أحمد عزّت قاسم أغا- وريثُ الأدب والفنِّ ومورِّثُهُما
تَرْجَمَةُ حَيَاتِهِ مِنْ حَفْلِ تَأْبِيْنِهِ
(1869– 1942م)
الدكتورة عزّة عدنان أحمد عزّت قاسم أغا
هيئة الدراسات الإنسانية / قسم اللغة العربية/ جامعة زاخو
Translation of His Life in His Funeral Ceremony
Ahmed Ezzat Qasim Agha Assa'arti
Dr. Azzah Adnan A. Ezzat
University of Zakho/ Department of Arabic Language
Our scholar is one of Mosul Alhadba'a city scholars; literature profession recognized him in which he found himself in his works and his aim of life and he devoted himself to all what people appreciate. No so much what was known about him; he was born in the city of Mosul in June 1869 A.D in a famous family which inherited literature, science and prominence. He died on Monday the 9th of March 1942. His death represents a decline of a glittering planet in the sky of literature and scholarship, and with him died priceless information, unrecorded literary works for him and for others which he used to memorize and which were not to be memorized by his lovers and followers but little of them. A prestigious funeral ceremony was made for him; its details were published in the first page of Alhilal Newspaper under the title of " Al-Mosul Club for Knowledge commemorate the 40th ceremony of the death of the late of literature and scholarship Mr. Ahmed EzzatQasim Agha Assa'arti" and completed in pages 2, three and four.
تَرْجَمَةُ حَيَاتِهِ مِنْ حَفْلِ تَأْبِيْنِهِ
(1869– 1942م)
الدكتورة عزّة عدنان أحمد عزّت قاسم أغا
هيئة الدراسات الإنسانية / قسم اللغة العربية/ جامعة زاخو
Translation of His Life in His Funeral Ceremony
Ahmed Ezzat Qasim Agha Assa'arti
Dr. Azzah Adnan A. Ezzat
University of Zakho/ Department of Arabic Language
Our scholar is one of Mosul Alhadba'a city scholars; literature profession recognized him in which he found himself in his works and his aim of life and he devoted himself to all what people appreciate. No so much what was known about him; he was born in the city of Mosul in June 1869 A.D in a famous family which inherited literature, science and prominence. He died on Monday the 9th of March 1942. His death represents a decline of a glittering planet in the sky of literature and scholarship, and with him died priceless information, unrecorded literary works for him and for others which he used to memorize and which were not to be memorized by his lovers and followers but little of them. A prestigious funeral ceremony was made for him; its details were published in the first page of Alhilal Newspaper under the title of " Al-Mosul Club for Knowledge commemorate the 40th ceremony of the death of the late of literature and scholarship Mr. Ahmed EzzatQasim Agha Assa'arti" and completed in pages 2, three and four.
غالبا ما تُعرف قيمة المرء بعد وفاته , ويكون لشهادات معاصريه أو أقربائه الكثير من الأهمية , وعالِمُنا اليوم شيخٌ من شيوخ الموصل الحدباء يوصف بأنَّه : وقورٌ يرتدي بدلة افرنجية من الطراز التركي , وعلى رأسه طربوش أحمر تركي , تختفي عيناه وراء نظارته , يستند بكلتا يديه على عكاز إفرنجي أنيق , لم يعرف عنه جيل اليوم الكثير لأنَّه لم يكن ليدوِّنَ أعمالَه , وما كان منها قد فُقِدَ في فيضان الموصل فَدارُهُ كانت تقع على نهر دجلة , لذا فقد جمعنا في هذا البحث معلومات عن عالمنا من أولاده وأحفاده فضلا عن أصدقائه ومعارفه , و لعل من هذه المعلومات ما لم يوثق في غير هذا البحث .ـ
وُلِدَ في مدينة الموصل في التاسع من حزيران سنة 1869 م , في عائلة ذات شان في المدينة , توارثت العلم والأدب والوجاهة, نظم فيها الشاعر الشهير (معروف عبد الغني الرصافي) قصيدة يقول في مطلعها:ـ
للموصل الحدباء فضل قد غدا كلّ الفخـار به لآل القاســـم
قومٌ إذا صلّوا دعـوا بصلاتهــم يا ربّ أكرمنـا بضيف قادم
فيحلّ ضيفهـــم محلّ كبيرهــم ويقوم سـيّدهــم مقام الخادم
ولقد نزلت بهم فكنت كأنّنـي في جنّة من أنعــم و مكارم
و رأيت من آدابهـم ما لو حَوَتْ كأس الطلى شُرِبَتْ بِغَيْرِ مُنادِم
وعلمت أنّ المجد شيء يُشْتَرى بمكـارم الأخلاق لا بدراهــم
سأخصّ (نامقهم) بشكرٍ خالدٍ منّي و (أحمدهم) بحمدٍ دائـم
إنّي أرى الشرف العظيم كخاتـم في خنصر لأبي المهذب سـالم
والعزة القعساء أعلم نهجــها من فضل (أحمد عزّت) بمعالم
عجبا أُوَدِّعُهُـمْ وأعلـم أنني بعد الوداع أعيش عيش النادم
وكذاك آدم إذ تمرَّد تاركـا عيش الجنان فلم يكن بالحازم
