في رثاء الوالدة مفيدة صالح لطيف السلطاني
1929 – 2012
سمير شاكر محمود الصميدعي
غيــــــابُــــكِ جُرحٌ لا يُضَمَّدُ غـــائرُ وحُبُّكِ كالأنفاس خافٍ وحاضِرُ
و ذِكرُكِ نَشرُ الياسَمينِ مع الندى يخالِطُهُ حُزنٌ و صبرٌ مُكابِــرُ
فأنتِ و إنْ غادرتــِنـــا لم تُغادِري ولمْ تخْلُ من شوقٍ إليكِ الخواطرُ
***
حَييـتِ تُغيثينَ اللهيفَ بخِفْيـَـــةٍ ومُــتِّ وما قدّمتِ لِلْعينِ ظاهرُ
مربّـيـــةَ الأجيالِ يَعرِفُ فَضْلَــها بنوها وهم جيشٌ من الناسِ مائرُ
تعهَّدتِ فينا الخيرَ والحبَّ و النقا فأصبحَ صنوينِ اسمُنا والمـَــفاخرُ
وعلَّمتِنا أنْ نجعلَ الصدقَ مَنهــجاً ونُظهِرَ ما تــُطوى عليهِ الضمائرُ
ونُقدِمَ إن كان الســــباقُ لنجدةٍ و نحجِمَ إن يطغى عليه التهاترُ
وحصَّنتِـنا بالخُلقِ أنتِ و والـدٌ رؤوفٌ شديدٌ في الصِعابِ مثابِرُ
زرعْتِ بنا بذرَ الحنانِ وقد نما به تكتسي دفئاً وتقوى الأواصرُ
وكنتِ كما سُمّيتِ خيرَ "مفيدَةٍ" وزوجُكِ محمودُ الأَرومةِ " شاكِرُ"
تقلَّبْتِ بين اليُسرِ والعُسرِ ، دائماً ذكاؤكِ وقّادٌ وقلبُـــكِ عامِــــرُ
ولم تحتجبْ في العُسرِعنكِ ابتسامةٌ وفي اليُسرِ لم ينفذْ إليكِ التكابُـرُ
وكنتِ لحزنِ الغيرِ دمعُك ســاجِمٌ و كنتِ لما آذاكِ دمعُـكِ نادرُ
غَلبْتِ بِلِيـــنٍ وانتصــــرتِ برقَّـةٍ وفُزتِ بلُطـفٍ لم يَشُـبْهُ التظاهُرُ
***
رماها وإيانا أواخـــرَ عُمـــــرِها عذابٌ يُلظّيـــها وداءٌ يُســــاوِرُ
ذوى عودُها من بعدِ أن كان مُخضِلاً وقاسَتْ ، وكم تقسو علينا المصائرُ
كأنَّ سنا الأنــوارِ في روحِها خبا يواريه رمْلٌ عن رُبى الموتِ صـادرُ
حَفـظنا لها ذِكـراً كما كانَ حالُها تَديـنُ لها الأخـدانُ والسَــعدُ وافرُ
ولســـتُ بأوفى إخوتي بَيـدَ أنَّني لأشـــجانِهمْ صَـوتٌ وعنــهُم أُبادِرُ
***
أرى المـوتَ وِرداً لا محالةَ كلُّ مَن تنفَّـسَ يُســقى ماءَه وهو صــاغرُ
ولكنَّ شــرَّ الموتِ ما جاءَ مُبطــئاً رُوَيداً رُويداً يغتـذي وهوَ ســـائرُ
ويقضُمُ منْ يلقى فيُنقِصُ صيــدَهُ حياةً ووُجـدانُ الضحـيَّـةِ شـــــاعرُ
وأرحمُ ما يأتي إذا جاء بغتــــةً وأهونُ حالٍ منه إن قيل " غادرُ"ـ
***
وَداعاً وما قلبي لفَقـدِكِ صـــابرُ وشُكراً وفيكِ الشكرُ عَيٌّ وقاصِــرُ
هي الأمُّ نبعُ الحبِّ يَروي حياتَنا ويَروى به أولادُنا إذ نُغــادِرُ
سمير شاكر محمود الصميدعي
كتبت في نيسان (ابريل) 2014
