سيدي الاستاذ
الدكتور حكمت الحلو
الدكتور حكمت الحلو
الانسان كائن اجتماعي، لا يتحقق وجوده إلا من خلال تفاعله بالآخرين، ولذلك فهو في رحلة حياته يحاول أن يمد شبكة واسعة من العلاقات الانسانية مع من يعرفهم أو لا يعرفهم من الناس، فهو في وقت واحد أب وزوج وعم وخال وموظف وصديق وجار وعضو في نادي و.. ، وهذه في واقع الأمر أدوار إجتماعية يؤديها في حياته اليومية قاصداً بذلك تحقيق عضويته وممارسة دوره الاجتماعي بشكل يجعله مؤثراً ومتأثراً بمن يعمل، أو يتصل أو يتفاعل معهم .
هذا الانسان كرمه المولى جل وعلا ورفعه مكاناً علياً بقوله ( ولقد كرّمنا بني آدم ) وهذا التكريم إشتمل على أهم خاصية فيه تلك هي هبة العقل التي أراد الخالق العظيم من الانسان أن يوظفها لصالحه ولصالح الجماعة التي ينتمي اليها وتسخيرها فيما ينفع المجموع ويحقق لهم الأمن والحياة الرغيدة .
ولأن الانسان هو أغلى ما في الكون من موجودات فقد إنبثق منهم الرسل والأنبياء والمصلحون والعلماء وكل الذين حققوا لهذه الانسانية عبر حياتها الطويلة أسباب
وجودها الحضاري والثقافي والإبداعي، وصنعوا للإنسان حياةً ما كان ليحلم بها قبل آلاف السنين .
وعليه فإن هذا الانسان الذي كرّمه الله تعالى حريٌ بنا أن نوليه من الاحترام والتكريم ما يستحقه، فالعامل الذي يصلح أسلاك الكهرباء لينير لنا بيوتنا ومكاتب عملنا لا يختلف في إنجازه عن الباحث الذي يعمل في مختبر ساعياً الى إكتشاف عقار يفيد الانسانية، أو الذي يواظب على تطوير جهاز ما، أو من يستنبط حدثاً علمياً جديداً، فكلهم متساوون في العطاء على وفق تأهيلهم وتعليمهم وإختصاصاتهم، فالأول أجرى لنا القدرة الكهربائية في الاسلاك فانار المصابيح وحرّك الاجهزة في منازلنا، والثاني قدّم لنا عقاراّ نداوي به أوجاعنا وهكذا بالنسبة للآخرين، فهم بذلك يتساوون جميعاً في القيمة وفي الانتاج لأنهم قدّموا لنا جهداً مفيداً ونافعاً يستحقون عليه شكرنا وثناءنا وإحترامنا؛ ولكن قل لي من منّا قال يوماً لعامل النظافة: شكراً لك، ومن منّا زار ورشة أو مصنعاً وقدم وردة لعامل يتفانى من أجل أن ينتج لنا سلعة مفيدة، ومن منّا مدّ يداً دافئة الى جبين باحث ليمسح عرقاً نزّ من جبينه؟
وتعال معي لننظر الى الموضوع من زاوية أخرى، فأنا وأنت نلتقي بعشرات الناس يومياً نكلم هذا ونصافح هذا، ونتفاهم مع ذاك، ونحاور آخر؛ وهؤلاء بالطبع يحملون عناوين وإختصاصات كثيرة ومختلفة وبالطبع فإن سعادتنا تتحقق عندما تسهم كل هذه الإختصاصات مجتمعة في تيسير حياتنا وتسهيلها وتحقيق مصالحنا، ونحن نعرف هذا، لكننا نعامل كل هؤلاء بالفاظ ومفردات فيها بعضٌ من غلظة ويباس فلكل مستويات الناس وشرائحهم نستخدم مثلاً كلمة ( أنت) أنت َقلتَ، وأنتَ فعلتَ وأنتَ ... وعندي أن الأوان قد آن للتخلي عن هذه اللفظة، وأن علينا أن نكرّم بعضنا البعض فما الذي يضيرني لو قلت لك (يا أخي، أو يا سيد، أو يا محترم أو ..) فهي مفردات من شأنها أن تزيد من أواصر الألفة الاجتماعية، وشد اللُّحمة، وتحقيق التماسك الذي نسعى جميعاّ الى تعزيزه، ولنا في هذا أمثلة كثيرة حيّة، خذ الشعب المصري الشقيق مثلاً وتمعن بالالفاظ التي يتعاملون بها ( يا بيه، يا أستاذ، حضرتك، سعادتك ...) ولعل ابسط صفة يطلقونها على الانسان البسيط هي كلمة (معلم)، ولقد اكتشفت في زيارتي لإحدى دول اوربا الشرقية (سابقاً) أن لديهم تقليداً اجتماعياً يتمسكون به فكل من يبلغ الخامسة عشرة من عمره يخاطبونه ب (سيدي الاستاذ) وللأنثى (سيدتي الاستاذة) حتى وإن كانت ممن تغسل الصحون في مطعم أو عاملة في مقهى وبهذا يتساوى كل افراد المجتمع بهاتين اللفظتين بغض النظر عن مستوى أو عمر أو تأهيل الانسان .