توفاه الله ليلة الاثنين في التاسع من مارت سنة 1942 , وبموته أفل كوكب دري من سماء الأدب والعلم وماتت معه معلومات قيمة لا تثمن , وآثار أدبية له ولغيره غير مدونة كان يحفظها في صدره ولم يعلق منها في أذهان محبيه ومريديه إلا النزر القليل , وقد حاول رحمه الله تدوين بعضها في السنين الأخيرة من حياته لكن سبق الأجل إليه ولسان حاله يتلو قول الشاعر :ـ
وَبِصَدْري مُخَدَّراتُ علوم نزلت آيةُ الحجاب عليها
أقيم له حفل تأبين فخم نشرت تفاصيله جريدة الهلال في صفحتها الأولى تحت عنوان
ـ (نادي معارف الموصل يحيي ذكرى الأربعين لفقيد العلم والأدب المرحوم الأستاذ السيد أحمد عزّة آل قاسم أغا) وأكملته في الصفحة الثانية ثم في الثالثة والرابعة .ـ
ـ إنه واحد من أسرة من كرام الأسر في المدينة , أخوه كان رئيس البلدية , ورئاسة البلد في كل العهود من المناصب التي لا يتولاها إلا المنتمون إلى الأسر العريقة , وأخوه الآخر (أبو سالم ) كان من كبار الموظفين , وكذلك ابن أخيه آصف فهو عضو من أعضاء مجلس الأعيان العراقي الكرام وغيرهم وغيرهم .ـ
درس في مدارس تلك الأيام ودخل دار المعلمين التي تأسست حينئذ في الموصل وتتلمذ على مديرها الفيلسوف العلامة (رسول مستي أفندي )السليماني , وقرأ عليه اقليدس وتشريح الأفلاك والحكمة والمنطق وغيرها من العلوم العقلية والرياضية والطبيعية والفلسفية على اختلافها مع اللغة التركية والفارسية ونجح نجاحا باهرا ونال الشهادة بتفوق عظيم حتى أنه لما تقدم للامتحان أمام والي الولاية انبهر الوالي بذكائه الخارق وأهداه ساعته الخاصة التي كانت من الذهب الخالص هي وسلسلتها تقديرا لنبوغه .ـ
حفظ القرآن الكريم على صدره , وقرأ على بعض العلماء الأجلاء علوم الدين والصرف والنحو واللغة والأدب والعروض , وقد نظم الشعر وخالط الأدباء والشعراء
وكان ماهرا بالقواعد الفلكية كتحويل الأيام والشهور القمرية إلى الشمسية وبالعكس واستنبط لذلك قواعد ذهنية خاصة به كان يستعملها ويجيب بسرعة تكاد تكون فورا عن كل ما يُسأل عنه في هذا الباب بصورة مضبوطة لا يمكن نقضها مهما دققها أرباب هذا الفن , فكان حجة في هذا المضمار لا يشق له غبار وكان آية في الحساب الذهني بسرعة خارقة مهما تعقدت المواضيع , وكان يحفظ عشرات الألوف من أشعار العرب من عهد الجاهلية إلى يومنا هذا , وله قصائد ومنظومات وموشحات بديعة , وكان ينظم هجوا لاذعا لا يجارى إذا أغضب , وكان ماهرا بعلم الموسيقى وتمييز أدق النغمات فيه إذا شذت أقل شذوذ , ويحسن الضرب على القانون , وكان ماهرا متضلعا باللغة الفارسية وآدابها , ويحفظ الشيء الكثير الغزير من أشعارها ولطائفها ونكاتها , ويحسن التكلم والكتابة بها ويتقن تلفظها كأبنائها , وله بعض المنظومات باللغة الفارسية , وله منظومة طويلة فارسية عربية تركية مفسرة لألفاظ هذه اللغات بعضها لبعض , وأما اللغة التركية فكان أستاذها الضليع يتقنها لغة وحرفا ونحوا وآدابا , وكان هو مدرسها الوحيد في المدرسة الإعدادية الملكية سنين عديدة في العهد التركي , إلى أن انتقل بعد الانقلاب العثماني لمديرية مدرسة الوطن التي قام بإدارتها خير قيام بعد أن بذل مجهودا عظيما في تشييد بنائها ثم انتقل في عهد الاستقلال العراقي مديرا للمدرسة الخضرية الثانوية , وكان قد سبق له أن ألقى دروسا باللغة التركية في المدرسة الكهنوتية الكلدانية ومدرستي (شمعون الصفا) و
ـ (المار يوسف)ـ
وعندما بلغت مدة تدريس الأستاذ العظيم خمسا وعشرين سنة وكان إذ ذاك مديرا للخضرية أوعزت وزارة المعارف بإجراء حفلة تكريم لحضرته لما له من الأيادي البيضاء على أسرة التعليم مدة ربع قرن , فأقيم له في الموصل (يوبيل) فخم اشترك فيه - عدا الألوف من تلاميذه السابقين والحاضرين - جمع كبير من الفضلاء , عارفي فضله فقاموا بواجب التعظيم والتكريم لمن أذاب دماغه وصرف حياته في خدمة العلم والتربية والتعليم . وقدمت له باسم الوزارة علبة سكائر كبيرة فضية نقش عليها اسمه وعبارة التكريم وأسبابه"
ـ ( فضلا عن قلم من الذهب , كما قدم له تلامذته كأسا من الفضة بهذه المناسبة
كتب عليه :ـ
ـ تهنأ بكأس الشكر ممن سقيتهم كؤوس علوم ربع قرن من الدهر) ـ
تزوج أحمد عزّت , وأنجب من البنين اثنين , ومن البنات خمسة , توارث ولداه وإحدى بناته موهبة الشعر , فكانت لابنه الأكبر (المرحوم محمود أحمد عزّت / 1924 - 1993) موهبة التأريخ في الشعر نذكر من ذلك :ـ
إفرحي يا (سلمى) قد هلَّ القمر وانشدي في فرحة أهلا (عمر)ـ
أُدعو جميعا ربّنا ربّ السما على نعمة هلَّت كبدرٍ (سمـا)ـ
أرِّخ لنـــا هلَّـت (هـلا) غـصـنٌ ســبا حســن المــــلا
أمّا ابنه الأصغر (المرحوم عدنان أحمد عزّت / 1926 – 1996) وفضلا عن موهبة التأريخ في الشعر كأخيه الأكبر , كانت لديه موهبة ارتجال الشعر منذ أن كان طفلا , نذكر من ذلك هذه القصة التي حدثت معه مع مدرس اللغة العربية (المرحوم عبد الله مخلص ) حين كان طالبا في الصف الأول المتوسط إذ طلب الأستاذ من التلاميذ كتابة موضوع في درس الإنشاء حول النجاح والفشل في البيع والتجارة , حينها سأل التلميذُ (عدنان) الأستاذَ : هل بإمكاني كتابة الموضوع شعرا ؟ تفاجأ الأستاذ من السؤال ظانّاً أنَّه يستهزئ أو يمزح , وأجابه بنعم , فكتب الآتي :ـ
