى ضرورة إعادة إعمار المسرح وكل مفاصل الحياة بالموصل. ـ
القاعة المهجورة رغم الاهمال والخراب احتضنت أكثر من ثمانمائة من الحضور، حضروا متعطشين للفن والثقافة والادب ، تعددت اعمارهم بين، كبار السن من مثقفين وفنانين وكتاب وأدباء وغيرهم، استذكروا عظمة الموصل وفنها وأرثها الثقافي، حضروا، تأييداً لهذا العرض الرائع، حضروا، ليؤكدوا أن الموصل مازالت مدينة الفن والثقافة والادب، أما فئة الشباب الذين لم يعهدوا هذه الكرنفالات والاحتفالات والعروض خلال اعمارهم الفتية منذ أن ولدو، حيث مرت مدينتهم بفترات عصيبة وحروب وكوراث عديدة، تفاجأوا، بهذا العرض الرائع من فرقة فنية فتية مثلت نينوى والموصل بكل اطيافها والوانها وأجناسها وأعمارها. ـ
الجمهور الموصلي أبدى التزاماً رائعاً هو الاخر بتعليمات الوقاية من فايروس كورنا ، ومن خلال تفاعله مع فرقة اوركسترا وتر كأنه جمهور عهد مشاهدة العروض الفنية منذ مئات السنين.
القوات الأمنية التي تبنت حماية المكان كانت بقمة الاحترافية والمهنية وحرصت على ان تظهر للعالم أن الموصل آمنة وقد غادرت المظاهر المسلحة. ـ
أما الفرق التطوعية التي حضرت وساهمت بتنظيم الدخول والجلوس والضيافة كانت من خيرة شباب الموصل التي تحب ان تخدم أهلها في كل الظروف. وكذلك نقابة فناني نينوى قدت كل ما تستطيع من أجل انجاح العرض ومن أجل ان تعود الحياة للمسرح وبيتها الفني. ـ
يومُ بعد يوم يثبت الموصليون أن حضارتهم باقية وثقافتهم رائدة وشبابهم واعي يحب ان ينهض بمدينتهم. تأخر الاعمار ومازالت مظاهر الدمار جاثمة في بعض نواحي الحياة، ولكن بجهود شباب الموصل واهلها ستنهض المدينة من دمارها وسيعضد الفنان والكاتب، العامل والفلاح والمهندس من اجل ان تشمخ الحدباء من جديد. ـ
نصار النعيمي
العراق\ الموصل
15 نيسان
التعليق على صفحة فيسبوك
عودة الى الصفحة الرئيسية