وبعد فهذه دعوة مخلصة أتركها لمن يرغب بالمبادرة ويسن هذه السُنة الحسنة الطيبة وله أجرها وأجر من عمل عليها الى يوم الدين .
للعودة إلى الصفحة الرئيسة
هذا الانسان كرمه المولى جل وعلا ورفعه مكاناً علياً بقوله ( ولقد كرّمنا بني آدم ) وهذا التكريم إشتمل على أهم خاصية فيه تلك هي هبة العقل التي أراد الخالق العظيم من الانسان أن يوظفها لصالحه ولصالح الجماعة التي ينتمي اليها وتسخيرها فيما ينفع المجموع ويحقق لهم الأمن والحياة الرغيدة .
ولأن الانسان هو أغلى ما في الكون من موجودات فقد إنبثق منهم الرسل والأنبياء والمصلحون والعلماء وكل الذين حققوا لهذه الانسانية عبر حياتها الطويلة أسباب
وجودها الحضاري والثقافي والإبداعي، وصنعوا للإنسان حياةً ما كان ليحلم بها قبل آلاف السنين .
وعليه فإن هذا الانسان الذي كرّمه الله تعالى حريٌ بنا أن نوليه من الاحترام والتكريم ما يستحقه، فالعامل الذي يصلح أسلاك الكهرباء لينير لنا بيوتنا ومكاتب عملنا لا يختلف في إنجازه عن الباحث الذي يعمل في مختبر ساعياً الى إكتشاف عقار يفيد الانسانية، أو الذي يواظب على تطوير جهاز ما، أو من يستنبط حدثاً علمياً جديداً، فكلهم متساوون في العطاء على وفق تأهيلهم وتعليمهم وإختصاصاتهم، فالأول أجرى لنا القدرة الكهربائية في الاسلاك فانار المصابيح وحرّك الاجهزة في منازلنا، والثاني قدّم لنا عقاراّ نداوي به أوجاعنا وهكذا بالنسبة للآخرين، فهم بذلك يتساوون جميعاً في القيمة وفي الانتاج لأنهم قدّموا لنا جهداً مفيداً ونافعاً يستحقون عليه شكرنا وثناءنا وإحترامنا؛ ولكن قل لي من منّا قال يوماً لعامل النظافة: شكراً لك، ومن منّا زار ورشة أو مصنعاً وقدم وردة لعامل يتفانى من أجل أن ينتج لنا سلعة مفيدة، ومن منّا مدّ يداً دافئة الى جبين باحث ليمسح عرقاً نزّ من جبينه؟
وتعال معي لننظر الى الموضوع من زاوية أخرى، فأنا وأنت نلتقي بعشرات الناس يومياً نكلم هذا ونصافح هذا، ونتفاهم مع ذاك، ونحاور آخر؛ وهؤلاء بالطبع يحملون عناوين وإختصاصات كثيرة ومختلفة وبالطبع فإن سعادتنا تتحقق عندما تسهم كل هذه الإختصاصات مجتمعة في تيسير حياتنا وتسهيلها وتحقيق مصالحنا، ونحن نعرف هذا، لكننا نعامل كل هؤلاء بالفاظ ومفردات فيها بعضٌ من غلظة ويباس فلكل مستويات الناس وشرائحهم نستخدم مثلاً كلمة ( أنت) أنت َقلتَ، وأنتَ فعلتَ وأنتَ ... وعندي أن الأوان قد آن للتخلي عن هذه اللفظة، وأن علينا أن نكرّم بعضنا البعض فما الذي يضيرني لو قلت لك (يا أخي، أو يا سيد، أو يا محترم أو ..) فهي مفردات من شأنها أن تزيد من أواصر الألفة الاجتماعية، وشد اللُّحمة، وتحقيق التماسك الذي نسعى جميعاّ الى تعزيزه، ولنا في هذا أمثلة كثيرة حيّة، خذ الشعب المصري الشقيق مثلاً وتمعن بالالفاظ التي يتعاملون بها ( يا بيه، يا أستاذ، حضرتك، سعادتك ...) ولعل ابسط صفة يطلقونها على الانسان البسيط هي كلمة (معلم)، ولقد اكتشفت في زيارتي لإحدى دول اوربا الشرقية (سابقاً) أن لديهم تقليداً اجتماعياً يتمسكون به فكل من يبلغ الخامسة عشرة من عمره يخاطبونه ب (سيدي الاستاذ) وللأنثى (سيدتي الاستاذة) حتى وإن كانت ممن تغسل الصحون في مطعم أو عاملة في مقهى وبهذا يتساوى كل افراد المجتمع بهاتين اللفظتين بغض النظر عن مستوى أو عمر أو تأهيل الانسان .
وبعد فهذه دعوة مخلصة أتركها لمن يرغب بالمبادرة ويسن هذه السُنة الحسنة الطيبة وله أجرها وأجر من عمل عليها الى يوم الدين .
للعودة إلى الصفحة الرئيسة