سأل الأستاذ في الدرس لِمَ تاجر يربح و الآخر قعيد
قلت :ـ
يقبل الناس على من خلقه حسن والصدق عنه لا يحيد
وترى الآخر في دكّانـه خاملا عن كلِّ إقبال بعيد
إنَّه فضٌّ غليظ القلب هل أحدٌ يبغي شراءً من عنيد ؟
لا وربِّ البيت هذا يستحيل فاجعل الأخلاق دأبا تستفيد
والزم النصح لدى البيع تنل كلّما تبغي و تحظى بالمزيد
فهنيـــئا ومريـــئا للذي يجعل القسطاس ميزانا وحيد
أيها التلميذ إنّي واثق منك في ترجيع تاريخ مجيد
فاحتضن علما وراقب واجبا واقتمص ثوبا من الجدِّ جديد
فهلموا للمنى واسعوا تروا فوزَكم أقرب من حبل الوريد
يا عبيد الجهل كم تسعوا إلى حفر من صنع أيديكم وبيــد
من رأى في جهلها أمّة أحسنت شيئا و جاءت بالحـميد
فانزعوا ثوب التجدد البسوا ثوب إباءٍ و جدٍّ لا يحيد
إنَّ من ينقش على الماء يكن فاشلا في نفسه إذ لا يفيد
وترى الأعجام تبدي قولها كيف بي أصنع خيرا مع بليد
أنســـــــيتم ســــــاعة أتحفها شارلمان الغرب هارون الرشيد؟
حسب الشيطان في تحريكها جالســـــا بين ثنـــاياها عتيد
قال هيّا حطموها تسلموا من بلاها واطردوا ذاك المريد
فاستفيقوا من سبات وانظروا إنكـــم و الله في قيـد قعـيد
وله كذلك في التأريخ الشعري , نذكر من شعره في تأريخ ولادة (سلام عبد الله نشأت) الذي ولد بعد الحرب قوله :ـ
للسلم جاء بشرى مولده فأرِّخ (سلام) الزكي يحفظه السلام
لكنه في الهجو كان لطيفا , أذكر مرة أنه كتب في ابنة أخته (مهى) بيتين من الشعر هما:ـ
للمهى عينان تحلو في الغزل و بك العينان تحلو في القُبَل
يا مهى هذا شعوري نحو من صار في قلبي سويداه وحَلْ
أعجبت بهما صديقة لنا اسمها (مهى), فألححنا عليه كثيرا في أبيات أخرى لها فقال : (كم قد تغزّل بالمهى شعراؤنا) فاعجَبَنا ذلك الصدر من البيت كثيرا , وما كدنا نعرب عن إعجابنا حتى أكمل قائلا : (وهي البهيمة في المراعي تسرح ) ! فقد كان الشعر عنده موهبة علمني إياها وأنا طفلة عن طريق السماع الموسيقي , فكنت أميِّز أوزان البحور كما أميِّز أنواع الأنغام أو المقامات الموسيقية , واستطيع ان اكتشف محل الخلل قبل أن اعرف ما هو وما سببه , وإني لَأَجِدُ أن هذه الطريقة هي المثلى , وأتبعها في تعليم الطلبة مادة العروض .ـ
وتجدر الإشارة هنا إلى توارث الفن بأشكاله المتعددة لا الأدب فحسب في هذه العائلة بل الفنون الاخرى كفن الخط العربي والزخرفة , فأشهر بل أصغر خطاطتين في العالم كانتا حفيدتاه: فرح و جنة ابنتي ولده عدنان رحمه الله اللتان نالتا إجازتين في الخط العربي : الأولى من تركيا من شيخ الخطاطين المرحوم (حامد الآمدي) , والثانية من عميد الخط العربي في القاهرة المرحوم (سيد إبراهيم) وهما طفلتان لمّا تبلغان من العمر أكثر من عشر سنوات, بل إنَّ حفيدته جنة تكتب بكلتا يديها وفي آن واحد أجمل اللوحات الخطية المتداخلة .ـ
وُلِدَ في مدينة الموصل في التاسع من حزيران سنة 1869 م , في عائلة ذات شان في المدينة , توارثت العلم والأدب والوجاهة, نظم فيها الشاعر الشهير (معروف عبد الغني الرصافي) قصيدة يقول في مطلعها:ـ
للموصل الحدباء فضل قد غدا كلّ الفخـار به لآل القاســـم
قومٌ إذا صلّوا دعـوا بصلاتهــم يا ربّ أكرمنـا بضيف قادم
فيحلّ ضيفهـــم محلّ كبيرهــم ويقوم سـيّدهــم مقام الخادم
ولقد نزلت بهم فكنت كأنّنـي في جنّة من أنعــم و مكارم
و رأيت من آدابهـم ما لو حَوَتْ كأس الطلى شُرِبَتْ بِغَيْرِ مُنادِم
وعلمت أنّ المجد شيء يُشْتَرى بمكـارم الأخلاق لا بدراهــم
سأخصّ (نامقهم) بشكرٍ خالدٍ منّي و (أحمدهم) بحمدٍ دائـم
إنّي أرى الشرف العظيم كخاتـم في خنصر لأبي المهذب سـالم
والعزة القعساء أعلم نهجــها من فضل (أحمد عزّت) بمعالم
عجبا أُوَدِّعُهُـمْ وأعلـم أنني بعد الوداع أعيش عيش النادم
وكذاك آدم إذ تمرَّد تاركـا عيش الجنان فلم يكن بالحازم
توفاه الله ليلة الاثنين في التاسع من مارت سنة 1942 , وبموته أفل كوكب دري من سماء الأدب والعلم وماتت معه معلومات قيمة لا تثمن , وآثار أدبية له ولغيره غير مدونة كان يحفظها في صدره ولم يعلق منها في أذهان محبيه ومريديه إلا النزر القليل , وقد حاول رحمه الله تدوين بعضها في السنين الأخيرة من حياته لكن سبق الأجل إليه ولسان حاله يتلو قول الشاعر :ـ
وَبِصَدْري مُخَدَّراتُ علوم نزلت آيةُ الحجاب عليها
أقيم له حفل تأبين فخم نشرت تفاصيله جريدة الهلال في صفحتها الأولى تحت عنوان
ـ (نادي معارف الموصل يحيي ذكرى الأربعين لفقيد العلم والأدب المرحوم الأستاذ السيد أحمد عزّة آل قاسم أغا) وأكملته في الصفحة الثانية ثم في الثالثة والرابعة .ـ
ـ إنه واحد من أسرة من كرام الأسر في المدينة , أخوه كان رئيس البلدية , ورئاسة البلد في كل العهود من المناصب التي لا يتولاها إلا المنتمون إلى الأسر العريقة , وأخوه الآخر (أبو سالم ) كان من كبار الموظفين , وكذلك ابن أخيه آصف فهو عضو من أعضاء مجلس الأعيان العراقي الكرام وغيرهم وغيرهم .ـ