*
الصفحة الرئيسية
1929 – 2012
سمير شاكر محمود الصميدعي
غيــــــابُــــكِ جُرحٌ لا يُضَمَّدُ غـــائرُ وحُبُّكِ كالأنفاس خافٍ وحاضِرُ
و ذِكرُكِ نَشرُ الياسَمينِ مع الندى يخالِطُهُ حُزنٌ و صبرٌ مُكابِــرُ
فأنتِ و إنْ غادرتــِنـــا لم تُغادِري ولمْ تخْلُ من شوقٍ إليكِ الخواطرُ
***
حَييـتِ تُغيثينَ اللهيفَ بخِفْيـَـــةٍ ومُــتِّ وما قدّمتِ لِلْعينِ ظاهرُ
مربّـيـــةَ الأجيالِ يَعرِفُ فَضْلَــها بنوها وهم جيشٌ من الناسِ مائرُ
تعهَّدتِ فينا الخيرَ والحبَّ و النقا فأصبحَ صنوينِ اسمُنا والمـَــفاخرُ
وعلَّمتِنا أنْ نجعلَ الصدقَ مَنهــجاً ونُظهِرَ ما تــُطوى عليهِ الضمائرُ
ونُقدِمَ إن كان الســــباقُ لنجدةٍ و نحجِمَ إن يطغى عليه التهاترُ
وحصَّنتِـنا بالخُلقِ أنتِ و والـدٌ رؤوفٌ شديدٌ في الصِعابِ مثابِرُ
زرعْتِ بنا بذرَ الحنانِ وقد نما به تكتسي دفئاً وتقوى الأواصرُ
وكنتِ كما سُمّيتِ خيرَ "مفيدَةٍ" وزوجُكِ محمودُ الأَرومةِ " شاكِرُ"
تقلَّبْتِ بين اليُسرِ والعُسرِ ، دائماً ذكاؤكِ وقّادٌ وقلبُـــكِ عامِــــرُ
ولم تحتجبْ في العُسرِعنكِ ابتسامةٌ وفي اليُسرِ لم ينفذْ إليكِ التكابُـرُ
وكنتِ لحزنِ الغيرِ دمعُك ســاجِمٌ و كنتِ لما آذاكِ دمعُـكِ نادرُ
غَلبْتِ بِلِيـــنٍ وانتصــــرتِ برقَّـةٍ وفُزتِ بلُطـفٍ لم يَشُـبْهُ التظاهُرُ
***
رماها وإيانا أواخـــرَ عُمـــــرِها عذابٌ يُلظّيـــها وداءٌ يُســــاوِرُ
ذوى عودُها من بعدِ أن كان مُخضِلاً وقاسَتْ ، وكم تقسو علينا المصائرُ
كأنَّ سنا الأنــوارِ في روحِها خبا يواريه رمْلٌ عن رُبى الموتِ صـادرُ
حَفـظنا لها ذِكـراً كما كانَ حالُها تَديـنُ لها الأخـدانُ والسَــعدُ وافرُ
ولســـتُ بأوفى إخوتي بَيـدَ أنَّني لأشـــجانِهمْ صَـوتٌ وعنــهُم أُبادِرُ
***
أرى المـوتَ وِرداً لا محالةَ كلُّ مَن تنفَّـسَ يُســقى ماءَه وهو صــاغرُ
ولكنَّ شــرَّ الموتِ ما جاءَ مُبطــئاً رُوَيداً رُويداً يغتـذي وهوَ ســـائرُ
ويقضُمُ منْ يلقى فيُنقِصُ صيــدَهُ حياةً ووُجـدانُ الضحـيَّـةِ شـــــاعرُ
وأرحمُ ما يأتي إذا جاء بغتــــةً وأهونُ حالٍ منه إن قيل " غادرُ"ـ
***
وَداعاً وما قلبي لفَقـدِكِ صـــابرُ وشُكراً وفيكِ الشكرُ عَيٌّ وقاصِــرُ
هي الأمُّ نبعُ الحبِّ يَروي حياتَنا ويَروى به أولادُنا إذ نُغــادِرُ
سمير شاكر محمود الصميدعي
كتبت في نيسان (ابريل) 2014
*
الصفحة الرئيسية