درس في مدارس تلك الأيام ودخل دار المعلمين التي تأسست حينئذ في الموصل وتتلمذ على مديرها الفيلسوف العلامة (رسول مستي أفندي )السليماني , وقرأ عليه اقليدس وتشريح الأفلاك والحكمة والمنطق وغيرها من العلوم العقلية والرياضية والطبيعية والفلسفية على اختلافها مع اللغة التركية والفارسية ونجح نجاحا باهرا ونال الشهادة بتفوق عظيم حتى أنه لما تقدم للامتحان أمام والي الولاية انبهر الوالي بذكائه الخارق وأهداه ساعته الخاصة التي كانت من الذهب الخالص هي وسلسلتها تقديرا لنبوغه .ـ
حفظ القرآن الكريم على صدره , وقرأ على بعض العلماء الأجلاء علوم الدين والصرف والنحو واللغة والأدب والعروض , وقد نظم الشعر وخالط الأدباء والشعراء
وكان ماهرا بالقواعد الفلكية كتحويل الأيام والشهور القمرية إلى الشمسية وبالعكس واستنبط لذلك قواعد ذهنية خاصة به كان يستعملها ويجيب بسرعة تكاد تكون فورا عن كل ما يُسأل عنه في هذا الباب بصورة مضبوطة لا يمكن نقضها مهما دققها أرباب هذا الفن , فكان حجة في هذا المضمار لا يشق له غبار وكان آية في الحساب الذهني بسرعة خارقة مهما تعقدت المواضيع , وكان يحفظ عشرات الألوف من أشعار العرب من عهد الجاهلية إلى يومنا هذا , وله قصائد ومنظومات وموشحات بديعة , وكان ينظم هجوا لاذعا لا يجارى إذا أغضب , وكان ماهرا بعلم الموسيقى وتمييز أدق النغمات فيه إذا شذت أقل شذوذ , ويحسن الضرب على القانون , وكان ماهرا متضلعا باللغة الفارسية وآدابها , ويحفظ الشيء الكثير الغزير من أشعارها ولطائفها ونكاتها , ويحسن التكلم والكتابة بها ويتقن تلفظها كأبنائها , وله بعض المنظومات باللغة الفارسية , وله منظومة طويلة فارسية عربية تركية مفسرة لألفاظ هذه اللغات بعضها لبعض , وأما اللغة التركية فكان أستاذها الضليع يتقنها لغة وحرفا ونحوا وآدابا , وكان هو مدرسها الوحيد في المدرسة الإعدادية الملكية سنين عديدة في العهد التركي , إلى أن انتقل بعد الانقلاب العثماني لمديرية مدرسة الوطن التي قام بإدارتها خير قيام بعد أن بذل مجهودا عظيما في تشييد بنائها ثم انتقل في عهد الاستقلال العراقي مديرا للمدرسة الخضرية الثانوية , وكان قد سبق له أن ألقى دروسا باللغة التركية في المدرسة الكهنوتية الكلدانية ومدرستي (شمعون الصفا) و
ـ (المار يوسف)ـ
وعندما بلغت مدة تدريس الأستاذ العظيم خمسا وعشرين سنة وكان إذ ذاك مديرا للخضرية أوعزت وزارة المعارف بإجراء حفلة تكريم لحضرته لما له من الأيادي البيضاء على أسرة التعليم مدة ربع قرن , فأقيم له في الموصل (يوبيل) فخم اشترك فيه - عدا الألوف من تلاميذه السابقين والحاضرين - جمع كبير من الفضلاء , عارفي فضله فقاموا بواجب التعظيم والتكريم لمن أذاب دماغه وصرف حياته في خدمة العلم والتربية والتعليم . وقدمت له باسم الوزارة علبة سكائر كبيرة فضية نقش عليها اسمه وعبارة التكريم وأسبابه"
ـ ( فضلا عن قلم من الذهب , كما قدم له تلامذته كأسا من الفضة بهذه المناسبة
كتب عليه :ـ
ـ تهنأ بكأس الشكر ممن سقيتهم كؤوس علوم ربع قرن من الدهر) ـ
تزوج أحمد عزّت , وأنجب من البنين اثنين , ومن البنات خمسة , توارث ولداه وإحدى بناته موهبة الشعر , فكانت لابنه الأكبر (المرحوم محمود أحمد عزّت / 1924 - 1993) موهبة التأريخ في الشعر نذكر من ذلك :ـ
إفرحي يا (سلمى) قد هلَّ القمر وانشدي في فرحة أهلا (عمر)ـ
أُدعو جميعا ربّنا ربّ السما على نعمة هلَّت كبدرٍ (سمـا)ـ
أرِّخ لنـــا هلَّـت (هـلا) غـصـنٌ ســبا حســن المــــلا
أمّا ابنه الأصغر (المرحوم عدنان أحمد عزّت / 1926 – 1996) وفضلا عن موهبة التأريخ في الشعر كأخيه الأكبر , كانت لديه موهبة ارتجال الشعر منذ أن كان طفلا , نذكر من ذلك هذه القصة التي حدثت معه مع مدرس اللغة العربية (المرحوم عبد الله مخلص ) حين كان طالبا في الصف الأول المتوسط إذ طلب الأستاذ من التلاميذ كتابة موضوع في درس الإنشاء حول النجاح والفشل في البيع والتجارة , حينها سأل التلميذُ (عدنان) الأستاذَ : هل بإمكاني كتابة الموضوع شعرا ؟ تفاجأ الأستاذ من السؤال ظانّاً أنَّه يستهزئ أو يمزح , وأجابه بنعم , فكتب الآتي :ـ
سأل الأستاذ في الدرس لِمَ تاجر يربح و الآخر قعيد
قلت :ـ
يقبل الناس على من خلقه حسن والصدق عنه لا يحيد
وترى الآخر في دكّانـه خاملا عن كلِّ إقبال بعيد
إنَّه فضٌّ غليظ القلب هل أحدٌ يبغي شراءً من عنيد ؟
لا وربِّ البيت هذا يستحيل فاجعل الأخلاق دأبا تستفيد
والزم النصح لدى البيع تنل كلّما تبغي و تحظى بالمزيد
فهنيـــئا ومريـــئا للذي يجعل القسطاس ميزانا وحيد
أيها التلميذ إنّي واثق منك في ترجيع تاريخ مجيد
فاحتضن علما وراقب واجبا واقتمص ثوبا من الجدِّ جديد
فهلموا للمنى واسعوا تروا فوزَكم أقرب من حبل الوريد
يا عبيد الجهل كم تسعوا إلى حفر من صنع أيديكم وبيــد
من رأى في جهلها أمّة أحسنت شيئا و جاءت بالحـميد
فانزعوا ثوب التجدد البسوا ثوب إباءٍ و جدٍّ لا يحيد
إنَّ من ينقش على الماء يكن فاشلا في نفسه إذ لا يفيد
وترى الأعجام تبدي قولها كيف بي أصنع خيرا مع بليد
أنســـــــيتم ســــــاعة أتحفها شارلمان الغرب هارون الرشيد؟
حسب الشيطان في تحريكها جالســـــا بين ثنـــاياها عتيد
قال هيّا حطموها تسلموا من بلاها واطردوا ذاك المريد
فاستفيقوا من سبات وانظروا إنكـــم و الله في قيـد قعـيد
وله كذلك في التأريخ الشعري , نذكر من شعره في تأريخ ولادة (سلام عبد الله نشأت) الذي ولد بعد الحرب قوله :ـ
للسلم جاء بشرى مولده فأرِّخ (سلام) الزكي يحفظه السلام
لكنه في الهجو كان لطيفا , أذكر مرة أنه كتب في ابنة أخته (مهى) بيتين من الشعر هما:ـ
للمهى عينان تحلو في الغزل و بك العينان تحلو في القُبَل
يا مهى هذا شعوري نحو من صار في قلبي سويداه وحَلْ
أعجبت بهما صديقة لنا اسمها (مهى), فألححنا عليه كثيرا في أبيات أخرى لها فقال : (كم قد تغزّل بالمهى شعراؤنا) فاعجَبَنا ذلك الصدر من البيت كثيرا , وما كدنا نعرب عن إعجابنا حتى أكمل قائلا : (وهي البهيمة في المراعي تسرح ) ! فقد كان الشعر عنده موهبة علمني إياها وأنا طفلة عن طريق السماع الموسيقي , فكنت أميِّز أوزان البحور كما أميِّز أنواع الأنغام أو المقامات الموسيقية , واستطيع ان اكتشف محل الخلل قبل أن اعرف ما هو وما سببه , وإني لَأَجِدُ أن هذه الطريقة هي المثلى , وأتبعها في تعليم الطلبة مادة العروض .ـ
وتجدر الإشارة هنا إلى توارث الفن بأشكاله المتعددة لا الأدب فحسب في هذه العائلة بل الفنون الاخرى كفن الخط العربي والزخرفة , فأشهر بل أصغر خطاطتين في العالم كانتا حفيدتاه: فرح و جنة ابنتي ولده عدنان رحمه الله اللتان نالتا إجازتين في الخط العربي : الأولى من تركيا من شيخ الخطاطين المرحوم (حامد الآمدي) , والثانية من عميد الخط العربي في القاهرة المرحوم (سيد إبراهيم) وهما طفلتان لمّا تبلغان من العمر أكثر من عشر سنوات, بل إنَّ حفيدته جنة تكتب بكلتا يديها وفي آن واحد أجمل اللوحات الخطية المتداخلة .ـ
واللطيف أن تنتقل موهبة الخط هذه إلى أبناء الأحفاد , فابن الخطاطة فرح عدنان أحمد عزّت الطفل (عدنان عمار عبد الغني) ورث موهبة والدته في الخط وسار على خطاها .ـ
وقد وَرَّث عالمنا (أحمد عزت ) - الذي كان يعزف على آلة القانون - موهبة العزف أيضا , فباستثناء آلة الإيقاع التي يجيد اغلب الأحفاد العزف عليها , نجد أنَّ ولده (عدنان) كان يجيد العزف على آلة الناي التي كان يصنعها بيديه, وإن كنتُ أنا حفيدته أجيد العزف على آلة العود, وتجيد أختي الصغرى(الدكتورة عذبة) العزف على آلة الأورك , فإن لأختي (الخطاطة جنّة) القدرة على العزف على آلة العود بشكل متميز , فهي تعزف على هذه الآلة بكلتا يديها , كما تخط بكلتيهما , ومن يعزف على هذه الآلة يعلم أن من يعزف باليد اليسرى لابد أن تصنع له آلة خاصة تختلف فيها طريقة ترتيب الأوتار حيث لابد أن تقلب جميعها نظرا لكون الأوتار العليا أغلظ من السفلى !ـ
أشعاره
"هو شاعر متمكن يتميز شعره بالوضوح والرصانة وقوة السبك ورشاقة التعبير إلا أن جل ما يؤسف له أن معظم أشعاره قد فقد , ولم يصلنا منه إلا القليل . "ذكر ولده الأستاذ عدنان أحمد عزّت رحمه الله أن مكتبته أصابها ماء الفيضان , وتلفت معظمها ومن ضمن ذلك آثاره", وقد طرق أبواب الشعر من أغراضه المتعددة : وصفا ومدحا وهجاء , كما تناول في أشعاره قصائد العلم والمعرفة وهو المعلم والمربي , فمن قصائده الرائعة تحت عنوان (العلم) وهو يعارض قصيدة أي تمام البائية المشهورة :ـ
السيف أصدق انباء من الكتب ....... في حده الحد بين الجد واللعب
يقول فيها :ـ
بنشـرة العلم أو في خُرَّدِ الأدب ....... شاطر زمانك واغنم لذة الطرب
واستجل كأسك من خمر العلوم ودع ....... عنك التي مُزجت من ريقه العذب
أما ترى الغرب في نيل العلوم سما ....... فخرا وزاحم فيها فرقد الشهب
يا نائما عند ذكر المكرمات أفق ....... و يا بعيدا عن العليا لها اقترب
خالفت ويك نظام الكون من سفه ....... فاجمع إذا شئت بين الجد و اللعب
حتى مّ تمكث منهوك القوى و إلى ....... متى تكابد داء الجهل و الوصب ؟
عن ساعد الجد شَمِّرْ كي تحلِّق في ....... جوِّ المعالي لتعلـو أرفـع الرتب
ما بال أبناء قومي لا نصيب لهم ...... من العلوم و لا حظ من الأدب ؟
تقمصوا بقميص الجهل واتشــحوا ....... دون البــرية بالتمــويه و الكـذب
إن قلت للعلم هبوا قال قائلهم: ....... "السيف أصدق إنباء من الكتب"ـ
وإن بدت الرغبة هنا لإظهار غلبة العلم على السيف , فقد بدت عند ولده (عدنان ) دورة عملية التعلم حين أكمل قول الشاعر :ـ
أنا فتى ذو أدب ....... أقرأ خيـــر الكـتب
إن غابت الأصحاب ....... فصـاحبـي الكتــــاب
فيه حديث الســمر ....... مزينـــا بالصــــــور
أســــأله يجـيـبـني ...... عن كل ما يريبني
يحلــو له البيــــــان ....... و ما له لســـــــان
كم قص لي حكاية ....... ظــريفة للغــــــاية
العلم في السطور ....... يسري إلى الصدور
بقوله :ـ
ـ وبعدها إذا نما
شخص يروم سُلّما ....... إلى المعالي وانتمى
العلم في الصدور ....... يسري إلى السطور
ونعود الى عالمنا الجليل ونذكر من نظمه هذين البيتين اللذين تظهر فيهما طرافة الجناس وجماله :ـ
أهوى رشا أسمعني القانونا ....... من حاجبه الأزج ألقى نونا
أقسمت بمن في اليم ألقى نونا ....... أعيا مرضي بقراط والقانونا
وله منظومة رائعة في علم النحو يسيرة لا تحتاج إلى شرح وتعليق لم يصلنا منها للأسف سوى أبيات معدودة مطلعها :ـ
يقول في مفتتح المــــقال ....... أحمد عزت في خلوص البال
أولهن يا أولي الظــرافة ....... بعض حروف الجر و الإضافة
فإنها عشرون حرفا فَادْرِ ....... تعمل باسم واحد في الجــر
باء كآمنا بواهب المـــنن ....... ونحن بالله لســـوف نبعثـن
والتاء تالله لربنا الصـمد ....... وفيك لا يدوم في الأرض أحد
وعن إلى كملت عن سرور ...... تبت إلى إلهـنا الغفـــــور
ومنها عن الحروف المشبهة بالفعل :ـ
ما ينصب الاسم ويرفع الخبر ....... ست حروف أنَّ إنَّ كالدرر
و لكــنَّ ولــيــتَ ولعــلَّ ....... كأن زيدا عندنا يوما حصل
وقد ذكرنا سابقا أنَّ موهبة الشعر متوارثة في العائلة , وتجدر الإشارة هنا إلى ذكر بيتين من شعر ولده المرحوم عدنان أحمد عزت على غرار البيت الأول من هذه الموشحة قالهما في ابنة أخيه المرحومة (صبا محمود أحمد عزّت ) وهما :ـ
قد صبا قلبي لأنغام (الصَبا) ....... من فتاة عزفته في (الصِبا ) ـ
اسمها المطبوع في قلبي (صَبا) ....... خلبت لبّي وديني قد (صَبا) ـ
تحية الملك
وعند تشريف المغفور له جلالة الملك فيصل الأول عقيب تتويجه للموصل وتنازله بالحضور ليلا في المدرسة للمرحوم أحمد عزت قصيدة "حيّا بها صاحب الجلالة المغفور له باني مجد العراق الملك فيصل الأول المعظم في أول زيارته للموصل بعد ارتقائه عرش العراق في مدرسة الوطن التي أنشأها وكان مديرها , وقد أعدَّ رحمه الله حفلة شرفها جلالته ومثلت فرقة من التلاميذ فيها لعلم جلالته رواية (صلاح الدين الايوبي) وقد افتتح الفقيد هذه الحفلة بهذه القصيدة الترحيبية" :ـ
نطق السرور مغرِّدا في الموصل ....... بزيارة الملك المعظم فيصل
وأضاء وجه ســمائها متهــللا ....... في فضل نور جبينه المتهلل
وأبانت الحدباء ســـر ركوعها ....... من قبله منذ الزمــان الأول
علمت بيـوم قدومه فتحـدبـت ....... في الجوِّ تعظيمــا ليوم مقبـل
يا أيها الملك الذي ورث العلا ....... عن أوليه عن النبي المرسل
اقبل تحية مخلص قد جاء في ....... تقديمها لك عن جميع الموصل
ولو استطعت جعلت حبك باقة ....... بيدي كباقة نرجس و قرنفل
و رفعتــها منــي إليك تحــية ....... تبقى فتشهد عندكم بالود لي
ولقد نظم العديد من التنزيلات التي كانت تقرأ في حينها , وما زال بعضها يقرأ إلى الآن ومنها تنزيلة عرفها أهل الموصل وهي بعنوان (دار أقداح المدام) وقد لحنها أحمد عزّت بنفسه وهي من نغم البيات.ـ
ومن تنزيلاته أيضا من نغم النهاوند على لحن أغنية تركية (اشكي دارا) ونشيد أمة العرب اذكرينا :ـ
جاء و في راحته كأس الطلا ...... مُوَرَّد الخَدِّ سبا كل المـلا
إن لامني في حبَّه إنِّي فلا ....... أصغي لقول عاذلي كلاّ و لا
لا أسمع من يلومني في حب من ....... حقا رقى فوق السموات العلا
أما ترى الخال على وجنته ...... قد زين الخد بأنواع الحلا
ومدح آل المصطفى فرض على ....... كل فتى متيــم فيه ابتــلا
في السبع العلا من فضلهـم ...... قد عمــنا الله مذ قلنا بلى
وذكركـم عند فتاكــم أحمــد ....... أيا ســادتي كلما مرّ حلا
____________________
المصادر
· ــ أحمد عزّت قاسم أغا , بحث مخطوط , د. عبد العزيز عبد الله , الموصل , آذار 2000 م
ــ تحية الملك – قصيدة للشاعر أحمد عزّت في ملك العراق فيصل الأول – دراسة دلالية ,د. عزّة عدنان أحمد عزّت , بحث مشارك في مؤتمر كلية الآداب - جامعة الموصل المنعقد بتاريخ 30 – 31 / 3 / 2011 .ـ
· ــ جريدة الهلال العدد 68 السنة الأولى , الصادرة يوم الخميس 13 ربيع الثاني سنة 1361 هـ المصادف 30 نيسان سنة 1942 م .ـ
· ــ ديوان الموشحات الموصلية , جمع وتحقيق محمد نايف الدليمي , 1395 هـ - 1975م , رقم الإيداع في المكتبة الوطنية ببغداد /688 لسنة 1975 م .ـ
· قصة الدار الكبيرة , رمزية أحمد عزّت كتاب مخطوط من ثمانية أجزاء .ـ
ــ موسوعة أعلام الموصل في القرن العشرين , الأستاذ الدكتور عمر محمد الطالب , وزارة التعليم العالي والبحث العلمي , جامعة الموصل , الناشر : مركز دراسات الموصل 1429 هـ - 2008 م .رقم الإيداع في المركز : (11 ) لسنة 1428 هـ - 2007 م .ـ
---------------------------------------------------
· أحمد عزت آل قاسم أغا السعرتي29 جميع أعلام موسوعة أعلام الموصل
"http://www.omaraltaleb.com/KOTOB/maosoaa/allmaosoaa.htm
http://www.omaraltaleb.com/KOTOB/maosoaa/allmaosoaa.htm
www.omaraltaleb.com/KOTOB/maosoaa/allmaosoaa.htm
· إبراهيم خليل العلاف - إعدادية الموصل ...
-أحمد عزت أفندي آل قاسم أغا، ويدرس اللغة التركية.
www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=189949
mosul-network.org
هو احمد عزت بن قاسم أغا بن العالم الشهير عبد الله أفندي السعرتي والذي احد أجداده محمود باشا ...ـ
www.mosul-network.org/index.php?do=summary&id=789&page1=2
عوائل الموصل
آل قاسم أغا ... نسبة إلى مدينة سعرت في تركيا ومنهم احمد عزت ...
· تأريخ أول مدرسة تأسست في الموصل
http://www.almawsil.com/vb/showthread.php?t=76826
أحمدعزت أفندي آل قاسم أغا، ويدرس اللغة التركية.ـ
· موسوعة أعلام الموصل في القرن ...أحمد عزت آل قاسم أغا السعرتي 1869-1942 www.omaraltaleb.com/KOTOB/maosoaa/01alef.htm
عودة الى الصفحة الرئيسة
أشعاره
"هو شاعر متمكن يتميز شعره بالوضوح والرصانة وقوة السبك ورشاقة التعبير إلا أن جل ما يؤسف له أن معظم أشعاره قد فقد , ولم يصلنا منه إلا القليل . "ذكر ولده الأستاذ عدنان أحمد عزّت رحمه الله أن مكتبته أصابها ماء الفيضان , وتلفت معظمها ومن ضمن ذلك آثاره", وقد طرق أبواب الشعر من أغراضه المتعددة : وصفا ومدحا وهجاء , كما تناول في أشعاره قصائد العلم والمعرفة وهو المعلم والمربي , فمن قصائده الرائعة تحت عنوان (العلم) وهو يعارض قصيدة أي تمام البائية المشهورة :ـ
السيف أصدق انباء من الكتب ....... في حده الحد بين الجد واللعب
يقول فيها :ـ
بنشـرة العلم أو في خُرَّدِ الأدب ....... شاطر زمانك واغنم لذة الطرب
واستجل كأسك من خمر العلوم ودع ....... عنك التي مُزجت من ريقه العذب
أما ترى الغرب في نيل العلوم سما ....... فخرا وزاحم فيها فرقد الشهب
يا نائما عند ذكر المكرمات أفق ....... و يا بعيدا عن العليا لها اقترب
خالفت ويك نظام الكون من سفه ....... فاجمع إذا شئت بين الجد و اللعب
حتى مّ تمكث منهوك القوى و إلى ....... متى تكابد داء الجهل و الوصب ؟
عن ساعد الجد شَمِّرْ كي تحلِّق في ....... جوِّ المعالي لتعلـو أرفـع الرتب
ما بال أبناء قومي لا نصيب لهم ...... من العلوم و لا حظ من الأدب ؟
تقمصوا بقميص الجهل واتشــحوا ....... دون البــرية بالتمــويه و الكـذب
إن قلت للعلم هبوا قال قائلهم: ....... "السيف أصدق إنباء من الكتب"ـ
وإن بدت الرغبة هنا لإظهار غلبة العلم على السيف , فقد بدت عند ولده (عدنان ) دورة عملية التعلم حين أكمل قول الشاعر :ـ
أنا فتى ذو أدب ....... أقرأ خيـــر الكـتب
إن غابت الأصحاب ....... فصـاحبـي الكتــــاب
فيه حديث الســمر ....... مزينـــا بالصــــــور
أســــأله يجـيـبـني ...... عن كل ما يريبني
يحلــو له البيــــــان ....... و ما له لســـــــان
كم قص لي حكاية ....... ظــريفة للغــــــاية
العلم في السطور ....... يسري إلى الصدور
بقوله :ـ
ـ وبعدها إذا نما
شخص يروم سُلّما ....... إلى المعالي وانتمى
العلم في الصدور ....... يسري إلى السطور
ونعود الى عالمنا الجليل ونذكر من نظمه هذين البيتين اللذين تظهر فيهما طرافة الجناس وجماله :ـ
أهوى رشا أسمعني القانونا ....... من حاجبه الأزج ألقى نونا
أقسمت بمن في اليم ألقى نونا ....... أعيا مرضي بقراط والقانونا
وله منظومة رائعة في علم النحو يسيرة لا تحتاج إلى شرح وتعليق لم يصلنا منها للأسف سوى أبيات معدودة مطلعها :ـ
يقول في مفتتح المــــقال ....... أحمد عزت في خلوص البال
أولهن يا أولي الظــرافة ....... بعض حروف الجر و الإضافة
فإنها عشرون حرفا فَادْرِ ....... تعمل باسم واحد في الجــر
باء كآمنا بواهب المـــنن ....... ونحن بالله لســـوف نبعثـن
والتاء تالله لربنا الصـمد ....... وفيك لا يدوم في الأرض أحد
وعن إلى كملت عن سرور ...... تبت إلى إلهـنا الغفـــــور
ومنها عن الحروف المشبهة بالفعل :ـ
ما ينصب الاسم ويرفع الخبر ....... ست حروف أنَّ إنَّ كالدرر
و لكــنَّ ولــيــتَ ولعــلَّ ....... كأن زيدا عندنا يوما حصل
وقد ذكرنا سابقا أنَّ موهبة الشعر متوارثة في العائلة , وتجدر الإشارة هنا إلى ذكر بيتين من شعر ولده المرحوم عدنان أحمد عزت على غرار البيت الأول من هذه الموشحة قالهما في ابنة أخيه المرحومة (صبا محمود أحمد عزّت ) وهما :ـ
قد صبا قلبي لأنغام (الصَبا) ....... من فتاة عزفته في (الصِبا ) ـ
اسمها المطبوع في قلبي (صَبا) ....... خلبت لبّي وديني قد (صَبا) ـ
تحية الملك
وعند تشريف المغفور له جلالة الملك فيصل الأول عقيب تتويجه للموصل وتنازله بالحضور ليلا في المدرسة للمرحوم أحمد عزت قصيدة "حيّا بها صاحب الجلالة المغفور له باني مجد العراق الملك فيصل الأول المعظم في أول زيارته للموصل بعد ارتقائه عرش العراق في مدرسة الوطن التي أنشأها وكان مديرها , وقد أعدَّ رحمه الله حفلة شرفها جلالته ومثلت فرقة من التلاميذ فيها لعلم جلالته رواية (صلاح الدين الايوبي) وقد افتتح الفقيد هذه الحفلة بهذه القصيدة الترحيبية" :ـ
نطق السرور مغرِّدا في الموصل ....... بزيارة الملك المعظم فيصل
وأضاء وجه ســمائها متهــللا ....... في فضل نور جبينه المتهلل
وأبانت الحدباء ســـر ركوعها ....... من قبله منذ الزمــان الأول
علمت بيـوم قدومه فتحـدبـت ....... في الجوِّ تعظيمــا ليوم مقبـل
يا أيها الملك الذي ورث العلا ....... عن أوليه عن النبي المرسل
اقبل تحية مخلص قد جاء في ....... تقديمها لك عن جميع الموصل
ولو استطعت جعلت حبك باقة ....... بيدي كباقة نرجس و قرنفل
و رفعتــها منــي إليك تحــية ....... تبقى فتشهد عندكم بالود لي
ولقد نظم العديد من التنزيلات التي كانت تقرأ في حينها , وما زال بعضها يقرأ إلى الآن ومنها تنزيلة عرفها أهل الموصل وهي بعنوان (دار أقداح المدام) وقد لحنها أحمد عزّت بنفسه وهي من نغم البيات.ـ
ومن تنزيلاته أيضا من نغم النهاوند على لحن أغنية تركية (اشكي دارا) ونشيد أمة العرب اذكرينا :ـ
جاء و في راحته كأس الطلا ...... مُوَرَّد الخَدِّ سبا كل المـلا
إن لامني في حبَّه إنِّي فلا ....... أصغي لقول عاذلي كلاّ و لا
لا أسمع من يلومني في حب من ....... حقا رقى فوق السموات العلا
أما ترى الخال على وجنته ...... قد زين الخد بأنواع الحلا
ومدح آل المصطفى فرض على ....... كل فتى متيــم فيه ابتــلا
في السبع العلا من فضلهـم ...... قد عمــنا الله مذ قلنا بلى
وذكركـم عند فتاكــم أحمــد ....... أيا ســادتي كلما مرّ حلا
____________________
المصادر
· ــ أحمد عزّت قاسم أغا , بحث مخطوط , د. عبد العزيز عبد الله , الموصل , آذار 2000 م
ــ تحية الملك – قصيدة للشاعر أحمد عزّت في ملك العراق فيصل الأول – دراسة دلالية ,د. عزّة عدنان أحمد عزّت , بحث مشارك في مؤتمر كلية الآداب - جامعة الموصل المنعقد بتاريخ 30 – 31 / 3 / 2011 .ـ
· ــ جريدة الهلال العدد 68 السنة الأولى , الصادرة يوم الخميس 13 ربيع الثاني سنة 1361 هـ المصادف 30 نيسان سنة 1942 م .ـ
· ــ ديوان الموشحات الموصلية , جمع وتحقيق محمد نايف الدليمي , 1395 هـ - 1975م , رقم الإيداع في المكتبة الوطنية ببغداد /688 لسنة 1975 م .ـ
· قصة الدار الكبيرة , رمزية أحمد عزّت كتاب مخطوط من ثمانية أجزاء .ـ
ــ موسوعة أعلام الموصل في القرن العشرين , الأستاذ الدكتور عمر محمد الطالب , وزارة التعليم العالي والبحث العلمي , جامعة الموصل , الناشر : مركز دراسات الموصل 1429 هـ - 2008 م .رقم الإيداع في المركز : (11 ) لسنة 1428 هـ - 2007 م .ـ
---------------------------------------------------
· أحمد عزت آل قاسم أغا السعرتي29 جميع أعلام موسوعة أعلام الموصل
"http://www.omaraltaleb.com/KOTOB/maosoaa/allmaosoaa.htm
http://www.omaraltaleb.com/KOTOB/maosoaa/allmaosoaa.htm
www.omaraltaleb.com/KOTOB/maosoaa/allmaosoaa.htm
· إبراهيم خليل العلاف - إعدادية الموصل ...
-أحمد عزت أفندي آل قاسم أغا، ويدرس اللغة التركية.
www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=189949
mosul-network.org
هو احمد عزت بن قاسم أغا بن العالم الشهير عبد الله أفندي السعرتي والذي احد أجداده محمود باشا ...ـ
www.mosul-network.org/index.php?do=summary&id=789&page1=2
عوائل الموصل
آل قاسم أغا ... نسبة إلى مدينة سعرت في تركيا ومنهم احمد عزت ...
· تأريخ أول مدرسة تأسست في الموصل
http://www.almawsil.com/vb/showthread.php?t=76826
أحمدعزت أفندي آل قاسم أغا، ويدرس اللغة التركية.ـ
· موسوعة أعلام الموصل في القرن ...أحمد عزت آل قاسم أغا السعرتي 1869-1942 www.omaraltaleb.com/KOTOB/maosoaa/01alef.htm
عودة الى الصفحة الرئيسة